توقيف وحبس عشرات «الإخوان» المتهمين بـ«أعمال عنف»

انفجار عبوة ناسفة بخط غاز في «بورسعيد»

TT

واصلت السلطات المصرية أمس عمليات التوقيف والحبس على ذمة التحقيقات للعشرات من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، المصنفة رسميا وقضائيا على أنها «تنظيم إرهابي»، وذلك في تهم بارتكاب أعمال عنف واعتداءات على مقار شرطية خلال الفترة الماضية التي بدأت بعزل الرئيس السابق محمد مرسي. يأتي هذا في وقت انفجرت فيه قنبلة بدائية الصنع في خط الغاز بمحافظة بورسعيد، لكن الانفجار لم يسفر عن وقوع ضحايا.

وتشهد مصر منذ عزل مرسي مطلع يوليو (تموز) الماضي، أعمال عنف وتفجيرات استهدفت مقار أمنية في القاهرة ومدن أخرى، على رأسها سيناء، أسفرت عن مقتل العشرات من رجال الأمن، إلا أن وتيرة العنف آخذة في التراجع بحسب مسؤولين أمنيين، مقارنة بما كانت عليه الحال الصيف الماضي.

وقالت مصادر أمنية بوزارة الداخلية أمس إن الأجهزة الأمنية المعنية بالوزارة تواصل جهودها لملاحقة وضبط العناصر الصادر بشأنها قرارات بالضبط والإحضار من قبل النيابة العامة، لتورطها في الاعتداء على المقار الشرطية والتحريض على العنف بمختلف المحافظات، وإنه في هذا الإطار جرى ضبط 47 «إخوانيا» من المتورطين في اعتداءات بثماني محافظات.

وأوضح المصدر أن المضبوطين هم 17 شخصا في المنوفية، و13 في الإسكندرية، وثمانية بالمنيا، واثنان في البحيرة، واثنان في سوهاج، وثلاثة في بورسعيد، واثنان في أسيوط، مشيرا إلى أنه جرى اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة حيال المتهمين المضبوطين؛ كل منهم على حدة، والعرض على النيابة التي باشرت التحقيق معهم.

وفي السياق نفسه، قامت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية بشن حملة موسعة لملاحقة وضبط «العناصر الإرهابية شديدة الخطورة» بمنطقتي «كرداسة وناهيا» بمحافظة الجيزة. وأسفرت الحملة أمس عن ضبط «25 عنصرا إجراميا إرهابيا شديد الخطورة، من بينهم 16 إرهابيا من المتورطين في اقتحام مركز شرطة كرداسة ونقطة شرطة ناهيا وكنيسة كرداسة»، وفقا لمصادر الأمنية. كما أسفرت جهود الحملة، التي شاركت فيها العمليات الخاصة والأمن المركزي والأمن العام والمباحث الجنائية، عن ضبط كمية من الأسلحة النارية المتنوعة والمواد والأقراص المخدرة، بالإضافة إلى عدد من السيارات المبلغ بسرقتها.

من جهتها، قضت محكمة «جنح المعادي» أمس بمعاقبة 11 متهما بالحبس مع الشغل والنفاذ لمدة عامين، مع وضعهم تحت المراقبة الشرطية لمدة مساوية لمدة العقوبة، وتغريم ستة متهمين آخرين 50 ألف جنيه (نحو ثمانية آلاف دولار)، وتغريم ثلاثة متهمين آخرين 100 ألف جنيه، لإدانتهم بارتكاب جرائم عنف وشغب، خلال إحياء ذكرى مرور ثلاث سنوات على ثورة «يناير (كانون الثاني) 2011».

وكان المتهمون، وهم من أعضاء وأنصار جماعة «الإخوان»، نظموا مسيرة في ضاحية المعادي، خلال الاحتفالات بذكرى «ثورة يناير»، رافعين خلالها لافتات مؤيدة لقيادات «الإخوان» المحبوسين، وقاموا بإطلاق الألعاب النارية وارتكاب جرائم البلطجة وترويع المواطنين، بحسب التهم الموجهة إليهم.

وأحالت نيابة حوادث جنوب القاهرة المتهمين للمحاكمة الجنائية العاجلة، وأسندت النيابة للمتهمين ارتكابهم جرائم استعراض القوة والتلويح بالعنف، والتظاهر المخل بالأمن والنظام العام، والاعتداء على قوات الشرطة، وتنظيم مظاهرة بهدف ترويع المواطنين وإثارة الذعر فيما بينهم.

وطالب ممثل النيابة العامة خلال جلسة أمس، التي عقدت بمقر معهد أمناء الشرطة بالقاهرة، بتوقيع أقصى عقوبة مقررة قانونا بحق المتهمين، في ضوء الأدلة المتعددة المطروحة ضدهم.

في غضون ذلك، انفجرت قنبلة أمس في خط الغاز الاحتياطي، الموجود في تقاطع الطريق الدولي الساحلي مع طريق بورسعيد. وقال اللواء محمد الشرقاوي مدير أمن بورسعيد إن «الانفجار كان بأحد أنابيب الغاز الموجود بغرفة التحكم التابعة للشركة الكائنة بالطريق الدائري، وهو خط احتياطي»، مشيرا إلى أنه «لم يؤثر على شبكة الغاز ولم يسفر عن أي إصابات».

وشهدت محافظة بورسعيد أمس انتشارا أمنيا مكثفا من قوات إدارة المفرقعات لتمشيط المحافظة للتأكد من أنه لا وجود لأي أجسام قابلة للانفجار. وأوضح مدير الأمن أنه «جرى تمشيط المنطقة بالكامل وفحصها بمعرفة خبراء وعناصر المفرقعات، وتقوم حاليا أجهزة البحث باستكمال الفحص والتحري حول الواقعة وظروفها وملابساتها لمعرفة ماهية الانفجار وتحديد أسبابه».