باسيل: لا تقاطعوا لبنان ولا تنقطعوا عنه

وصف هبة السعودية لدعم الجيش اللبناني بأنها غير مسبوقة

TT

أعلن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل سعي بلاده للتقريب بين إيران ومصر بوصفه أمرا ينعكس إيجابيا على وضعها الداخلي.

وأضاف في مؤتمر صحافي أمس للمشاركة في أعمال القمة العربية تعليقا على نتائج هذه الوساطة قائلا: «ستجدون الخير اللبناني على كل الجبهات، لكن كل الأمور في أول الطريق».

ورأى باسيل أن دعم المؤسسة العسكرية اللبنانية، ليس دعما معنويا وسياسيا، إنما بالعتاد والتجهيزات حتى يقوم بمهامه الوطنية، و«لبنان لديه فرصة سانحة لمواجهة التحديات الكبيرة التي تعترضه، وهذه الفرصة تكمن في تشكيل حكومة وحدة وطنية، والهبة السعودية لدعم الجيش اللبناني، هي هبة غير المسبوقة».

ورفض باسيل الحديث بصفته عضوا في التيار الوطني الحر/ قائلا: «أنا هنا وزير خارجية لبنان، وأتكلم عن كل لبنان، وأي سياسة تجمع اللبنانيين هي من مسؤولياتنا وينبغي التشجيع عليها».

ودعا باسيل العرب إلى دعم بلاده قائلا: «لا تقاطعوا لبنان ولا تنقطعوا عنه، ولا تحرموا مواطنيكم من المجيء إليه، فلبنان لم يسبق له أن أساء لأي دولة عربية، وهو بلد صغير، لكن رسالته كبيرة جدا، وحينما يصاب بأزمة تهدد كيانه ونموذجه الإنساني، تصاب كل الدول، وتكون مصيبتها أكبر، وبالتالي، فإن أي طلب مساعدة للدفاع عن لبنان من دول المنطقة هو دفاع تلك الدول عن نفسها».

وذكر باسيل أن الأخطار التي تهدد لبنان تزيد، مشيرا إلى أن خطرين أساسيين جرى عرضهما على اجتماع وزراء الخارجية العرب أول من أمس في الكويت؛ «الأول يكمن في النازحين السوريين إلى لبنان، الذي جرى إصدار قرار خاص به في الدورة الأخيرة للمجلس الوزاري العربي، ويتضمن فكرتين أساسيتين هما: تقديم المساعدة العربية للدولة اللبنانية وليس فقط للنازحين، وأن أي مساعدة مباشرة للنازحين من دون مساعدة الدولة ستشجع على مزيد من النزوح، وإضعاف الدولة في المقابل».

وذكر أن الفكرة الأساسية التي طرحت على اجتماع وزراء الخارجية العرب هي وقف تزايد أعداد النازحين إلى لبنان، و«هي إجراءات مسؤولة عنها الدولة اللبنانية، وإعادة توزيع النازحين على الدول المجاورة وحتى البعيدة، وإعادة النازحين إلى أرضهم من خلال حل سياسي للأزمة السورية، كما أن بيروت تعمل لإنشاء تجمعات للسوريين النازحين خارج الأراضي اللبنانية». وحذر باسيل «من مخطط ما في مكان ما يعد لإبقاء قسم من النازحين في لبنان لأمد طويل»، كما حذر من «مخطط يهدف إلى إنشاء مراكز عسكرية داخل لبنان للقيام بأعمال ضد سوريا».

وأشار وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل إلى أن لبنان المتضرر الأكبر مما يحصل في سوريا، وأن موقف بلاده تجاه إبعاد المشكلات السورية نابع من مصلحة لبنانية ومصلحة سورية، عادّا أن «الكل أخطأ في سوريا، والعودة عن الخطأ ليست عيبا».

وتحدث باسيل عن خطر الإرهاب، قائلا إن «لبنان يقع أكثر وأكثر فريسة للإرهاب، جراء أعمال عسكرية تحتجز مواطنين ومدنا بكاملها»، مشيرا إلى أن بلاده «تدفع ثمن نكبات الآخرين، وهذا قدر لبنان الذي وجد نفسه محتجزا لدى إرهاب أعمى يتسلل من الدول العربية، وينطلق مجددا نحو دول عربية وأوروبية، ولهذا فإننا بحاجة إلى عمل عربي مشترك لمحاربة الإرهاب».