بارزاني لشعبه: لن ننصاع لأحد ولن نقبل بعودة الديكتاتورية

كردستان تحيي الذكرى الـ23 لانتفاضتها ضد نظام صدام

أكراد يمتطون جيادا وأحدهم يرفع علم إقليم كردستان خلال احتفال في أربيل أمس بالذكرى الـ23 للانتفاضة الكردية ضد حكم الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين (أ.ف.ب)
TT

مرت أمس الذكرى السنوية الـ44 لتوقيع بيان 11 مارس (آذار) 1970 الذي نص على الاعتراف بالحقوق القومية والثقافية للكرد في إطار الدولة العراقية وذلك بعد سلسلة من الاجتماعات والمباحثات مع قيادة الثورة الكردية ممثلة بالزعيم الكردي الراحل، مصطفى بارزاني، أشرف عليها الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين الذي كان حينها نائبا لرئيس الجمهورية.

ومرت أمس أيضا الذكرى الـ23 لتحرير مدينة أربيل من سيطرة حكومة البعث السابقة في انتفاضة جماهيرية قادتها الجبهة الكردستانية وبدأت في 5 مارس (آذار) عام 1991 وانتهت بتحرير كركوك في 21 من الشهر نفسه. ومع أن هذه الانتفاضة قمعت من قبل قوات الحرس الجمهوري في نهاية الشهر نفسه، إلا أن الهجرة الجماعية للمواطنين في الإقليم إلى الحدود التركية والإيرانية أدت بالمجتمع الدولي إلى التدخل ولأول مرة لمساعدة الشعب الكردي إنسانيا.

مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، هنأ شعبه أمس بهذه المناسبة في برقية أكد فيها على أن «شعب كردستان لن يرضى بلغة التهديد، ولن يقبل بسياسة الحصار الاقتصادي التي تحاول الحكومة العراقية فرضها على الإقليم»، مضيفا أن «شعب كردستان الذي عرف بمقارعته للديكتاتورية، لن ينصاع أبدا لها ولن يقبل بعودتها من جديد». وشدد بارزاني في برقيته على أن انتفاضة شعب كردستان «ليست مناسبة تستذكر كل عام لنحتفل بها فقط، بل هي حدث تاريخي كبير في المنطقة ورسالة للعالم بأن الشعب الكردي لن يقبل بالحكم الفردي ولن ينصاع للحكم الفردي، وهو أيضا شعب محب للسلام والتعايش السلمي».

وبين بارزاني أن في شهر مارس «العديد من المناسبات السعيدة والحزينة في تاريخ الشعب الكردي» ومنها ذكرى القصف الكيماوي لمدينة حلبجة في 16 منه، مشيرا إلى أن «الإنسانية يجب أن تقف بكل الخجل أمامها».

من جهته، هنأ كوسرت رسول علي، النائب الأول للأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني ونائب رئيس إقليم كردستان، شعب كردستان بمناسبة الذكرى الـ23 لانتفاضة أربيل التي قال إنه «كان له شرف الإشراف على تحرير هذه المنطقة من قبل الجبهة الكردستانية»، مبينا أن «الجماهير في أربيل وبالتعاون مع الخلايا السرية لقوات البيشمركة كانت السباقة في تطهير مؤسسات المدينة من قوات الحرس الجمهوري وقوات الأمن التابعة لحكومة البعث السابقة».

وطالب علي في برقيته الأحزاب الكردستانية بـ«عقد اجتماع قمة للتوصل إلى قرار حاسم حول إعلان التشكيلة الحكومية المقبلة»، داعيا إياهم إلى «عدم نسيان الماضي وعدم تجاهل أي من التوقعات حول تصرفات بغداد في الضغط على الكرد وعلى إقليم كردستان العراق للنيل من تجربة هذا الشعب». كما دعا إلى عدم التفرد في اتخاذ أي قرار أو رد فعل تجاه بغداد «لأن القرار الانفرادي لن يصب في مصلحة الإقليم، وانتفاضة الإقليم وتجربته نجحت عندما اتحدت جميع الأحزاب في جبهة سياسية وعسكرية واحدة».

وعلى المستوى الشعبي، احتفلت أربيل أمس بهذه الذكرى بـ«مهرجان الربيع ونوروز» الذي حضره العديد من المسؤولين الحكوميين والحزبيين، بالإضافة إلى عدد كبير من جماهير المدينة. ويستمر هذا المهرجان لمدة عشرة أيام وسينتهي في 20 مارس (آذار) الحالي بإيقاد «شعلة نوروز» إيذانا ببدء السنة الكردية الجديدة في 21 مارس من كل عام.