روسيا تضع قواتها قرب أوكرانيا في حالة تأهب.. وحكومة جديدة في كييف

وضع يانوكوفيتش على قائمة المطلوبين دوليا.. وحل قوات مكافحة الشغب

TT

أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس بوضع القوات المسلحة الروسية في حالة تأهب استعدادا لإجراء مناورات حربية قرب أوكرانيا، وذلك بعد أيام من التهديدات عقب الإطاحة بالرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش حليف موسكو. وتزامنا مع ذلك، تظاهر آلاف الأوكرانيين من أصل روسي الذين يشكلون الأغلبية في منطقة القرم للمطالبة باستقلال شبه الجزيرة التي تستضيف جزءا من أسطول البحر الأسود الروسي، واشتبكوا مع متظاهرين معارضين معظمهم من أقلية التتار المؤيدين للسلطة الجديدة في كييف.

ونددت موسكو بما قالت إنه صعود «للمشاعر الوطنية والفاشية الجديدة» في المناطق الغربية في أوكرانيا التي تسكنها أغلبية تتحدث الأوكرانية، وقالت إنه يجري حرمان المتحدثين باللغة الروسية من حقوقهم. ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن وزير الدفاع سيرغي شويغو قوله عند إعلانه عن بدء تدريب عسكري: «بناء على أمر من الرئيس الروسي، وضعت القوات في المنطقة العسكرية الغربية في حالة تأهب في الساعة الثانية بعد ظهر (أمس) بتوقيت غرينتش». وعلق الخبير البلجيكي فردريك بلاتون على الخطوة الروسية بقوله: «إن الوضع في المنطقة معقد، لأن ملف أوكرانيا مهم جدا للروس وللأوروبيين». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» على هامش اجتماعات وزراء دفاع دول الأطلسي في بروكسل أمس أن «استعداد القوات الروسية أمر عادي لكن الأمر الهام هو لأي أمر يستعدون؟ هذا هو السؤال المهم».

وقال وزير الدفاع الروسي أيضا أمس إن بلاده تراقب «باهتمام ما يجري في القرم»، وإنها تتخذ «إجراءات لضمان سلامة المنشآت والبنية التحتية والترسانات التابعة لأسطول البحر الأسود». وقالت وكالة «إنترفاكس» إن شخصا توفي ربما جراء أزمة قلبية مع تجمع حشود من المحتجين أمام البرلمان الإقليمي في شبه جزيرة القرم اليوم. لكنّ متحدثا باسم شرطة القرم نفى تقارير قالت إن الرجل قتل في انفجار في سيمفيروبول عاصمة الإقليم.

وفي أحدث سلسلة من التصريحات التي تتزايد حدتها قالت وزارة الخارجية الروسية إن المتطرفين في أوكرانيا «يفرضون إرادتهم»، وإن الكنيسة الأوكرانية التابعة للكنيسة الروسية الأرثوذكسية واجهت تهديدات.

ومنذ الإطاحة بيانوكوفيتش السبت الماضي توجهت جميع الأنظار إلى بوتين، الذي أمر بالتدخل عسكريا في جورجيا المجاورة في عام 2008 لحماية منطقتين أعلنتا انفصالهما يعيش فيهما كثير من المواطنين من أصل روسي وآخرون يحملون جوازات سفر روسية. وتعترف موسكو بالمنطقتين كدولتين مستقلتين.

وسيكون أي تحرك عسكري في أوكرانيا، التي يقطنها 46 مليون نسمة ولديها علاقات وثيقة مع قوى أوروبية ومع الولايات المتحدة، أكثر خطورة، إذ سيكون الغرب وروسيا أقرب إلى المواجهة المباشرة منذ الحرب الباردة.

وكان مفترضا أن تعلن السلطة الجديدة في أوكرانيا أمس تشكيل حكومتها الجديدة، مما يمهد الطريق أمام إجراء محادثات عاجلة مع صندوق النقد الدولي لدرء خطر أزمة مالية وشيكة. وأصبح من شبه المؤكد الآن أن روسيا ستحجم عن منح أوكرانيا حزمة قروض بقيمة 15 مليار دولار كانت عرضتها كمكافأة ليانوكوفيتش لرفضه العلاقات مع الاتحاد الأوروبي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وقال نائب وزير الخارجية الأميركي ويليام بيرنز الذي يزور كييف إن خبراء ماليين أميركيين موجودون بالفعل في أوكرانيا لبحث سبل تقديم العون.

وقد فرّ يانوكوفيتش من قصره الفخم على مشارف كييف ليلة الجمعة / السبت الماضي بعد أيام من أعمال العنف التي قتل فيها عشرات الأوكرانيين بمن فيهم متظاهرون قتلوا برصاص قناصة من الشرطة.

وتولى أوليكسندر تيرتشينوف رئيس البرلمان الذي تولى مهام الرئيس بعدما عزل البرلمان يانوكوفيتش، أمس، قيادة القوات المسلحة أيضا. وكان متوقعا أن يختار حكومة يجري إعلانها مساء أمس أمام الحشود في ميدان الاستقلال. وتيرتشينوف حليف لزعيمة المعارضة يوليا تيموشينكو التي أطلق سراحها من السجن قبل لحظات من عزل يانوكوفيتش. وقالت تيموشينكو، وهي رئيسة وزراء سابقة، إنها لا ترغب في العودة إلى المنصب الذي يمكن أن يتولاه الاقتصادي ارسيني ياتسينيوك الذي كان يدير حزبها وهي سجينة. وقد يحصل بطل الملاكمة السابق فيتالي كليتشكو على منصب أيضا. وقال كليتشكو إنه سيخوض انتخابات الرئاسة.

ولا يزال مكان يانوكوفيتش غير معلوم رغم أن الحكومة تقول إنها تعتقد أنه مختبئ في القرم. وصوت البرلمان لصالح طلب محاكمته أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي في ما يتعلق بالقتلى الذين سقطوا في ميدان الاستقلال. وقال المدعي العام في أوكرانيا أوليه ماخنيتسكي أمس إن الرئيس المعزول وضع على قائمة المطلوبين دوليا. وأعلنت السلطات الجديدة أمس أيضا حل وحدات شرطة مكافحة الشغب التي ألقى الناس عليها باللوم في نشر قناصة على أسطح المباني قتلوا المحتجين.