مصر: سفيرنا لدى قطر موجود في القاهرة وعلى الدوحة تحديد موقفها من المصالح العربية المشتركة

الجامعة العربية أعربت عن أملها في عودة علاقات دول مجلس التعاون الخليجي لطبيعتها

TT

أكدت مصر أمس أن سفيرها لدى قطر موجود في القاهرة منذ أسابيع، وشددت على ضرورة أن تحدد الدوحة مواقفها من المصالح العربية المشتركة والتضامن العربي، بينما أعربت الجامعة العربية أمس عن أملها في عودة علاقات دول مجلس التعاون الخليجي لطبيعتها. وجاء ذلك تعليقا من مصر والجامعة العربية على القرار الذي اتخذته كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومملكة البحرين بسحب سفرائها من الدوحة.

وذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير بدر عبد العاطي، أن السفير المصري لدى قطر موجود بالفعل في القاهرة منذ بداية شهر فبراير (شباط) الماضي، وأن قرار استبقائه في مصر هو قرار سياسي وسيادي جاء نتيجة لأسباب موضوعية، من بينها استمرار التدخل في الشأن الداخلي للبلاد، وعدم تسليم المصريين المطلوبين جنائيا لمحاكمتهم، فضلا عما تبثه قنوات فضائية من أكاذيب وافتراءات تتعلق بتطورات الأوضاع في البلاد.

وأوضح المتحدث المصري أن قرار السعودية والإمارات والبحرين يعكس رفض هذه الدول الشقيقة وتحفظاتها على مواقف وسياسات قطرية، وأنها رأت توجيه رسالة مماثلة لما سبق أن طالبت به مصر مرارا بضرورة الالتزام الكامل بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادة الدول وإرادة شعوبها.

وأضاف المتحدث أن هذا الموقف إنما يعكس ما سبق أن أشارت إليه مصر مرارا من أن الخلاف القائم ليس بينها وبين قطر، وإنما بين قطر وغالبية الدول العربية، وأنه يتعين على دولة قطر أن تحدد موقعها وموقفها بوضوح من المصالح العربية المشتركة والتضامن العربي، وهو ما يتطلب الابتعاد عن السياسات والمواقف التي تؤجج الفرقة وتفتت وحدة الصف العربي، والارتقاء إلى مستوى التحديات والمخاطر الجسيمة التي تحيط بأمتنا العربية في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها.

ومن جانبها أعربت الجامعة العربية عن أملها في أن تعود العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي إلى طبيعتها، وقال نائب الأمين العام للجامعة، أحمد بن حلي، إن الجامعة تأمل أن تكون هذه التطورات السلبية التي تناقلتها وسائل الإعلام عبارة عن غمامة صيف ستنقشع وتعود المياه إلى مجاريها، مؤكدا حرص الجامعة على وحدة الموقف العربي واعتبار التضامن العربي العروة الوثقى «لأمن بلداننا وسلامتها وسيادتها واستقرارها وتحقيق مصالحها».

وفي أول تعقيب للجامعة العربية على سحب سفراء السعودية والبحرين والإمارات من قطر أكد بن حلي أنه ليس للجامعة العربية كل المعطيات الخاصة بسحب السفراء، «ولكننا نعتبر أن مجلس التعاون لمجلس الخليج العربي أهم إنجاز لدول الخليج ويعد رافدا داعما للجامعة العربية المنظمة الأم».

وكان مجلس الجامعة عقد صباح أمس اجتماعه للدورة العادية الـ141 على مستوى المندوبين الدائمين، برئاسة السفير محمد سعد العلمي، سفير المملكة المغربية لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، خلفا للسفير عاشور بوراشد المندوب الدائم لليبيا لدى الجامعة، وحضور السفير بن حلي.

ومن الملاحظ أن معظم المندوبين بالجامعة العربية رفضوا أمس التعليق على موضوع سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من قطر. وقالت مصادر دبلوماسية إن المندوبين اتفقوا داخل الجلسات المغلقة بعدم التصريح لوسائل الإعلام عن الموضوع.