نتنياهو يوافق على إخلاء مستوطنات وإبقاء بعضها تحت السيادة الفلسطينية

رئيس الوزراء الإسرائيلي أظهر تشددا في ملفي القدس ويهودية الدولة

TT

تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لأول مرة إلى شعبه مباشرة بشأن مستقبل المستوطنات في إطار اتفاق السلام المزمع إبرامه مع الفلسطينيين برعاية أميركية. وكشف عن أنه سيخلي مستوطنات وسيبقي بعضها تحت السيطرة الفلسطينية، لكنه وعد بتقليص تلك التي لن تبقى تحت السيطرة الإسرائيلية «إلى أقل عدد ممكن».

وبينما أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي «مرونة» في ملف المستوطنات، فإنه أظهر تشددا في مواضيع أكثر أهمية بالنسبة للفلسطينيين مثل مستقبل القدس ويهودية الدولة الإسرائيلية.

وقال نتنياهو، في مقابلتين مع القناتين الثانية والعاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، إن القدس ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية وإنه لن يمرر أي اتفاق من دون اعتراف فلسطيني بيهودية إسرائيل.

وبثت القنوات الإسرائيلية، أمس، مقاطع من المقابلتين اللتين سجلتا في واشنطن أثناء زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، وكان يفترض عرضهما كاملتين في وقت متأخر أمس.

وقال نتنياهو باللغة العبرية لمواطنيه: «الاتفاق لن يشمل بعض المستوطنات.. أقول بعضها، الكل يدرك ذلك. لكني سأضمن أن يكون العدد أقل ما يمكن، بقدر الإمكان، إذا وصلنا إلى هذه المرحلة».

وردا على سؤال حول إمكانية أن تكون الأراضي التي توجد فيها بعض المستوطنات الآن، جزءا من دولة فلسطينية مستقبلية، أجاب: «ربما.. نعم، لكنني لن أتخلى عن أي شخص، لن أترك أي إسرائيلي من دون حماية.. إذا وصلنا إلى ذلك فإني سأهتم بشأن كل مواطن إسرائيلي».

وأضاف: «يجب أن لا نتفق مع الفلسطينيين على كل شيء، نحن نريد تعزيز العملية السياسية بيننا وبينهم في هذه المرحلة من أجل التوصل إلى سلام حقيقي عادل وشامل».

لكن نتنياهو شدد على أنه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية من دون الاعتراف بيهودية إسرائيل. وقال: «لن نسمح بقيام دولة فلسطينية من أجل أن يستمر الصراع، مثلما يريدون منا الاعتراف بالدولة الفلسطينية، يجب أن يعترفوا بالدولة اليهودية، كلامي واضح للغاية».

كما أعلن نتنياهو أنه لن يسمح بتقسيم القدس التي ينادي الفلسطينيون بإعلان الشطر الشرقي منها عاصمة لدولتهم العتيدة. وقال: «القدس ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية في أي اتفاق مستقبلي».

وتثير تصريحات نتنياهو التي جاءت بعد لقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما، كثيرا من الشكوك حول إمكانية تحقيق اختراق في محادثات السلام الحالية، خصوصا أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يلتقي أوباما في الـ17 من هذا الشهر في محاولة لدفع اتفاق إطار، وضع النقاط على الحروف في اجتماع مع ناشطين شباب من القدس قبل يومين، وطرح مواقف متباعدة للغاية.

وشدد عباس على أن تكون القدس الشرقية عاصمة للفلسطينيين، وقال: «عندما نتحدث عن عاصمة فلسطين فإننا لا نتحدث عن أبو ديس، ولا نتكلم عن بيت حنينا ولا نتكلم عن أي من القرى المحيطة بالقدس، بل نتكلم عن القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين، لأننا سمعنا كلاما منمقا يقول إن عاصمتكم في القدس، يعني في أبو ديس أو بيت حنينا، بل عاصمتنا هي القدس الشرقية التي احتلت عام 1967». وأضاف: «ثوابتنا القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، ولا نمانع أن تبقى القدس مفتوحة ويكون هناك تنسيق، ولكن كل واحد يعرف ما له».

وتابع قائلا: «النقطة الثانية، عندما نوقع على الاتفاق ينسحب الإسرائيليون انسحابا تدريجيا. وبعد المدة المحددة لا يبقى إسرائيلي واحد».

وعدّ قضية اللاجئين «حقا شخصيا» وأن الفلسطينيين أحرار في العودة إلى دولة فلسطين أو البقاء في الدول التي استقروا فيها.

وشدد على عدم الاعتراف بالدولة اليهودية. وقال: «ليس عنادا وليس مكابرة، وإنما عن وعي ويقين بأن هذا الموضوع لن نقبل به، وهذا كلام واضح. وخلاصته، دولة يهودية، لا، لن نقبل».