ناشطون سوريون معارضون يطالبون بإسقاط الجربا والائتلاف يعدها «حملة تحريضية»

الانتقادات تصاعدت بعد سقوط يبرود والحصن

TT

يواصل ناشطون سوريون معارضون حملتهم ضد رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أحمد الجربا، مطالبين بعزله من منصبه، بعد سقوط كل من مدينة يبرود في القلمون، وبلدة الحصن بريف حمص، بيد القوات النظامية، وقلة توفير السلاح لكتائب المعارضة التي تقاتل على الأرض.

وفي هذا السياق، شهدت بعض المدن السورية يوم أول من أمس مظاهرات تحت عنوان «جمعة إسقاط رئيس الائتلاف أحمد عاصي الجربا». وأنشأ ناشطون صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بهذا العنوان، معرفين أنفسهم بأنهم «مجموعة من الناشطين في الثورة السورية. نسعى لإسقاط التخاذل والفساد والمحسوبية من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وإعادة الائتلاف كممثل شرعي ووحيد عن قوى الثورة والمعارضة السورية. نسعى لإسقاط أحمد عاصي الجربا رأس منظومة الفساد في الائتلاف الوطني».

وذكرت «تنسيقية الثورة السورية ضد بشار الأسد» على موقع «فيسبوك»، المسؤولة عن تسمية المظاهرات في أيام الجمع، أن «نتيجة التصويت على شعار إسقاط الجربا استقرت على هذا الاسم بأغلبية 60 في المائة من المصوتين». وكتب مشرف على الصفحة، لم يحدد اسمه، أن «الاستقرار على تسمية الجمعة بأغلبية جاء نتيجة شعور الثوار بأن السياسيين في المعارضة لم يكونوا بحجم التوقعات، ولم يكونوا بحجم المسؤولية التي تقدموا لحملها».

وأشار إلى أن «تسمية الجمعة اقترحها مجموعة من نشطاء الثورة، لتوصيل رسالة إلى رئيس الائتلاف الوطني، بصفته الوظيفية لا الشخصية، ومعه كل السياسيين في الائتلاف وغيره، ليضبطوا بوصلتهم نحو الداخل السوري، ويعيدوا مراجعة ما قدّموه ويقدمونه وفقا لأجندات السوريين لا أجندات غيرهم».

وتأتي هذه الحملة بعد التقدم الذي أحرزته القوات النظامية في مدينة يبرود في ريف دمشق ومنطقة الحصن في ريف حمص. واتهم ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي «الائتلاف بالتقصير والتأخر في تقديم الدعم اللازم لمقاتلي المعارضة خلال المعركة، وكذلك التقصير في دعم الثوار على الأرض وتمثيلهم سياسيا».

في المقابل، وصف عضو الهيئة السياسية في الائتلاف المعارض أحمد رمضان الحملة الداعية إلى إسقاط الجربا بـ«التحريضية وغير المقبولة»، مشيرا إلى أن «ما يحصل على الأرض لا يتحمل مسؤوليته الائتلاف أو رئيسه؛ وإنما الدول التي تضيق على عمل المقاتلين في الداخل».

وأفاد رمضان لـ«الشرق الأوسط» بأن «هذه الحملة لا تتعدى حدود مواقع الإنترنت و(فيسبوك)»، داعيا «المعترضين على سلوك الائتلاف للاحتكام إلى مؤسساته، والتعبير عن آرائهم من دون أن يقدموا خدمة للنظام في هذه اللحظات الحرجة».

بدوره، اعتبر الناطق الرسمي باسم الائتلاف المعارض لؤي صافي أن «حملة إسقاط الائتلاف التي يقودها بعض الناشطين تأتي في لحظة تتطلب تضافر الجهود في وجه نظام استبدادي استطاع الاعتماد على دعم قاعدته الشعبية غير المحدود رغم كل مثالبه وانحرافاته».