وزير خارجية تونس: الوضع في بلادنا تحت السيطرة.. وعلاقاتنا مع كل الدول العربية في أفضل مستوى

قال لـ «الشرق الأوسط» إن هم الحكومة الوحيد إنقاذ البلد وحل الأزمة الاقتصادية

وزير الخارجية التونسي
TT

أكد وزير الخارجية التونسي المنجي حامدي أن الوضع في بلاده تحت السيطرة، وأن علاقة بلاده مع كل الدول العربية في أفضل مستوى وفي إطار المصالح المشتركة، من دون تدخل في الشأن الداخلي.

وأوضح حامدي، في حديث أجرته معه «الشرق الأوسط» أمس في الكويت، أن تونس لها خاصية «الوفاق والاعتدال والحوار والمصداقية، رغم اختلاف الآراء والتجاذبات السياسية والتشنج، لكن في النهاية تغلبت الحكمة على كل هذه الأجواء، وجرى التوصل إلى إقرار دستور أشاد به كل العالم».

وذكر حامدي أن الحكومة التونسية تعمل حاليا بطريقة حضارية، ومن دون مشاكل، خاصة أنها حكومة مستقلة، وتوجد على مسافة واحدة من جميع الأحزاب، موضحا أن همها الوحيد هو إنقاذ البلد وإخراجه من المأزق الراهن والأزمة الاقتصادية. وأشار وزير خارجية تونس إلى أن السنوات الثلاث الأخيرة التي مرت بها بلاده «غلب عليها الطابع السياسي، وكانت لدينا بعض مظاهر الانفلات الأمني بسبب وصول السلاح من ليبيا، بيد أن الوضع الآن أحسن، وجرت السيطرة عليه، لكن من وقت لآخر تحدث عمليات إرهابية». وعد الإرهاب خطرا إقليميا، وقال إن تونس «تسهم مع الإخوة في المنطقة في حل هذه المشكلة». وفي ما يلي نص الحوار:

* ما هي أولويات تونس في القمة العربية، وماذا تنتظرون منها؟

- كل القضايا العربية تمثل لنا أولوية، وانعكست أجواء إيجابية في الاجتماعات الوزارية التي لم تحدث فيها أي مشاكل، والقرار الوحيد الذي جرى تأجيله يتعلق بإنشاء المحكمة العربية لحقوق الإنسان، حيث جرت الموافقة عليه من حيث المبدأ، وتركت التفاصيل والمشاورات للاجتماع الوزاري المقبل. أما باقي القضايا المتعلقة بالشأن الفلسطيني، ودعم لبنان، وتطوير الجامعة العربية، والتوصيات الاقتصادية، وانعقاد القمة الاقتصادية التنموية المقبلة بتونس في يناير (كانون الثاني) 2015، فستعرض كلها على القادة العرب اليوم الثلاثاء.

* لكن ما هو الهاجس الذي جئتم به إلى قمة الكويت؟

- الوضع العربي بصفة عامة، مثل الجمود الحاصل في الأزمة السورية، وتعثر التقدم في القضية الفلسطينية، والإرهاب، وتطور العلاقات العربية.. فكلها قضايا محيرة في الوضع الحالي، وسيتحدث الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي أمام القمة عن هذه المخاطر والتحديات.

* هواجسكم بشأن الوضع العربي هل معناها وجود ارتياح لديكم حول الوضع الداخلي خاصة الأمني؟

- أود الإشارة إلى أن علاقاتنا في تونس مع كل الدول العربية توجد في أفضل مستوى، وفي إطار المصالح المشتركة، ومن دون تدخل في الشأن الداخلي. والوضع في تونس يوجد تحت السيطرة.

* ماذا عن الوضع الراهن على الحدود التونسية - الليبية خاصة في ما يتعلق بتسرب الأسلحة والمجموعات الإرهابية؟

- السنوات الثلاث الأخيرة التي مرت بها تونس غلب عليها الطابع السياسي. وكانت لدينا بعض مظاهر الانفلات الأمني بسبب وصول السلاح من ليبيا، بيد أن الوضع الآن أحسن، وجرت السيطرة عليه. لكن من وقت لآخر تحدث عمليات إرهابية، وقصة الإرهاب هذه نعدها خطرا إقليميا، وتونس تسهم مع الإخوة في المنطقة في حل هذه المشكلة.

* ماذا عن اللجنة الثلاثية التي كانت تعمل في السابق بين مصر وتونس وليبيا للحد من مخاطر الإرهاب وتسرب الأسلحة؟

- في الوقت الحاضر لا يوجد تفكير في انعقادها، وربما تنعقد عند الحاجة للمساهمة في مكافحة الإرهاب. واليوم نحن نتعاون بشكل مستمر مع الجزائر في هذا الشأن على الحدود. أما الحدود مع ليبيا فنحاول السيطرة عليها من خلال وضع استراتيجية لمكافحة الإرهاب.

