بعد أستراليا.. الصين ترصد حطاما محتملا للطائرة المفقودة في المحيط

عشرات الطائرات والسفن والبوارج تكثف عمليات البحث في المنطقة

ضابط ينظر من نافذة طائرة أوريون تابعة لسلاح الجو الأسترالي خلال عملية بحث عن حطام محتمل للطائرة الماليزية المفقودة في جنوب البحر الهندي أمس (رويترز)
TT

أعلنت الصين أمس عن رصد الأقمار الصناعية جسما في جنوب المحيط الهندي يحتمل أن يكون من حطام الطائرة الماليزية المفقودة منذ أسبوعين، علما أن أستراليا كانت أعلنت أيضا عن رصد جسمين في نفس المنطقة تقريبا. وجاء هذا الإعلان فيما تجوب عشرات الطائرات والسفن والبوارج المحيط بحثا عن حطام محتمل للطائرة التي اختفت يوم 8 مارس (آذار) الحالي وعلى متنها 239 مسافرا.

وبثت إدارة الدولة للعلوم والتكنولوجيا والصناعة الدفاعية الصينية أمس، صورة التقطت في 18 مارس لقطعة طولها 22 مترا وعرضها 13 مترا. وذكرت السلطات الصينية أن المكان الذي رصدت فيه هذه القطعة يبعد 120 كلم في عرض البحر جنوب المحيط الهندي، حيث رصد قمر اصطناعي أسترالي قطعا أخرى مشبوهة في 16 مارس الحالي.

وأرسلت دول عدة طائرات وسفن خلال اليومين الماضيين إلى منطقة تبلغ مساحتها 26 ألف كلم مربع وتبعد 2500 كلم جنوب غرب مدينة بيرث الأسترالية لانتشال هذه القطع، لكن لم يجر التوصل إلى نتيجة.

واختفت طائرة «البوينغ 777» الماليزية التي كانت تقوم برحلة بين كوالالمبور وبكين وعلى متنها 239 مسافرا منهم 153 صينيا وأربعة فرنسيين وكنديان، في الثامن من مارس. وتقول السلطات إن الطائرة خرجت عن مسارها وإن أجهزة الاتصالات فيها قد قطعت «عن سابق تصور وتصميم». وجرى تحديد ممرين لتوجيه أعمال البحث: الأول من تايلاند إلى آسيا الوسطى والثاني من إندونيسيا إلى المحيط الهندي. ويفضل معظم الخبراء الممر الجنوبي، معتبرين أنه لم يكن ممكنا أن تحلق الطائرة على سبيل المثال فوق الصين أو الجمهوريات السوفياتية السابقة من دون أن يجري رصدها.

وحذرت أستراليا وماليزيا من أن الجسمين اللذين أعلن عن رصدهما أولا، قد لا تكون لهما أي علاقة بالرحلة «إم إتش 370». وقال نائب رئيس الوزراء الأسترالي وارن تراس إن «جسما عائما في البحر منذ هذه الفترة الطويلة قد يكون غرق إلى القاع»، مشيرا من جهة أخرى إلى أنه من الممكن أن تكون القطعة التي رصدها قمر صناعي قد سقطت من سفينة.

وأعلنت الهيئة الأسترالية للأمن البحري المكلفة قيادة العمليات أنها «كلفت ثلاث طائرات بي - 3 أوريون تابعة لسلاح الجو الأسترالي وطائرة بي - 3 أوريون من نيوزيلندا وطائرتين تجاريتين للرحلات البعيدة بأن تجوب منطقة مساحتها 26 ألف كلم مربع». ولا يسع طائرات «أوريون» سوى البحث لمدة ساعتين قبل العودة إلى اليابسة بسبب بعد المسافة، بينما الطائرات الأخرى يمكنها أن تمضي ثلاث ساعات أكثر.

وأوضحت الهيئة الأسترالية للأمن البحري أن عمليات البحث تشارك فيها سفينتان تجاريتان من بينهما ناقلة العربات النرويجية «سانت بيرترسبورغ»، إضافة إلى سفينة الإمداد التابعة للبحرية الأسترالية «ساكسيس».

وتحلق الطائرات على علو منخفض، لأن أعمال البحث تجري بالعين المجردة. وأوضح أولاف سولي المسؤول لدى شركة «هوغ أوتولاينرز» التي تملك السفينة النرويجية «سانت بيترسبورغ» أن «الوسيلة الأفضل في مثل هذه العمليات هي الاعتماد على النظر وعلى المنظار». وفي شأن متصل، طلبت ماليزيا من الولايات المتحدة أول من أمس، أن تزودها بأجهزة للمراقبة البحرية وهو طلب تدرسه واشنطن. ونشرت صحيفة «تلغراف» البريطانية النص شبه الكامل للاتصالات مع قمرة القيادة حتى لحظة اختفائها عن الرادار. وانتهى الحديث بعبارة «حسنا، عمتم مساء» قالها مساعد الطيار على ما يبدو.

وعبر أقارب الركاب الصينيين عن غضبهم عند لقائهم أمس في بكين مع مسؤولين ماليزيين، حتى إن الشرطة اضطرت إلى التدخل للتهدئة. وقال أشخاص من الحضور إن «الحكومة الماليزية تخدعنا ولا تجرؤ على مواجهتنا. إنها من أسوأ المجرمين». وكانت سارة باجك، رفيقة أحد الركاب الأميركيين على متن الطائرة ويدعى فيليب وود، من ضمن الأشخاص الذين رفضوا تصديق إن أقاربهم ماتوا. وقالت باجك لشبكة «سي إن إن» الإخبارية: «أعتقد مع عدد كبير من الأشخاص أن الركاب محتجزون لسبب أجهله، ولا بد من نشر إمكانات للبحث عن الطائرة برا». وإذا تأكد تحطم الطائرة فسيكون أسوأ كارثة جوية منذ 2001 عندما تحطمت طائرة «إيرباص إيه 300» التابعة لـ«أميركان إيرلاينز» مما أوقع 265 قتيلا في الولايات المتحدة.