تحرك للكشف عن مصير 20 لبنانيا فقد الاتصال بهم بعد معارك قلعة الحصن

40 لبنانيا كانوا يقاتلون في القلعة وقتل تسعة منهم على الأقل

أقارب اللبنانيين المفقودين في معارك قلعة الحصن يحتجون على الحدود الشمالية اللبنانية أمس (رويترز)
TT

لم يُطوَ ملف المفقودين اللبنانيين في قلعة الحصن بريف حمص الغربي، مع استعادة القوات الحكومية السورية السيطرة على القلعة الأسبوع الماضي، إذ تحرك إسلاميون في لبنان، وبعض الأهالي، مطالبين بالكشف عن مصير 20 لبنانيا «لا يزال مصيرهم مجهولا» منذ نهاية المعركة الأسبوع الماضي.

ونفذ أهالي المفقودين اللبنانيين في معارك قلعة الحصن في سوريا، أمس، اعتصاما رمزيا عند المعبر الحدودي في بلدة العريضة (شمال لبنان)، مطالبين الحكومة «بالعمل على فك أسر المعتقلين واسترجاع جثامين الشهداء من سوريا».

وكانت القوات الحكومية السورية استعادت السيطرة على قلعة الحصن، آخر معاقل المعارضة في منطقة تلكلخ الحدودية مع لبنان في الشمال، في 21 مارس (آذار) الحالي، وقالت إن بعض المقاتلين الذين كانوا في داخلها «فروا باتجاه الحدود اللبنانية». وبث التلفزيون الرسمي السوري، صورا للبنانيين قال إنهم قتلوا في عملية السيطرة على القلعة. وأظهرت الصور ست جثث على الأقل، وضعت على صدورها هويات لبنانية عائدة للقتلى، مشيرا إلى أنهم قتلوا أثناء السيطرة على القلعة.

وقال منظم الاعتصام الشيخ محمد إبراهيم لـ«الشرق الأوسط» إن اللبنانيين المفقودين بعد سيطرة القوات النظامية على القلعة، يناهز عددهم العشرين شخصا، «بينهم أطفال ونساء وشبان كانوا متحمسين للقتال إلى جانب المعارضة السورية في القلعة»، لافتا إلى «أننا نعرف أسماء سبعة أشخاص على الأقل فقدوا، لكننا لسنا متأكدين مما إذا كانوا أحياء أم أموات».

وأوضح إبراهيم أنه «بعد سيطرة قوات النظام السوري على القلعة، فر قسم كبير من المحاصرين فيها، ووصل بعضهم إلى داخل الأراضي اللبنانية، فيما بقي آخرون مجهولي المصير»، مشيرا إلى أن المفقودين «فقد الاتصال معهم، ولا نعرف ما إذا كانوا معتقلين في سجون النظام السوري أم فارقوا الحياة». وأضاف: «من حقنا أن نحصل على جثث القتلى لندفنهم ونصلي على جثامينهم، وإذا كانوا أحياء فمن حقنا أن نعرف مصيرهم».

وكانت القوات الحكومية السورية أعلنت أنها تمكنت من اعتقال عدد من المسلحين في الحصن وجوارها، وأن بعض المسلحين المنسحبين وبينهم جرحى تمكنوا من دخول الأراضي اللبنانية في منطقة وادي خالد، بينما وقع قسم منهم في كمائن للجيش السوري. وقالت إن أربعين مسلحا، بينهم لبنانيون، قضوا لدى انسحابهم، علما أن نحو 300 مقاتل كانوا يتحصنون في قلعة الحصن قبل استعادة السيطرة عليها.

وينحدر المفقودون من قرى وبلدات شمال لبنان، بينها بلدات من عكار الحدودية مع سوريا، وآخرون يقطنون في أحياء طرابلس. ونفى إبراهيم أن يكون جميع المفقودين كانوا يقاتلون إلى جانب المعارضة، مؤكدا أن قسما منهم «هم من الأطفال»، لافتا إلى أن بعض الذين وصلوا إلى لبنان «أكدوا أن أقارب لهم، لا يزالون في عداد المفقودين». وأشار إلى أن بعض العائلات «وصلت من دون الوالد أو الأم أو الأطفال». وقال: «بعض المفقودين هم من قرى لبنانية متداخلة مع سوريا، وكانوا يعيشون داخل الأراضي السورية قبل الهجوم الأخير على الزارة والحصن بريف تلكلخ».

ولا يقتصر المفقودون على اللبنانيين. وأشار إبراهيم إلى أن بعض المفقودين هم من النازحين السوريين، وقد وصل أقارب لهم إلى لبنان، مشيرا إلى أن 30 سوريا لا يزالون في عداد المفقودين، وبينهم مدنيون. وقال إن بعض عائلاتهم «يرفضون التصريح عن اسم ولدهم المفقود، وخصوصا إذا كان من المدنيين، إذ يفضلون السؤال عن مصيره عبر قنوات مقربة من النظام السوري، خوفا على مصيره».

ولا ينفي إبراهيم أن يكون قسما من اللبنانيين كانوا يقاتلون إلى جانب المعارضة السورية، مؤكدا أن «هؤلاء من الشباب اللبناني المتحمس، ولم يكونوا جيشا بالمعنى العسكري، أو كما تحاول وسائل إعلام النظام السوري تصويرهم». ولفت إلى أن اللبنانيين الذين كانوا يقاتلون في الحصن ضد النظام «قارب عددهم الأربعين شخصا، وقد عاد قسم منهم إلى الأراضي اللبنانية بعد نهاية المعركة، فيما تأكدنا بنسبة 90 في المائة من موت ثلاثة أشخاص، إلى جانب من عرضت صور جثثهم على القنوات السورية (ستة أشخاص)، في حين يبقى مصير آخرين مجهولا»، لافتا إلى أن المفقودين من المقاتلين «قد لا يتعدى عددهم السبعة أشخاص».

ويعتبر أمير جند الشام في قلعة الحصن اللبناني أبو سليمان الدندشي أبرز المعروفين بأنهم قتلوا في معركة القلعة. وكان عدد من اللبنانيين قضوا في معارك تلكلخ، في وقت سابق، أبرزهم انتحاري يحمل جنسية أوروبية إلى جانب اللبنانية، ونفذ عملية اقتحام حاجز للقوات النظامية في تلكلخ، نهاية العام الماضي. كما قضى نحو 17 لبنانيا في كمين تلكلخ، كانوا يحاولون التسلل إلى داخل الأراضي السورية، للقتال إلى جانب المعارضة، قبل وقوعهم في كمين للقوات النظامية السورية.