* استطاعت تونس الخروج من عنق الزجاجة، وتمكنت من تشكيل حكومة مهدي جمعة.. ما هو السر في ذلك، هل الأمر يتعلق بعودة العقلانية المغاربية المستمدة من ابن خلدون وابن رشد؟

- تونس لها خاصية الوفاق والاعتدال والحوار والمصداقية رغم اختلاف الآراء والتجاذبات السياسية والتشنج، لكن في النهاية تغلبت الحكمة على كل هذه الأجواء، وجرى التوصل إلى إقرار دستور أشاد به كل العالم، وتعمل الحكومة حاليا بطريقة حضارية، ومن دون مشاكل خاصة أنها حكومة مستقلة، وتوجد على مسافة واحدة من جميع الأحزاب، وهمها الوحيد هو إنقاذ البلد وإخراجه من المأزق الراهن والأزمة الاقتصادية.

* ما هي نتائج جولة رئيس الحكومة التونسية لدول الخليج العربي، وهل استطاعت تجاوز بعض الخلافات في وجهات النظر مع بعض الدول الخليجية؟

- الحكومة التونسية اهتمت بالتركيز على دول الخليج لدعم الاستثمار، وبالتالي فإن الهدف من زيارة رئيس الوزراء إلى المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت والبحرين وقطر هو تعزيز العلاقة بين تونس ودول الخليج، والارتقاء بها إلى الأفضل في كل المجالات، والتسويق للاستثمار التونسي بعد الثورة، حيث قمنا بشرح التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية لدول الخليج وتشجيع السياحة، ونجحنا في ذلك إلى حد بعيد.

* هل اتفقتم على خطوات محددة مع السعودية؟

- وقعنا اتفاقا لرجال الأعمال للاستثمار في تونس، والإخوة في السعودية أبدوا استعدادا كاملا لدعمنا، وقريبا سنشكل لجانا تنسيقية، وبدورها أبدت الإمارات استعدادها القوي لدعم تونس اقتصاديا وأمنيا، ونحن بصدد إنشاء لجنة مشتركة، وكذلك إنشاء لجان مشتركة في القضايا الأمنية والمالية، وتشجيع المستثمرين.

* ماذا عن الدعم الذي تقدم به البنك الأفريقي لتونس؟

- بعد اتخاذ تونس للخطوات التاريخية الثلاث المتمثلة في تشكيل الحكومة بطريقة حضارية من دون مشاكل، والاتفاق على وضع الدستور، وإنهاء المشاكل عبر الحوار، فإنها كلها جلبت عطفا دوليا لدعم الاقتصاد. فكل المؤسسات الدولية تقدم لنا الدعم مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي، حيث وقعنا أمس في تونس اتفاقا بقيمة 230 مليون دولار، وكذلك مع الاتحاد الأوروبي وبعد عشرة أيام لدينا زيارة إلى الولايات المتحدة.

* هل هناك أجندة محددة ستطرحونها خلال زيارة رئيس الحكومة التونسية لواشنطن؟

- لدينا الحوار الاستراتيجي الأميركي - التونسي، الذي سيترأسه من الجانب الأميركي الوزير جون كيري، وأنا من الجانب التونسي، وهو حوار سنبحث فيه كل القضايا.

* هل هناك زيارة جديدة متوقعة لتونس من طرف وزير الخارجية الأميركي؟

- هو قام بزيارة إلى تونس منذ ثلاثة أسابيع، سبقه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وكذلك وزراء خارجية تركيا والهند. كما يزور تونس يوم 25 أبريل (نيسان) المقبل وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والصين، والقائمة طويلة.

* خلال وجودكم أخيرا في المغرب برفقة رئيس الحكومة التونسية، أثناء انعقاد اللجنة المشتركة، عبرتم عن رغبتكم في الاستفادة من تجربة الرباط في مجال تسيير الشأن الديني، وإدارة المساجد، وتدريب الأئمة.. إلى أين وصلت جهود تحقيق هذه الرغبة؟

- علاقاتنا مع المغرب الشقيق على أعلى مستوى، والدليل على ذلك استقبالنا من طرف جلالة الملك محمد السادس، حيث جلسنا معه نحو ساعة من الزمن، وأبدى الاستعداد لدعم تونس في كل المجالات حتى الأمنية. وفي ما يتعلق بموضوع الأئمة جرى اتفاق على تدريب الأئمة لأن المغرب معروف بالإسلام والتدين المعتدل.

* ماذا عن لقائكم مع وزير خارجية مصر نبيل فهمي في الكويت؟

- لمصر دور قيادي على مستوى العالم العربي والإسلامي، وعلاقة تونس بمصر كانت مميزة، واللقاء مع الوزير فهمي كان في هذا الإطار، ولقد التقيت به عدة مرات، وهناك رغبة من البلدين في تحسين العلاقات والانتقال بها إلى مرحلة ترضي الجميع، وذلك في إطار عدم التدخل في الشؤون الداخلية.

* هل وضع تونس يسمح باستضافة القمة الاقتصادية العربية التنموية العام المقبل؟

- بدأنا في التحضير لها منذ ثلاثة أشهر، والظروف ممتازة في تونس، بدليل أن السياحة زادت بنسبة 25 في المائة مقارنة بالعام الماضي، والأمن مستقر في كل أنحاء البلاد، وهناك تنسيق مع الجامعة العربية، وأمينها العام سيزور تونس في غضون شهر، وهناك لجنة مشتركة مع الأمانة العامة تقوم بالتحضير على أكمل وجه، والرئيس التونسي مهتم شخصيا بهذه القمة.