الموالون لبوتفليقة يواجهون «غضبا شعبيا» بسبب زلات لسان مديري حملته الانتخابية

سلال وبن يونس وغول يجدون صعوبات في تنظيم تجمعاتهم

عبد المالك سلال
TT

يواجه موالون للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، وهم ناشطون في حملة انتخابات الرئاسة الحالية منذ قرابة أسبوع، صعوبات كبيرة في التواصل مع الناخبين خلال لقاءاتهم بهم، بسبب سقطات وهفوات وقعوا فيها في المدة الأخيرة، وصفت بـ«المهينة تجاه قطاع واسع من الجزائريين»، خصوصا ممن يرفضون ترشح بوتفليقة لولاية رابعة.

وقاطع سكان قسنطينة (500 كلم شرق العاصمة) أمس، التجمع الذي نظمه عبد المالك سلال مدير حملة الرئيس المترشح، فقد ذكر عضو بالطاقم المشرف على الحملة، رفض نشر اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، أن القاعة الرياضية الكبيرة بملعب كرة القدم الرئيسي بالمدينة، كانت شبه فارغة عندما دخلها سلال الذي يخوض الحملة بدلا عن الرئيس الذي يعاني من المرض.

وأشيع أمس بقسنطينة أن جزءا من سكانها الذين ينحدرون من «الشاوية»، وهم السكان الأصليون لمناطق من شرق البلاد خاصة باتنة وخنشلة، نظموا نشاطا موازيا لأنصار الرئيس المترشح، إذ اجتهدوا في إقناع سكان المدينة بمقاطعة تجمع سلال. ويعود السبب إلى «خطيئة» لا يريد «الشاوية» أن يغفروها لسلال، الذي أظهرته كاميرات قناة تلفزيونية خاصة وهو يمزح مع صديق له يشرف على حملة بوتفليقة في قسنطينة، فقد قال له: «سكان قسنطينة يقولون عن الشاوية حاشى رزق ربي». وفسرت هذه الجملة، التي تداولتها شبكة التواصل الاجتماعي بسرعة فائقة، على أنها إهانة كبيرة لملايين من سكان أربع ولايات هي: باتنة بالدرجة الأولى وخنشلة وأم البواقي وتبسة. وأعطي لهذا المزحة «الثقيلة»، معنى واحد هو: سكان الشاوية هم شر خلق الله!. واحتج قطاع من سكان قسنطينة، بحجة أن سلال نسب إليهم كلاما عن الشاوية لا أساس له.

وخرج سكان الولايات المذكورة إلى الشوارع للاحتجاج، وهددوا سلال بـ«إهانته» عندما يأتي إليهم في إطار الحملة الانتخابية. ورغم أن مدير حملة بوتفليقة اعتذر الأسبوع الماضي رسميا عن الخطأ، قائلا إنه كان «يمزح مع صديق له فقط» وأنه «لا يمكنه أن يمس مشاعر سكانا عاش بينهم»، إلا أن ذلك لم يشفع له. ومعروف عن سلال، منذ أن دخل الحكومة عام 1998، روحه الخفيفة وميله المفرط إلى الدعابة. وأثر هذا الجانب في شخصيته عليه سلبا، منذ أن أصبح رئيسا للوزراء عام 2012، وخصوصا منذ أن دفع به بوتفليقة إلى أداء دور الرجل الأول في السلطة التنفيذية بسبب مرض الرئيس. ونحى بوتفليقة سلال من الوظيفة الحكومية مؤقتا، ليتكفل بحملته تحسبا لانتخابات الرئاسة التي ستجري في 17 من الشهر المقبل.

وفي ورقلة (800 كلم جنوب العاصمة)، حاول أشخاص ينتمون لجمعية العاطلين عن العمل المحلية منع سلال من إلقاء كلمة دعائية لصالح بوتفليقة أول من أمس. ورفع عدد كبير منهم شعارات تطالب منه «الوفاء بالوعود»، وطالبوه بـ«التوقف عن نشر الأكاذيب»، في إشارة إلى وعود أطلقها سلال عندما زار ورقلة العام الماضي، تتعلق بتوفير الشغل في هذه الولاية الغنية بالنفط. وواجه الحرس الخاص لسلال صعوبة في توفير مخرج آمن له من ورقلة.

وعرف وزير النقل عمر غول ووزير الصناعة عمارة بن يونس، نفس الظروف تقريبا في البويرة (100 كلم شرق العاصمة)، عندما تنقلا إليها الأسبوع الماضي في إطار الدفاع عن حصيلة سنوات حكم بوتفليقة. وقوبل الوزيران بالتصفير والصراخ والشعارات الرافضة لترشح الرئيس لولاية رابعة. وعادا أدراجهما إلى العاصمة بصعوبة، إذ كادا أن يتعرضا للضرب وهما يحاولان ركوب السيارة بعد فشل التجمع.

ويعود سبب «الغضب الشعبي» إلى سقطة أخرى جاءت على لسان بن يونس، الذي يقود حزبا يسمى «الحركة الشعبية الجزائرية». فقد قال في تجمع كبير بالعاصمة قبيل انطلاق الحملة، وهو في غمرة التعبير عن ولائه للرئيس: «يلعن أبو اللي ما يحبناش». وفهم ذلك كالتالي: «اللعنة على كل من يرفض استمرار بوتفليقة في الحكم». وحاول بن يونس استدراك هذه الهفوة، في مقابلات صحافية، بزعمه أنه كان يقصد «اللعنة على من لا يحب الشعب الجزائري»، لكنه لم يكن مقنعا وتعرض لانتقادات حادة.