بنعمر يعود إلى صنعاء للإشراف على التسوية السياسية

الجيش يفشل هجوما لـ«القاعدة» في أبين

TT

أفشل الجيش اليمني، أمس، هجوما واسعا على أحد الألوية العسكرية في محافظة أبين بجنوب البلاد، في الوقت الذي اتهمت فيه السلطات اليمنية تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» بشن الهجوم الذي قتل فيه جنديان وأحد المهاجمين، في حين عاد المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بنعمر، إلى صنعاء للإشراف على سير التسوية السياسية.

وقالت مصادر في وزارة الدفاع اليمنية إن عددا من مسلحي «القاعدة» هاجموا «اللواء العسكري 115»، في محافظة أبين، وإن الهجوم أسفر عن مقتل جنديين وإصابة آخرين ومقتل أحد المهاجمين واعتقال اثنين آخرين.

وجاء هذا الهجوم بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على تعديل وزاري محدود أجراه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على حكومة الوفاق الوطني، وأطاح باثنين من الوزراء السياديين في الحكومة، إضافة إلى الإطاحة برئيس جهاز المخابرات.

وقال محللون وخبراء في مجال محاربة الإرهاب لـ«الشرق الأوسط» إن الهجوم يعد محاولة يائسة من التنظيم لإعادة السيطرة على مدن وبلدات في محافظة أبين، التي كانت معظم مدنها أعلنت «إمارات إسلامية» تتبع «القاعدة»، خلال الأعوام القليلة الماضية، قبل أن تتمكن قوات الجيش من السيطرة على الموقف وطرد مسلحي التنظيم من البلدات التي كانوا يحكمون السيطرة عليها.

وأضاف الخبراء أن «هذه المحاولات يائسة من قبل عناصر التنظيم للسيطرة الميدانية، بعد أن باتوا عرضة لاصطياد الطائرات الأميركية من دون طيار لهم في تلك المناطق الجبلية النائية».

سياسيا، عاد المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بنعمر إلى صنعاء، أمس، وقال في تصريحات صحافية نسبت إليه عقب وصوله، إنه سوف يقدم إلى مجلس الأمن الدولي، نهاية الشهر الجاري، تقريرا حول سير العملية السياسية في اليمن.

وقال المبعوث الدولي في تصريحات لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ» إنه سوف يركز، خلال الزيارة على «دعم الجهود اليمنية الرامية إلى تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني بتعاون وتنسيق وطيد مع الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية وجميع الأطراف السياسية»، وإنه سوف يعد خلال الزيارة تقريره الخاص إلى مجلس الأمن الذي سيجتمع نهاية شهر مارس (آذار) الجاري لتقييم ما توصلت إليه العملية السياسية ومدى تنفيذ القرار الأخير لمجلس الأمن 2140، وأردف بنعمر: «اضطر مجلس الأمن لإصدار القرار الأخير لأن العرقلة الممنهجة استمرت والمعرقلين يتحملون هذه المسؤولية، كذلك إصدار هذا القرار تحت البند السابع كان ضروريا لتنفيذ هذا القرار والبند السابع ينطبق على الأشخاص والمجموعات المعرقلة وليس اليمن ككل وليس هناك أي نص أو أي نية لأي عمل في اتجاه فرض عقوبات على اليمن كدولة».

من ناحية أخرى، أجرت مبعوثة أميركية مباحثات مع الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي بشأن مكافحة الإرهاب والجوانب الأمنية، وقال هادي خلال لقائه، أمس، مساعدة الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي ومكافحة الإرهاب، ليزا موناكو والوفد المرافق لها، إن «النظام الاتحادي سيمثل قفزة نوعية في النهوض والتطوير وتحقيق التطلعات والآمال لكل أبناء الشعب»، وأضاف أن «الإشراف الإداري عن قرب في النظام الاتحادي سيوفر الكثير من الإمكانات والمزيد من فرص العمل والوظائف العامة ويفتح آفاقا جديدة أمام الشباب المتطلع إلى المستقبل المنشود واليمن الجديد»، ولفت الرئيس اليمني إلى أن «المركزية كانت السبب الرئيس في الحرمان وعدم العدالة في توزيع المشاريع والإمكانات»، مؤكدا أن النظام الاتحادي هو الطريق الوحيد للعدالة والمساواة وعدم الإقصاء والإهمال والتوزيع العادل للمسؤولية والثروة والسلطة»، وأن «اليمن قد أنجز شوطا متقدما جدا في طريق بناء لبنات المستقبل وطي صفحة الماضي إلى الأبد وأن المسألة الاقتصادية هي المشكلة التي يمكن أن تكون عائقا أمام المضي إلى الأمام صوب الغد الأفضل».