الرئيس الفنزويلي يطلق «حوارا وطنيا» لتهدئة المحتجين

زعيم المعارضة رفض المشاركة بسبب «أكاذيب السلطة وقمع المتظاهرين»

مادورو يحيي أنصاره لدى وصوله للمشاركة في تجمع بالعاصمة كراكاس مساء أول من أمس (رويترز)
TT

كان مقررا أن يطلق الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي يواجه حركة احتجاج منذ ثلاثة أسابيع تخللتها أعمال عنف، أمس، حوارا وطنيا لكن دون مشاركة أبرز شخصية في المعارضة.

ولم تتكشف مسبقا أية تفاصيل حول المؤتمر «من أجل السلام» الذي دعيت إليه «كل التيارات الاجتماعية والسياسية والنقابية والدينية»، وأعلن زعيم المعارضة إنريكي كابريليس مقاطعته بسبب «أكاذيب» الرئيس وقمع الشرطة للمتظاهرين.

وجاء مؤتمر أمس غداة مسيرة جديدة دعا إليها الطلاب الفنزويليون لكنها لم تحشد أعدادا كبرى، مما يدل على تلاشي حركة الاحتجاج بعد ثلاثة أسابيع. ونهار أول من أمس، حضر عشرات الشبان فقط، مما يؤكد تراجع التعبئة التي سجلت في الأيام الماضية رغم أن الصدامات مع قوات الأمن تواصلت. والحصيلة منذ بدء حركة الاحتجاج بلغت 14 قتيلا بينهم ثمانية على الأقل بالرصاص و140 جريحا. وعبر شبكات التواصل الاجتماعي دعا قادة التحرك الذي أطلق في 4 فبراير (شباط) إلى التظاهر في حي مرسيدس شرق العاصمة. وانتهت التظاهرة أمام السفارة الكوبية، احتجاجا على تدخل هذا البلد القريب جدا من الحكومة الفنزويلية.

وفي روما، وجه البابا فرنسيس نداء إلى المسؤولين السياسيين والشعب الفنزويلي الكاثوليكي بغالبيته، من أجل «تغليب الغفران المتبادل والحوار الصادق». وقال البابا: «آمل في أن تتوقف أعمال العنف والعدائية بأسرع وقت ممكن وأن يعمل كل الشعب الفنزويلي بدءا بالمسؤولين السياسيين والمؤسسات من أجل تشجيع المصالحة الوطنية».

يذكر أن التظاهرات التي يدعمها قسم من المعارضة، ركزت في بادئ الأمر بشكل أساسي على ارتفاع معدلات الجريمة ثم توسعت إلى مطالب أخرى تتعلق بالأزمة الاقتصادية والنقص في المواد الغذائية والمنتجات الأساسية أو قمع الشرطة. ويطالب المتظاهرون أيضا بالإفراج عن أشخاص اعتقلوا خلال هذه التظاهرات بينهم ليوبولدو لوبيز، المحتجز منذ أسبوع والمتهم بالتحريض على العنف. وهذه الحركة الاحتجاجية جمعت 50 ألف شخص السبت الماضي بدعوة من أبرز شخصية لدى المعارضة إنريكي كابريليس فيما تعد البلاد رسميا 2.6 مليون طالب. وأول من أمس، عادت الحياة إلى طبيعتها في كراكاس، وفتحت المتاجر والإدارات أبوابها، فيما بقيت بضعة شوارع فقط مغلقة بالحواجز التي أقامها شبان مقنعون.

وأمام «القلق» الذي عبرت عنه واشنطن، أعلن مادورو عن إرسال سفير إلى الولايات المتحدة سريعا فيما لم يتبادل البلدان السفراء منذ عام 2010 وكان التمثيل يقتصر على مستوى قائم بالأعمال. ومما يدل على العلاقات الدبلوماسية المتوترة بين البلدين، طردت الولايات المتحدة أول من أمس، ثلاثة دبلوماسيين فنزويليين ردا على طرد ثلاثة موظفين قنصليين من القنصلية الأميركية في كراكاس الأسبوع الماضي. وهذا التدبير كان متوقعا منذ أسبوع بعدما عمدت فنزويلا إلى طرد ثلاثة دبلوماسيين أميركيين اتهمتهم بدعم المتظاهرين المناهضين للحكومة. واعتبرت واشنطن أن هذه الاتهامات «كاذبة ولا أساس لها». وخلال أسبوع، ارتفعت وتيرة التوتر بين البلدين وأعلن الرئيس باراك أوباما أن العنف بحق المتظاهرين الفنزويليين «مرفوض»، الأمر الذي اعتبرته كراكاس «تدخلا سافرا» في شؤونها الداخلية.