صفحات التواصل الاجتماعي تعكس تجاوبا إيجابيا مع قرارات السعودية

تكتلات وأحزاب شعبية في مصر تشكل وفودا لزيارة المملكة

TT

تواصلت ردود الأفعال الرسمية والشعبية عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر أمس، الداعمة والمؤدية لقرار المملكة العربية السعودية بإدراج جماعة الإخوان المسلمين داخل المملكة ضمن قائمة المنظمات الإرهابية. وبينما أثنى نشطاء عبر موقعي «فيسبوك» و«تويتر» عن القرار قائلين: «إنه جاء في التوقيت المناسب.. وتسلم الأيادي»، دعت تكتلات وأحزاب شعبية مصرية لتشكيل وفد لزيارة المملكة لدعم القرار. في حين علق وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة على القرار بقوله: «ضربة قوية لتلك الجماعات الإرهابية والمتطرفة.. وسيساهم في القضاء على الإرهاب».

وتواصل السلطات المصرية عمليات التوقيف والحبس على ذمة التحقيقات للعشرات من المنتمين لجماعة الإخوان، المصنفة رسميا وقضائيا كـ«تنظيم إرهابي»، وذلك في تهم بارتكاب أعمال عنف واعتداءات على مقار شرطية، خلال الفترة الماضية، والتي بدأت بعزل الرئيس السابق محمد مرسي.

وقال محمد رضا على موقع «فيسبوك»: «نرجو من كل الدول العربية والأجنبية أن تحذو حذو موقف السعودية والقبض على أعضاء الجماعة الإرهابية في دولهم.. مصر لن تنسى للسعودية هذا الموقف أبدا». وشاركه الرأي محمد عبد الله قائلا: «الدور على الإمارات والبحرين.. لازم الإخوان تتحاصر في جميع دول العالم».

ورد حمادة الدكروري على القرار السعودي قائلا: «يعيش الملك.. وتسلم الأيادي». وهي أغنية شعبية مصرية داعمة للجيش، في موقفه من عزل مرسي وجماعة الإخوان بعد عام من صعودها للسلطة بمصر.

فيما وصفت صباح أحمد القرار بـ«العظيم». وقالت وفاء نبيل «تسلمي يا بلد الكعبة». وفي تعليق لها كتبت هنا مصطفى «تسلمي يا سعودية». وقالت هند صبحي «يسلم الملك عبد الله والشعب السعودي على وقفته مع مصر».

من جانبه، قرر حزب إحنا الشعب وحزب الصرح بمصر تشكيل وفد شعبي مشترك لزيارة دول السعودية والإمارات والبحرين لإعلان تأييد ودعم الشعب المصري لقرار سحب السفراء من قطر وقرار اعتبار جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا. وقال محمود نفادي وكيل مؤسسي حزب «إحنا الشعب»، إن «الوفد سيضم 20 نائبا سابقا بالبرلمان، لتأكيد أن الحرب ضد الإرهاب ليست حرب مصر وحدها؛ ولكن حرب غالبية الدول العربية».

وأكد المهندس طارق نديم رئيس حزب الصرح، أن الوفد سيطالب الدول العربية بإدراج هذا الملف على جدول أعمال قمة الكويت العربية نهاية الشهر الحالي، وأن يصدر قرارا ملزما لكل الدول لحماية الأمن القومي العربي.

من جهته، رحب حزب الشعب الديمقراطي برئاسة المستشار أحمد جبيلي المنسق العام المساعد لتحالف أحزاب التيار المدني الاجتماعي، بقرار العاهل السعودي الملك عبد الله خادم الحرمين الشريفين، واعتبره خطوة متقدمة كان لا بد من اتخاذها على طريق محاربة الإرهاب وحماية الأمة العربية من تداعياته الخطيرة والضارة بالأمن القومي العربي.

كما أعلنت العديد من الحركات والتكتلات الشعبية أنها أيضا بصدد تنظيم زيارات للسعودية للتأكيد على القرار، عن أن تضم الزيارات خبراء ومسؤوليين رسميين من الدولة المصرية.

في غضون ذلك، وجهت منظمة «مصريات ضد الإرهاب» الشكر للعاهل السعودي على موقف بلاده مما وصفته المنظمة بجماعات العنف والتطرف. وقالت منال لطفي رئيسة المنظمة، إن «إعلان المملكة العربية السعودية إدراج جماعة الإخوان المسلمين ضمن قوائم الجماعات الإرهابية، هو دليل على أن البقاء للأوطان وليس للجماعات والحركات مهما كان تاريخها أو حجم أفعالها، وأن تاريخ الأمم هو الأبقى».

وأوضحت أن الموقف السعودي جاء بمثابة رسالة للعالم أجمع بأن «الإسلام ليس حكرا على جماعة»، وأن الإسلام بريء من دعوات العنف والإرهاب وسفك دماء الأبرياء، ورسالة للعرب جميعا بأن الانتماء لا بد أن يكون للأوطان لا للجماعات، خاصة وأن هذه الجماعات على اختلاف أسمائها أساءت إلى صورة الإسلام في عيون العالم أجمع.

في ذات السياق، أشاد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بموقف المملكة العربية السعودية الرافض لكل مظاهر الإرهاب والتطرف، خاصة الخطوات التي اتخذتها مؤخرًا في مواجهة الجماعات والمنظمات الإرهابية.

ووصف جمعة في بيان له، أمس، هذه الإجراءات بأنها «ضربة قوية لتلك الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وستساهم في القضاء على الإرهاب، ودعم موقف مصر الرافض له»، منوهًا إلى ما أكده المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء المصري، في خطابه الأخير، بأننا «نخوض حربًا ضد الإرهاب الذي لا دين ولا لون ولا وطن ولا وفاء ولا عهد له، بالنيابة عن المنطقة كلها».

وحذر وزير الأوقاف كل من يرعى الإرهاب أو يدعمه من أنه «سيكتوي بناره يومًا ما، وسيندم حين لا ينفع الندم»، كما حذر من خطورة تبني دعم الجماعات المتطرفة، مؤكدا أن دعمها يعد جريمة في حق الإنسانية، وأن التخلي عن مواجهتها خيانة وطنية.

ووجهت المشيخة العامة للطرق الصوفية في مصر، التحية للمملكة العربية السعودية على قرارها الأخير بإدراج الإخوان «جماعة إرهابية»، في إطار خلق روح جديدة للقومية العربية. وقالت في بيان لها، أمس، إن قرار المملكة العربية السعودية يؤكد إصرار الدول العربية، وخاصة الخليجية، على دعم مصر والموقف العربي الموحد، والذي يأتي من خلال قوة مصر في المنطقة.

وأكد الدكتور عبد الهادي القصبي، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، أن تلك الخطوة تأتي في إطار سعي دول الخليج إلى الوقوف بجوار مصر على الصعيدين الداخلي والخارجي، مضيفا أن قرار المملكة يأتي لتوحيد الصفوف من أجل عودة روح القومية العربية والحفاظ على أمن مصر واستقرارها. ودعا القصبي، باقي الدول العربية اتخاذ مثل هذا القرار، الذي يحافظ على أمن مصر ودول الخليج وعودة الروح العربية المشتركة التي تتجسد في اتحاد قوي يكون له ثقل عالمي.