ترددت أنباء عن مقتل أربعة أشخاص بينهم صحافية أمس خلال الاشتباكات التي شهدتها ضاحية عين شمس (شرق القاهرة) بين أنصار جماعة الإخوان المسلمين وقوات الأمن، فيما شهدت عدة محافظات اشتباكات مماثلة.
وحمل الصراع القائم منذ شهور بين جماعة الإخوان والسلطة الانتقالية وأنصارها في مصر، أمس، عنوانا جديدا، بعد استقالة قائد الجيش المشير عبد الفتاح السيسي استعدادا لخوض الانتخابات الرئاسية المرجح إجراؤها في مايو (أيار) المقبل، الأمر الذي وجد صداه في الشعارات المرفوعة من الجانبين، من دون أثر يذكر على التحركات الميدانية.
ودفع تحالف تقوده جماعة الإخوان بالآلاف من أنصاره مجددا إلى الشارع للتظاهر في مواقع باتت تقليدية، ورفعوا شعارات مناوئة للجيش، ولقائده المستقيل السيسي، موجهين انتقادات لاذعة للرجل الذي يعدونه خصمهم الأول. في المقابل، تجددت وقفات داعمة لترشح السيسي في عدة مدن بالبلاد.
وتقدم السيسي الأربعاء الماضي باستقالته من الجيش، وأعلن عزمه الترشح في الانتخابات الرئاسية. ويحظى السيسي بشعبية واسعة لدى قطاعات عريضة من المصريين بعد توافقه مع قيادات سياسية ورموز دينية على عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان، الصيف الماضي.
ولا تعكس الوقفات المؤيدة للسيسي على الأرجح شعبيته في أوساط المصريين، لكن جماعة الإخوان ومنصات إعلامية تابعة لها ركزت أمس على ضعف أعداد المشاركين في تلك الوقفات.
كما لم تجد دعوة تحالف الإخوان للتظاهر في ميدان التحرير (بوسط القاهرة) وميدان رابعة العدوية (شرق القاهرة)، صدى لدى أنصارهم. وسقط عشرات القتلى من أنصار الجماعة خلال مواجهات مع الأمن في محاولات سابقة لاقتحام ميدان التحرير.
وقال مسؤولون عن الدعوة للاحتفال بإعلان السيسي عزمه الترشح في الانتخابات إنهم أخطروا السلطات المعنية. ويحظر قانون لتنظيم الحق في التظاهر الاحتشاد من دون إخطار وزارة الداخلية بموعد ومكان التجمع. وتقول الحكومة المؤقتة إنها تفض مظاهرات جماعة الإخوان لمخالفتها قانون التظاهر المثير للجدل.
وفضت قوات الأمن أمس عدة مظاهرات لأنصار الجماعة في عدة محافظات، باستخدام الغاز المسيل للدموع. وقالت مصادر أمنية أمس إن عناصرها نجحت في توقيف العشرات من أنصار الجماعة.
وقالت وزارة الصحة في بيان لها أمس إن مستشفياتها على مستوى الجمهورية استقبلت أربع إصابات جراء اشتباكات في محافظة دمياط (شمال القاهرة)، مؤكدة عدم وقوع وفيات. لكن شهود عيان قالوا إن اشتباكات عنيفة بين أنصار الجماعة وقوات الأمن وقعت في ضاحية عين شمس (شرق القاهرة).
وقال الموقع الرسمي لصحيفة «الدستور» الخاصة إن الصحافية ميادة أشرف (23 عاما) قتلت بطلق ناري خلال تغطيتها للاشتباكات التي شهدتها منطقة عين شمس أمس. ولم تحدد الصحيفة مصدر إطلاق النار. وأضاف شهود العيان إن أنصار الجماعة أحرقوا سيارة تابعة للشرطة بشارع أحمد عصمت بعين شمس، وحطموا زجاج نوافذ لمواطنين رفعوا صورة للسيسي خلال مرور تظاهراتهم بالحي الذي يشهد أسبوعيا مواجهات عنيفة.
ويعتقد مراقبون أن الحملات الأمنية التي تشنها السلطات على أعضاء جماعة الإخوان حدت من قدرة الجماعة على الحشد.
وتجمع العشرات من أنصار السيسي في ميدان عبد المنعم رياض المتاخم لميدان التحرير، وأمام مبنى التلفزيون الرسمي القريب منه، كما شهد محيط مسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية تجمعا مماثلا.