زورق مفخخ يدمر ثاني جسر في الرمادي.. واستمرار المواجهات في الخالدية

عضو في مجلس الأنبار: الفلوجة تحت سيطرة «داعش».. والحل العسكري صعب

جنديان عراقيان يتفحصان سيارة انفجرت فوق جسر المثنى شمال بغداد وخربت جزءا منه (رويترز)
TT

في وقت تستمر فيه المواجهات المسلحة بين مسلحي «داعش» في جزيرة الخالدية، الواقعة بين مدينتي الرمادي والفلوجة، فقد استمرت حرب تدمير الجسور في محافظة الأنبار للأسبوع الثاني على التوالي. وكانت قوة من مسلحي العشائر التابعين للأجهزة الأمنية من قوات صحوة وأبناء العراق قد صدت هجوما شنه مسلحو «داعش» في جزيرة الخالدية المحاصرة منذ نحو ثلاثة شهور، حيث حاول المسلحون اقتحام الحاجز الغربي للمدينة، في وقت طالبوا فيه القوات الأمنية بتعزيزات عسكرية جديدة، بهدف القضاء عليهم.

في سياق ذلك، استمرت حرب تفجير الجسور في مناطق مختلفة من محافظة الأنبار. وطبقا للمصادر الأمنية هناك، فإن مسلحين مجهولين قاموا بتفخيخ جسر «علي الحاتم» الذي يربط جزيرة البوعساف في مناطق الشامية بعبوات ناسفة وفجروه بالكامل.

وفي حادث متصل، فإن «زورقا مفخخا انفجر تحت جسر (بروانة - حديثة) غرب الأنبار، مما أدى إلى تدمير الجسر وسقوط أحد فضاءاته».

من جهته، أكد الشيخ غسان العيثاوي أحد شيوخ ووجهاء محافظة الأنبار، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنه «على الرغم من وجود أعداد كبيرة من النازحين من أهالي الأنبار، وخصوصا مدينتي الرمادي والفلوجة في مناطق مختلفة، سواء داخل مدن المحافظة أو خارجها، فإن هناك عودة من قبل الكثيرين إلى منازلهم»، مبينا أن «هناك أسبابا كثيرة تقف خلف ذلك، في المقدمة منها أنهم واجهوا ظروفا صعبة في الأماكن التي نزحوا إليها، فضلا عن أن هناك من عاد لكي يمسك المناطق التي جرى فيها تحول عسكري لصالح الأجهزة الأمنية، والتي أدت إلى طرد مسلحي (داعش) منها، وهو ما جعلهم يبحثون عن مناطق جديدة لتوسيع نطاق عملهم»، مؤكدا أن «مسلحي (داعش) ومن يساندهم، ممن يسمون أنفسهم ثوار العشائر، باتوا يواجهون اليوم ظروفا صعبة في المناطق المحيطة بالرمادي، لكنهم لا يزالون يسيطرون على الفلوجة بالكامل، دون أن يتضح ما إذا كان الحل هناك سيكون عسكريا، أم تبقى المبادرات بين الحكومة المحلية من جهة ورجال الدين وشيوخ العشائر هناك من جهة أخرى، في سبيل إيجاد حل لأزمة الفلوجة».

لكن عضو مجلس محافظة الأنبار عذال الفهداوي أكد صعوبة التوصل إلى حل في الفلوجة، قائلا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «المشكلة التي نواجهها في الفلوجة أنها لا تزال، وبعكس ما يشاع، مدينة آهلة بالسكان، مما يجعل أي حل عسكري في غاية الصعوبة».

وأضاف الفهداوي أن «الوضع السكاني في الفلوجة متداخل بين المدينة ذاتها وتوابعها من نواحي الكرمة والصقلاوية وعامرية الفلوجة، حيث يبلغ سكانها نحو 600 ألف نسمة، ومجموع من نزح من داخل الفلوجة وهذه النواحي لا يتعدى الـ200 ألف نسمة، وهو ما يعني بقاء 400 ألف نسمة، وبالتالي فإن أي حل عسكري يعني مجزرة حقيقية»، مؤكدا أن «باب الحلول العشائرية لم يغلق بعد، حيث لا تزال هناك مباحثات ومبادرات مع التأكيد على صعوبة الأوضاع، لأن المسلحين الذين ينتمون إلى (داعش) لا يقبلون بأي حل، وبالتالي فإن الطريق الوحيد الآن هو العمل على عزل من جرى خداعه من قبلهم، سواء انتموا إلى ثوار العشائر أو المجلس العسكري أو حتى بعض فصائل المقاومة المسلحة من أجل إضعاف موقف تنظيمات (داعش) و(القاعدة)».

إلى ذلك، أكد نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي أن «المشاريع في المنطقة الغربية من الأنبار مستمرة بصورة طبيعية، وبدأت الوزارات كالنفط والبلديات والزراعة بتقديم خدماتها بقوة في مدينة الرمادي والمناطق التابعة لها».

وقال العيساوي في بيان صحافي إنه فيما «يخص مدينة الفلوجة والمناطق القريبة منها فالمشاريع متوقفة فيها بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة».