تجدد الاشتباكات في حي جوبر بدمشق.. والائتلاف يتحدث عن استخدام «غازات سامة» بريفها

خسائر القوات النظامية في اللاذقية 150 قتيلا خلال أسبوع

TT

تضاعف منسوب التوتر في العاصمة السورية، أمس، مع اندلاع اشتباكات في حي جوبر، وتصعيد القوات الحكومية من وتيرة قصفها للحي، إلى جانب استهداف حي زملكا بريف دمشق بالمدفعية، في حين تواصلت الاشتباكات في ريف اللاذقية حيث تتقدم المعارضة ببطء، بهدف التمدد في مناطق نفوذ النظام.

وأفاد ناشطون سوريون بقصف القوات النظامية مناطق في حي جوبر، باستخدام سلاح الجو والمدفعية. وقال ناشط من تنسيقية دمشق، إن الطيران الحربي السوري نفذ غارتين بالصواريخ شرق حي جوبر في العاصمة السورية، حيث اندلعت اشتباكات بين كتائب معارضة والقوات الحكومية على محور ثكنة كمال مشارقة من جهة دوار المناشر، بينما فجر الجيش النظامي ثلاثة أبنية مسبقة الصنع في حي جوبر بعد انسحابه منها.

وعلى مسافة قريبة من جوبر، استهدف الطيران الحربي منطقة المتحلق الجنوبي لجهة حي زملكا بريف دمشق، بغارة جوية أسفرت عن تدمير مبان يعتقد أن مقاتلي المعارضة يقيمون فيها. كما تعرضت مناطق في مدينة حرستا إلى قصف من القوات الحكومية.

وأدان الائتلاف السوري الوطني قصف القوات السورية مدينة حرستا بالغازات السامة. وقال بيان لرئيس الائتلاف أحمد الجربا إن «الائتلاف السوري يدين بأشد العبارات قصف قوات النظام مدينة حرستا في ريف دمشق بالمواد السامة اليوم (أمس)»، مشيرا إلى أن «العديد من الأهالي وسكان المنطقة قالوا إن مدينتهم تعرضت لقصف بمواد سامة ظهرت علاماتها على المصابين بعد نقلهم إلى المشافي الميدانية».

وطالب الائتلاف «المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته أمام آلة النظام السوري المجرمة التي تفتك بالمدنيين» وفق قوله، مضيفا: «هناك تحقق من وجود مواد سامة محملة بالصواريخ التي قصف بها النظام مدينة حرستا حيث بدأ قبيل الفجر ونقل نحو ثلاثين مصابا إلى المستشفيات وعليهم أعراض ضيق في التنفس، كما أصيب بعضهم بحالات إغماء».

وفي داريا، جنوب دمشق، اندلعت اشتباكات بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة على عدة جبهات، أعنفها على الجبهة الشمالية حيث كثف النظام قصفه للمنطقة بالمدفعية الثقيلة، كما دارت اشتباكات متقطعة على الجبهتين الشرقية والجنوبية.

في غضون ذلك، أفاد ناشطون بانفجار عبوة ناسفة في جامع الفقهاء الصالحين بمنطقة يلدا. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع جرحى بعضهم في حالة خطرة بينهم إمام وخطيب الجامع.

وأوضحت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أن العبوة كانت مثبتة على المنبر أثناء أداء الخطيب لخطبة الجمعة مما أدى إلى إصابته بجروح متفاوتة وإلحاق أضرار مادية بالجامع، مشيرة إلى إصابة رئيس لجنة المصالحة الوطنية في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم بالريف الجنوبي لدمشق.

وذكر مصدر في شرطة دمشق أن عبوة ثانية انفجرت أمام جامع البراء في بلدة ببيلا مما أسفر عن أضرار مادية من دون وقوع إصابات بين المواطنين.

في هذا الوقت، تواصلت الاشتباكات في ريف اللاذقية، لليوم التاسع على التوالي، مع محاولة مقاتلي المعارضة السيطرة على بلدات في مناطق نفوذ النظام السوري. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بقصف الطيران الحربي مناطق في محيط قريتي السمرا والنبعين وتلة النسر، وسط اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعومة بقوات الدفاع الوطني و«المقاومة السورية لتحرير لواء إسكندرون»، من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة وعدة كتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى، تركزت في محيط بلدة كسب، وعلى الشريط الحدودي مع تركيا. وامتد القصف النظامي إلى محيط قرية السكرية بجبل التركمان وسط اشتباكات اندلعت في منطقة خربة سولاس ترافق ذلك مع قصف الطيران الحربي للمنطقة.

وأفاد ناشطون سوريون بأن رئيس فرع المخابرات العسكرية في محافظة اللاذقية تمكن من الفرار، بعد محاصرته خمسة أيام، في قرية النبعين، بريف كسب، من دون معرفة مقاتلي المعارضة.

وأشار المرصد إلى أن خسائر القوات النظامية والدفاع الوطني في اللاذقية، منذ بدء معركة اللاذقية، تجاوزت الـ150 قتيلا بينهم ما لا يقل عن 13 ضابطا، بينهم قائد قوات الدفاع الوطني في اللاذقية هلال الأسد.

وبموازاة ذلك، تصاعدت وتيرة العنف في محافظة حمص وسط البلاد، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة في محيط بلدة الدار الكبيرة، ترافق ذلك مع قصف الطيران الحربي الحكومي مناطق في البلدة، مما أدى إلى مقتل تسعة مقاتلين من المعارضة المسلحة، وفق ما ذكر ناشطون سوريون، بينما اندلعت اشتباكات على أطراف مدينة تلبيسة.

وقال ناشطون إن القوات الحكومية صعدت قصفها على بلدتي الغنطو والدار الكبيرة، إذ شن الطيران الحربي ست غارات جوية على البلدتين، وقد استخدمت المقاتلات الحربية في قصفها القنابل العنقودية والصواريخ.

وفي حلب، حيث يتواصل القصف الجوي لأحياء تسيطر عليها المعارضة، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل ضابط برتبة عميد في الحرس الجمهوري وخمسة من عناصره خلال اشتباكات مع جبهة النصرة والكتائب الإسلامية المقاتلة في منطقة الليرمون بمدينة حلب.

وأفاد المرصد باستهداف مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي مبنى المركز الثقافي الذي يتحصن بداخله مقاتلو تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف بـ«داعش»، في أطراف مدينة جرابلس، في حين قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة الحاضر بالريف الجنوبي لمدينة حلب. وتعرضت مناطق في بلدة حريتان وحي مساكن هنانو لقصف من القوات النظامية.