طلاب «الإخوان» يرفعون علم «القاعدة» في جامعة الأزهر

محاولة لتفجير محطة كهرباء في الجيزة.. والسلطات تبطل تسع عبوات ناسفة

TT

قالت مصادر مسؤولة وشهود عيان في جامعة الأزهر إن طلابا ينتمون إلى جماعة الإخوان رفعوا علم تنظيم القاعدة، أثناء قيامهم بمظاهرات داخل حرم الجامعة، في وقت أبطلت فيه السلطات تسع عبوات ناسفة قبل انفجارها وذلك في محاولة فاشلة لتفجير محطة كهرباء بمدينة الجيزة. كما قرر القضاء أمس تأجيل محاكمة محمد بديع، مرشد الجماعة المصنفة «تنظيما إرهابيا»، وعدد من قيادات «الإخوان» إلى السبت بعد المقبل.

ووضعت الجامعات إجراءات استثنائية صارمة لمواجهة أي أعمال عنف في الأسبوع الثاني من بدء الدراسة. وكشفت مصادر بوزارة التعليم العالي عن أنه «سيجري استدعاء قوات الشرطة حال حدوث أي شغب داخل الحرم الجامعي، وتركيب كاميرات داخل كليات الجامعات لرصد أي تحركات من طلاب جماعة الإخوان لتخريب المنشآت، كما جرى في النصف الأول من العام الدراسي خلال الشهور الماضية»، ما أدى وقتها لسقوط قتلى ومصابين والقبض على العشرات.

وأضافت المصادر بالوزارة أن «هناك تعليمات لرؤساء الجامعات بمنع المظاهرات ذات الأهداف السياسية، وأن هناك اتصالات لدى السلطات الأمنية للإفراج عن الطلاب المقبوض عليهم شريطة ألا يكونوا قد تورطوا في قضايا»، في إشارة إلى من جرى توقيفهم في أحداث الجامعات خلال الفصل الدراسي الأول وتخللها أعمال عنف واشتباكات مع قوات الشرطة داخل الحرم الجامعي وخارجه في الكثير من الجامعات.

وأشعل طلاب «الإخوان» أمس الألعاب النارية واشتبكوا مع الأمن والطلاب المستقلين في جامعات القاهرة وعين شمس وحلوان، ورفعوا علم تنظيم القاعدة في جامعة الأزهر. وعززت قوات الشرطة من وجودها على الأسوار الخارجية للحرم الجامعي لجامعة الأزهر بمدينة نصر.

وقال مسؤول في إدارة الجامعة لـ«الشرق الأوسط» إن «الطلاب رفعوا خلال المظاهرات علم تنظيم القاعدة»، وأن الجامعة «تعرفت عليهم من خلال الكاميرات وجارٍ حصرهم لتحويلهم إلى مجلس تأديب»، لافتا إلى أن الطالبات خرجن في مسيرة إلى شارع يوسف عباس المجاور (شرق القاهرة) لقطع الطريق، كما أطلقن الألعاب النارية، فيما تسلق عدد من الطلاب جدران كلية العلوم للبنين، وقاموا بتعليق لافتة كبيرة مكتوبا عليها «انتفاضة الأزهر الثانية»، وتحركت مسيرات داخل عدد من الكليات، ووقعت مشادات بين الطلاب والأمن.

وأضاف المسؤول قائلا إن «جامعة الأزهر قامت بزيادة أعداد الأمن الإداري (لا يتبع وزارة الداخلية) داخل الحرم الجامعي، وأنشأت حواجز حديدية وخرسانية حول المباني الإدارية تحسبا لمظاهرات الطلاب»، مؤكدا أنه «مع بداية الفصل الدراسي الثاني، السبت الماضي، جرت إحالة 275 طالبا لمجلس تأديب لقيامهم بأعمال شغب وجارٍ التحقيق معهم، فضلا عن فصل 500 طالب وطالبة من المدن الجامعية بعد أن تورطوا في أعمال عنف في الفصل الدراسي الأول، ومنعهم نهائيا من السكن بالمدينة الجامعية»، لافتا إلى أن قرار الفصل سبقته إنذارات وتنبيهات بحظر المشاركة في أعمال العنف.

وفى جامعة القاهرة، نظم طلاب «الإخوان» وقفات بعدد من الكليات للضغط على الجامعة للإفراج عن الطلاب المقبوض عليهم. وفي جامعة عين شمس، قام طلاب «الإخوان» بالطرق على البوابات الرئيسية واقتحامها، كما قاموا بإطلاق الألعاب النارية.

في سياق آخر، أبطل خبراء المفرقعات بمحافظة الجيزة مفعول تسع عبوات ناسفة. وقال مصدر أمني إن الهدف منها كان تفجير محطة توليد كهرباء بالعمرانية في ضاحية الهرم (جنوب غربي العاصمة)، وإنه جرى إلقاء القبض على المتهمين. وأضاف أن «أربع عبوات كانت عبارة عن أسطوانات غاز صغيرة الحجم موصلة بأسلاك ودائرة كهربائية ومفجر، وأنها كانت معدة للتفجير فجر أمس، وبعدها بساعات قليلة عثرت القوات على خمس عبوات أخرى مماثلة».

وأعلنت الحكومة المصرية جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا أواخر العام الماضي، وحملتها مسؤولية عمليات إرهابية استهدفت أبرياء في قلب العاصمة المصرية والمحافظات وشبة جزيرة سيناء، خلال الشهور الماضية، بينما أصدر القضاء حكما قال فيه إن جماعة الإخوان «تنظيم إرهابي».

ومن جانبها أرجأت محكمة الجنايات جلسات محاكمة محمد بديع مرشد «الإخوان» المحبوس ونائبه خيرت الشاطر، و15 آخرين من قيادات الجماعة، في القضية المعروفة إعلاميا بأحداث مكتب الإرشاد، لجلسة 29 الشهر الجاري، وذلك لفض أحراز القضية مع تجهيز قاعة المحكمة بالأجهزة الفنية المرئية والمسموعة لمشاهدة الأقراص المدمجة والمحرزة بالقضية مع استمرار حبس المتهمين.

ويواجه المتهمون اتهامات بـالتحريض على القتل، والشروع في القتل، وحيازة أسلحة نارية وذخيرة حية غير مرخصة، والانضمام إلى عصابة مسلحة تهدف إلى ترويع الآمنين والتحريض على البلطجة والعنف، أمام المقر الرئيسي لمكتب الإرشاد بالمقطم (جنوب القاهرة) أثناء ثورة 30 يونيو (حزيران)، مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة 91 آخرين، كما يحاكمون في عدة تهم أخرى.