الكردي ينفي محاولة اغتيال الأسعد ويصف علاقته مع المعارضة العسكرية بـ«الروحية»

غداة تعرض مؤسس «الحر» لحادث سير في تركيا

TT

لم يكن مؤسس الجيش السوري الحر وقائده السابق العقيد المنشق رياض الأسعد، يتوقع أن يفقد ابنه محمد في حادث سير في تركيا، لا سيما أن محمد هو الابن الرابع الذي يفقده حاملا الاسم نفسه، بعدما سبق له أن خسر ثلاثة أبناء تتراوح أعمارهم بين الثالثة والخامسة. وللمفارقة كان قدر محمد، الذي أكمل مرحلة طفولته سالما في حضن عائلته وهرب من الموت في بلاده، أن يفارق الحياة شابا، وهو في السابعة عشرة من عمره، تاركا لوالديه شقيقين وفتاة، وفق ما قاله العقيد مالك الكردي، مساعد الأسعد، نافيا لـ«الشرق الأوسط» المعلومات التي أشارت إلى تعرض الأسعد وابنه أول من أمس، لمحاولة اغتيال. وأكد أنه تعرض «لحادث سير عادي حصل في طريق عودتهما من إسطنبول باتجاه أنقرة».

وكان الأسعد الذي استبعد مرتين من القيادة العسكرية للجيش الحر، تعرض لمحاولة اغتيال قبل عام تقريبا في منطقة الميادين بمحافظة دير الزور خلال جولة ميدانية له في الأراضي السورية المحررة، أدت إلى بتر ساقه، واتهم حينها شبكات النظام بها، وقد سبق ذلك، تعرضه لشائعات أفادت بانتقاله مع عدد من الضباط إلى إسرائيل، وهو الأمر الذي عاد ونفاه الأسعد نفيا قاطعا.

وباستبعاده في المرة الأولى في سبتمبر (أيلول) عام 2012 عند تأسيس ما سمي بـ«الجيش الوطني السوري» بقيادة اللواء الركن محمد حسين الحاج علي، ومن ثم عند انتخاب العميد سليم إدريس رئيسا لهيئة الأركان في الجيش السوري الحر في ديسمبر (كانون الأول) 2012، تحول الأسعد إلى «شخصية رمزية» بالنسبة إلى المعارضين، لا سيما المجموعات العسكرية التي يصف الكردي علاقة الأسعد بها اليوم بـ«العلاقة الروحية»، وإن كان لا يزال على تواصل عسكري مع بعض المجموعات في المنطقة الشمالية.

وأضاف الكردي، المرافق الدائم للأسعد والموجود معه في تركيا: «لا يزال هو مؤسس الجيش الحر وينشط على هذا الخط ضمن الإمكانات المتوفرة»، مشيرا إلى أن «هناك تغيرات ومسميات طرأت على هذه المؤسسة العسكرية، أدت إلى تشرذم قيادة الأركان». ولفت الكردي إلى أن «هناك محاولات دائمة لتوحيد الصفوف، لكن تصطدم دائما بعثرات ووجهات نظر مختلفة فيما بين الأفرقاء».

وأطلق قائد الجيش الحر السابق، في الفترة الأخيرة، مواقف منتقدة لأداء المعارضة السورية، ووصف أركانها بـ«وكلاء النظام والمتسترين باسم الثورة زورا وبهتانا»، مؤكدا أن «الثورة ماضية حتى كنسهم جميعا».

يذكر أن الأسعد المولود في إدلب عام 1961، انشق عن الجيش السوري في 4 يونيو (حزيران) 2011، ليعلن في 30 من الشهر نفسه، من تركيا تأسيس الجيش السوري الحر الذي تحول إلى مظلة وتجمع للعسكريين والضباط المنشقين عن النظام، وللمجموعات العسكرية المعارضة.

وأصدر الائتلاف السوري المعارض أمس بيانا معزيا الأسعد الذي وصفه بـ«أحد القادة المؤسسين للجيش الحر»، مشيرا إلى «أن عائلته قدمت الكثير من الشهداء في سبيل حرية الشعب السوري ونصرة ثورته».