إسرائيل تقتل ثلاثة فلسطينيين في جنين بدعوى إحباط «اعتداء خطير»

حماس والجهاد تتوعدان بالرد.. والرئاسة تحذر من انهيار «كل شيء»

آلاف الفلسطينيين يشيعون جثامين القتلى الثلاثة ضحايا العملية الإسرائيلية في مخيم جنين أمس (أ.ف.ب)
TT

قتلت إسرائيل أمس ثلاثة فلسطينيين في مخيم جنين في الضفة الغربية في أعنف تصعيد من نوعه في المخيم منذ سنوات طويلة، وادعى الجيش الإسرائيلي أنه أحبط عملية كبيرة بهذا القتل، وردت الرئاسة الفلسطينية بإدانة الاغتيالات، وطالبت الإدارة الأميركية بالتدخل لمنع انهيار «كل شيء».

ونعت السلطة الفلسطينية وحركة حماس والجهاد الإسلامي الضحايا الثلاثة، حمزة أبو الهيجا (22 سنة) قائد كتائب القسام في مخيم جنين، ومحمود أبو زينة (17 سنة) من سرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي، ويزن جبارين (23 سنة) من كتائب الأقصى التابعة لفتح، الذين سقطوا في اشتباك مسلح مع الجيش الإسرائيلي في المخيم.

وفاجأت قوات إسرائيلية خاصة مع ساعات الفجر الأولى أبو الهيجا، بمحاصرة منزله داخل المخيم المكتظ بالسكان، وطلبت منه مغادرة المنزل على الفور كونه مطلوبا لدى السلطات الإسرائيلية، لكنه رفض، ثم طلبت القوات من جميع من في المنزل المغادرة، قبل أن تندلع اشتباكات مسلحة بينه وبين القوات الإسرائيلية، توسعت فيما بعد، وأدت إلى سقوط ثلاثة فلسطينيين وجرح سبعة، إضافة إلى جرح جنديين إسرائيليين.

وأشاد وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون، بما أبدته القوة الإسرائيلية الخاصة من «تصميم وبراعة» أثناء العملية، التي قال إنها «أدت إلى إحباط اعتداء تخريبي خطير». وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي: «لقد قامت قوة بتطويق المنزل الذي تحصن فيه المخرب حمزة أبو الهيجا، الذي حاول الفرار وأطلق النار من سلاحه على قواتنا، وعندها أطلقت عيارات نارية باتجاهه مما أدى إلى مقتله». وأضاف أنه «خلال العملية، بدأت قرب البيت أعمال الشغب بمشاركة عشرات الفلسطينيين، ومنهم من استعمل النيران الحية والعبوات الناسفة، حيث استهدفت قواتنا هؤلاء المشاغبين الذين استعملوا السلاح الحي والعبوات الناسفة». وتابع قائلا: «المدعو حمزة أبو الهيجاء كان مطلوبا منذ فترة طويلة، وكان ضالعا في التخطيط للكثير من الاعتداءات التخريبية ضد مواطني إسرائيل. مقتله أحبط محاولة لتنفيذ عملية تخريبية كبيرة». وحاولت إسرائيل في مرات سابقة اعتقال أبو الهيجا، لكنها فشلت في ذلك. وقال مصدر إسرائيلي إن أجهزة الأمن تتبعت تحركات الناشط التابع لحركة حماس على مدى أسابيع إلى حين تقرر مداهمة منزله في المخيم واعتقاله.

وشيع الفلسطينيون جثامين الشبان الثلاثة وسط غضب شديد. وشارك ملثمون مسلحون - لم يظهروا منذ فترات طويلة - في الجنازة، وأطلقوا النار في الهواء وتوعدوا بالانتقام. وأصدرت كتائب القسام وسرايا القدس وكتائب الأقصى بيانا مشتركا في الضفة الغربية، توعدوا من خلاله إسرائيل بـ«رد قاس على جريمتها». وقالت الأجنحة العسكرية في بيانها: «إن دماء شهداء مخيم جنين لن تضيع هدرا، وستكون لعنة ووبالا على الصهاينة، فالمقاومة حية لن تموت بإذن الله ما دام هناك محتل غاصب».

كما حمَّلت الأجنحة العسكرية السلطة مسؤولية استشهاد عناصرها بالقول: «إذ إن الشهداء كانوا ملاحقين للسلطة منذ فترة طويلة». وأضاف البيان أن «المقاومة في الضفة هي جمر تحت الرماد، وستخرج للمحتل من حيث لا يحتسب، وهي مقاومة حية لن تموت». وطالبت حماس السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية «بوقف مهزلة التنسيق الأمني للأبد، والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين فورا، والانحياز إلى خيار شعبنا ودماء شهدائه وأنات جرحاه، وآهات أسراه».

وتسعى حماس إلى جانب الجهاد إلى إطلاق انتفاضة في الضفة الغربية، لكن السلطة الفلسطينية ترفض فكرة اندلاع مواجهة جديدة مع إسرائيل، وتحارب المظاهر المسلحة في المناطق التي تخضع لسيطرتها. وتتهم السلطة إسرائيل بمحاولة جر الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى مواجهة جديدة، للتهرب من استحقاق عملية السلام. وقال القيادي في حركة فتح، محمود العالول، إن إسرائيل تسعى بهذه الاغتيالات للتخلص من الضائقة التي آلت إليها بسبب رفضها المضي بعملية السلام قدما. ودعا العالول إلى توسيع رقعة المقاومة الشعبية في الضفة الغربية.

ومن جانبها، رفضت الرئاسة الفلسطينية ما وصفته بـ«التصعيد الإسرائيلي المتواصل»، وأدان الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، التصعيد الإسرائيلي المستمر باستهداف المواطنين والاقتحامات المتواصلة للأقصى ضمن سياسة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى تدمير كل شيء. وحمَّل أبو ردينة الحكومة الإسرائيلية مسؤولية التصعيد ضد جنين، وطالب الإدارة الأميركية بالتحرك السريع لمنع انهيار كل شيء.