طهران تدين قرار القضاء الكندي حجز أموال إيرانية

الخارجية دعت أوتاوا إلى الالتزام بتعهداتها الدولية

TT

أدانت إيران، أول من أمس، القرار الصادر من محكمة في كندا بحجز جزء من الممتلكات والأموال التابعة للحكومة الإيرانية هناك لصالح ضحايا عملية الرهائن التي وقعت في بيروت سنة 1982، وعدته «غير مقبول».

وأصدرت محكمة كندية يوم الخميس الماضي حكما يقضي بضرورة دفع الحكومة الإيرانية سبعة ملايين دولار من أصولها كغرامة مالية للناجين من عملية الرهائن التي نفذت في العاصمة اللبنانية بيروت في عام 1982.

وقال القاضي في المحكمة العليا في مقاطعة أونتاريو بكندا ديفيد براون، إنه أصدر حكما بحجز الأموال والممتلكات التي تتعلق «بوضوح» للسلطات الإيرانية والتي لا تستخدم لأغراض دبلوماسية. وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم ردا على حكم المحكمة الكندية، في تصريح لوكالة فارس الإيرانية للأنباء: «إننا نجهل مسار هذا الملف ولم نحصل على معلومات بهذا الشأن من القنوات الدبلوماسية. ولكن يمكن القول بأن القضية لم تكمل مسارها الاعتيادي والقضائي بشكل كامل، وإننا نرى أن الحكم الصادر في هذه القضية لا يتمتع بقيمة قانونية».

ونقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء عن مرضية أفخم قولها: «كان قرار السلطات الكندية في تعليق العلاقات الدبلوماسية مع إيران منذ أغسطس (آب) 2012 وإغلاق السفارات في البلدين أحادي الجانب»، وزادت قائلة: «تتمتع أموال الدبلوماسيين بحصانة، وسيؤدي تجاهل القوانين الدولية إلى تداعيات قانونية خاصة».

وتابعت أفخم: «إن تعامل السلطات الكندية مع إيران يظهر بوضوح الطابع السياسي للحكم المذكور الذي لا يتمتع بقيمة قضائية، من الطبيعي أن الجمهورية الإسلامية تحتفظ بحق متابعة هذه القضية ماديا وقضائيا في كندا، وستدعو السلطات الكندية إلى الالتزام بتعهداتها الدولية بهذا الشأن».

ويعد هذا الحكم الصادر من القضاء الكندي سابقة في تاريخ السلطة القضائية الكندية بحجز الأموال التابعة لدولة أجنبية بسبب دعم التطرف.

وجرى اختطاف 96 مواطنا أجنبيا من 21 دولة خلال عملية الرهائن التي جرت في بيروت في عام 1982. وبقي الرهائن رهن الأسر لسنوات. وتحول التدخل الإيراني للإفراج عن بعض الرهائن في عام 1986 إلى أكبر الفضائح في البيت الأبيض. وتزامنت هذه الفضيحة مع الكشف عن صفقة سرية لبيع الأسلحة بين طهران، وواشنطن، وتل أبيب والتي اشتهرت بفضيحة إيران كونترا (مك فارلين).

ونفى حزب الله اللبناني مسؤوليته بالتورط في هذه العملية، غير أن الولايات المتحدة والدول الغربية وجهت أصابع الاتهام إلى حزب الله، وإيران، وسوريا في عملية الرهائن. وأغلقت السلطات الكندية سفارتها في طهران في سبتمبر (أيلول) 2012، وعلقت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران بسبب اقتحام السفارة البريطانية لدى طهران، وقلق الحكومة الكندية من توفير الأمن للدبلوماسيين الكنديين في طهران.