أميركي كان مجندا في «القاعدة» يشهد في محاكمة سليمان أبو غيث صهر بن لادن

زوج ابنة أسامة بن لادن حث أعضاء التنظيم على «البيعة» قبل أشهر من هجمات سبتمبر

TT

روى مجند سابق في تنظيم القاعدة أول من أمس خلال محاكمة صهر بن لادن في نيويورك كيف التقى المتهم وزعيم «القاعدة» خلال تدريب عسكري في أفغانستان في ربيع 2001، واستدعى المدعون الأميركيون سهم علوان، وهو أحد ستة رجال من لوكاوانا في نيويورك، متهمين بدعم مجموعة أجنبية إرهابية، للإدلاء بشهادة ضد سليمان أبو غيث أهم قيادي في «القاعدة» متهم ويحاكم في محكمة أميركية فيدرالية. وقال الشاهد البالغ من العمر 41 سنة الذي أمضى في السجن سبع سنوات بتهمة الإرهاب، للمحكمة، إنه سافر إلى باكستان وأفغانستان في 2001 وأمضى أسبوعا في معسكر للتدريب لـ«القاعدة» في الجبال بالقرب من قندهار. وتحدث ساعتين عن تفاصيل انتقال مسلمين غربيين إلى معسكرات «القاعدة» بينها بضع دقائق فقط عن لقائه مع سليمان أبو غيث ربيع 2001. ويحاكم سليمان أبو غيث (48 سنة) بتهمة التآمر لقتل أميركيين وتهمة تقديم دعم مادي لإرهابيين ومساعدة إرهابيين آخرين. وأبو غيث أصبح معروفا عندما ظهر في تسجيل فيديو مع بن لادن ومساعده أيمن الظواهري في اليوم التالي لاعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001. وتعرف علوان الذي عمل في شركة للهواتف الجوالة على أبو غيث في صورة قديمة لكنه لم يكن قادرا على أن «يؤكد» وجود أي شخص آخر يعرفه منذ رحلته لأفغانستان في قاعة المحكمة. وجلس أبو غيث، الذي دفع ببراءته، صامتا خلال جلسة المحاكمة. وقال علوان الذي كان يرتدي بزة رمادية وربطة عنق، إنه التقى زعيم تنظيم القاعدة ثلاث مرات في أفغانستان. وعقد اللقاء الأول بينهما في منزل محصن في قندهار، ثم مرة ثانية في معسكر للتدريب في الجبال، وأخيرا قبل عودته إلى الولايات المتحدة. وتابع أنه سافر إلى أفغانستان في أبريل (نيسان) أو مايو (أيار) 2001 عن طريق تورونتو ولندن ودبي وباكستان مع مجموعة صغيرة من الأشخاص المتحدرين من لاكاوانا.

وقالوا حينذاك إنهم يريدون قضاء بعض الوقت في الحركة الدعوية الباكستانية (جماعة التبليغ)، لكن بعد أسبوع ونصف في فندق في مدينة كراتشي الباكستانية الساحلية توجهوا إلى كويتا، المدينة الواقعة جنوب غربي باكستان على الحدود الأفغانية. وقال علوان إنهم عبروا في اليوم التالي الحدود إلى أفغانستان وهم يقودون دراجات نارية للالتفاف على مركز الحدود الرسمي ولكنهم أرسلوا هوياتهم وأوراقهم الشخصية بسيارة أجرة.

وقد أمضوا عشرة أيام في منزل للضيافة يديره عرب في قندهار. وقال إنه اطلع هناك على كتاب بن لادن «القاعدة».

وأمضى الرجال بعض الوقت في الصلاة وممارسة كرة اليد والقراءة إلى أن وصل مجندون آخرون.

وقد اطلعوا على تسجيل فيديو دعائي لتفجير المدمرة الأميركية كول في مرفأ عدن اليمني، الذي أودى بحياة 17 شخصا.

والتقى أبو غيث في هذا المنزل وقدم إليه على أنه سليمان الكويتي، وذلك بعد أيام على زيارة قام بها بن لادن.

وقال إن أبو غيث حضر ليلا وجلس في زاوية باحة ليتحدث إلى «خمسة أو ستة رجال» عن مفهوم الولاء لابن لادن وحكم لمضيفه الأفغاني الملا محمد عمر زعيم حركة طالبان الأفغانية. وبعد ذلك رأى أبو غيث على التلفزيون بعد اعتداءات 11 سبتمبر.

وتحدث علوان بالتفصيل أيضا عن معسكر للتدريب تابع لـ«القاعدة» يضم مسجدا ومستشفى، موضحا أنه يقع على بعد ثلاث أو أربع ساعات بالحافلة عن قندهار. وقال إن اليوم كان يبدأ بصلاة الفجر ثم قراءة القرآن فتناول الفطور والتدريبات. وبعد الغداء، كانت هناك الصلوات واستراحة وتدريبات أيضا.

وأكد علوان أنه بذل جهودا كبيرة ليغادر أفغانستان وتفاوض مع زعيم مجموعته ليتمكن من ذلك. وقد عاد إلى باكستان ومنها توجه إلى تورونتو. وفي اجتماعه الأخير مع بن لادن قال علوان إن زعيم تنظيم القاعدة سأله عما يفكر به الأميركيون بشأن المهمات الانتحارية. ورد علوان: «لا نفكر في ذلك».

وأنهى أسامة بن لادن الذي كان يرتدي زيه الأبيض المعروف الاجتماع بعد دقائق قائلا: «الله معك».

وعاد علوان إلى الولايات المتحدة في يونيو (حزيران) 2001 ليلاحقه مكتب التحقيقات الفيدرالي بعد أسابيع. وقد صدر حكم عليه في 2003 وأفرج عنه في يوليو (تموز) 2010 بعد تعاونه مع الحكومة الأميركية.