روحاني: إيران تسعى لتحسين علاقات الصداقة

بهدف إيجاد منطقة للمستثمرين تتمتع بالاستقرار للمستثمرين

TT

أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن نهج الحكومة الإيرانية مبني على أساس التعاطي والصداقة مع دول الجوار، خاصة دول الجوار الجنوبية في الخليج وبحر عمان.

وقال: «لتعلم هذه الدول أن الحكومة الإيرانية تسعى إلى إقامة علاقات مبنية على التعاطي والصداقة مع جيرانها في منطقة الخليج وبحر عمان». وكان روحاني أكد خلال حملته الرئاسية على تعزيز العلاقات مع كافة دول الخليج. وأضاف روحاني خلال زيارته إلى محافظة هرمزغان (جنوب إيران)، أمس، أن «الحكومة الجديدة تسعى إلى بناء علاقات أفضل تقوم على أساس التعامل مع جيرانها الجنوبيين من أجل إيجاد منطقة تتمتع بالاستقرار للمستثمرين والمواطنين في إيران والمقيمين خارج البلاد». وأكد روحاني على أن «إيران تسعى لاعتماد سياسة التعامل مع جيرانها الجنوبيين بهدف توفير منطقة تتمتع بالاستقرار لتهيئة أرضية للاستثمار».

وكان روحاني صرح في سبتمبر (أيلول) الماضي في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» عبر البريد الإلكتروني، أن إيران والمملكة العربية السعودية لديهما «مصالح مشتركة كثيرة»، وأكد على ضرورة قيام الجانبين بخطوات عملية لتحسين العلاقات وارتقاء مستوى التعامل الثنائي. وعد الرئيس الإيراني في لقاء مع مسؤولي شؤون الحج أن السعودية «دولة صديقة وشقيقة»، وأكد على «المصالح المشتركة الكثيرة» بين البلدين.

من جهته، قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة طهران الدكتور يوسف مولايي لـ«الشرق الأوسط» حول رؤية روحاني بشأن تعزيز العلاقات الإيرانية ــ الخليجية: «يؤدي تعزيز العلاقات بين دول المنطقة على جميع المستويات السياسية، والثقافية، والاقتصادية، والدبلوماسية، والاجتماعية إلى تحقيق الثبات، والسلام في كل الدول. وتسفر سيادة أجواء السلام في ترسيخ الثقة بين الدول، مما سيبدد القلق بشأن النشاطات التي تقوم بها كل دولة بما فيها النشاطات النووية الإيرانية».

وأضاف مولايي أنه «لم تعرب أي دولة في منطقة الخليج حتى الآن عن عدم رغبتها في بناء العلاقات مع إيران، أو قطع علاقاتها معها، ولكن يجب توفير الأرضية لإجراء المفاوضات لحلحلة المسائل العالقة».

وتابع: «لم ترق المفاوضات التي أجرتها إيران ودول الجوار حتى الآن بعلاقات حسن الجوار التي تجمع هذه الدول، فقد أدت قضايا بسيطة وهامشية إلى توتير العلاقات. واقترح أن تعقد إيران ودول الخليج الفارسي اجتماعات، ومؤتمرات لتوفير الأرضية لإجراء المفاوضات التي ستؤدي إلى بناء جسور الثقة».

وشدد الأستاذ الجامعي الإيراني على أهمية مثل هذه المفاوضات، موضحا أن إجراء مثل هذه المفاوضات يؤمن المصالح المشتركة والمستدامة للطرفين، وسيخدم الجانبين.

من جهته، قال رئيس مركز الخليج للأبحاث عبد العزيز بن عثمان بن صقر لـ«الشرق الأوسط» إنه «يجب على إيران الكف عن التدخل في شؤون دول الخليج وإثارة القضايا الطائفية من أجل تحسين العلاقات بينها وبين بقية دول الخليج». وأضاف بن صقر «نحن لا نريد أن تتدخل إيران في شؤون الدول العربية وتوظيف الخلافات الطائفية كأداة لتبرير تدخلاتها في هذه الدول». وتابع: «إذا تمكنت إيران من حلحلة القضايا الخلافية، فالأمر قد يؤدي إلى الوصول إلى اتفاق في كثير من القضايا مثل السياسات النفطية، والاستقرار الإقليمي، وكثير من المسائل الشائكة». مشددا على أن «أقوال المسؤولين الإيرانيين لا تتطابق مع تصرفاتهم، لأنهم يطالبون ببناء علاقات جيدة مع دول الخليج في الوقت الذي تشن الصحف ووكالات الأنباء والقنوات الفضائية الإيرانية مثل (قناة العالم) حملة إعلامية تناقض التصريحات الإيرانية». وردا على سؤال بشأن الجهة التي يجب أن تبادر أولا لتحسين العلاقات الثنائية قال بن صقر: «تثير إيران في الوقت الحاضر المشكلات في سوريا، والعراق، ولبنان عن طريق حزب الله. كما أنها تقوم بإثارة الجماهير للتحرك ضد الحكام. يجب على إيران الكف عن توظيف الورقة الطائفية لتبرير تدخلاتها».