تصعيد للنظام في الزبداني غداة السيطرة على حدود عرسال.. ومقتل قيادي عراقي بحلب

إدخال مواد إغاثية إلى الغوطة الشرقية.. والإفراج عن صحافيين إسبانيين مختطفين

رئيس أركان الجيش السوري الحر العميد عبد الإله البشير خلال جولة تفقدية لبعض الكتائب المقاتلة في حلب أمس ضمن خطته لزيادة التواصل والتنسيق بين الداخل والخارج («الشرق الأوسط»)
TT

صعدت القوات الحكومية السورية من وتيرة قصفها لمدينة الزبداني في جنوب منطقة القلمون الحدودية مع بلدة عرسال اللبنانية، غداة سيطرتها على بلدتي فليطة وراس المعرة بريف دمشق الشمالي. وبموازاة ذلك، أعلن معارضون مقتل قائد «حركة النجباء» العراقية المقاتلة إلى جانب القوات النظامية في حلب، حيث واصلت الأخيرة قصفها الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة شرق المدنية. جاء ذلك بينما أكدت صحيفة «إل موندو» الإسبانية إطلاق سراح اثنين من صحافييها بعد احتجازهما لأكثر من ستة أشهر في سوريا.

وأفاد ناشطون سوريون أمس، بتصعيد عسكري أطلقته القوات النظامية في الزبداني بريف دمشق الغربي، حيث قصفت قوات تابعة للجيش أحياء سكنية والجبل الغربي من المدينة، في حين ألقى الطيران المروحي التابع للجيش النظامي ثلاثة براميل متفجرة، مما تسبب في أضرار مادية كبيرة في المنازل السكنية.

وتأتي هذه التطورات غداة استعادة القوات النظامية، مدعومة بمقاتلي حزب الله اللبناني، سيطرتها على بلدتي فليطة وراس المعرة الحدوديتين مع لبنان، مما يعني استكمالها السيطرة على الحدود مع عرسال اللبنانية.

وفي حين يستمر الحصار على الغوطة الشرقية بريف دمشق، أفاد ناشطون بدخول قافلة مساعدات إغاثية مقدمة من منظمة الأمم المتحدة إلى منطقة الغوطة الشرقية، مساء أول من أمس، تضمنت 1.000 سلة غذائية، بالإضافة إلى مواد تنظيف وأغذية أطفال. وأوضح ناشطون أن المساعدات دخلت بتنسيق بين منظمة الهلال الأحمر السوري والمكتب الإغاثي الموحّد في الغوطة الشرقية، وبالتعاون أيضا مع بعض القوى المسلحة المعارضة الموجودة في المنطقة، حيث تزامن نقل السلال إلى الغوطة مع وقف لإطلاق النار بين الجيش السوري النظامي وكتائب المعارضة.

وفي حلب، استهدف الطيران النظامي السوري أحياء بستان القصر والإذاعة والكلاسة، الخاضعة لسيطرة المعارضة، شرق المدينة، بقذائف الهاون. كما أفاد ناشطون من حي الإذاعة بسماع أصوات انفجارات رجحوا أن تكون «ناجمة عن اشتباكات بين قوات الجيش النظامي وكتائب المعارضة في الحي المتنازع عليه منذ أكثر من عام». ومشط الطيران الحربي التابع للجيش النظامي عددا من الأحياء الشرقية للمدينة وسط انقطاع كامل للتيار الكهربائي عنها.

من جهته، أعلن «جيش المجاهدين» المعارض في حلب نسف مبنى كامل في حي الإذاعة، وذلك في سياق الاشتباكات التي تدور في الحي. وأشار الجيش الذي يضم في صفوفه عددا كبيرا من أبناء ريف حلب، إلى أن «قوات تابعة للجيش النظامي كانت تتحصن في المبنى»، كما أفاد بـ«مقتل أربعة جنود نظاميين، وجرح اثنين آخرين».

وكانت غرفة عمليات «أهل الشام» المعارضة، التي تضم «جبهة النصرة» و«جيش المجاهدين» و«الجبهة الإسلامية»، أعلنت أول من أمس مقتل أكثر من 30 عنصرا من القوات النظامية في كمين نفذته قواتها على جبهة الشيخ نجار، شمال شرقي مدينة حلب.

وفي سياق متصل، نقلت تقارير مقتل قائد «حركة النجباء» العراقية المقاتلة إلى جانب النظام السوري، سيد حيدر، وعدد من أنصاره، وذلك في كمين أعده «جيش المهاجرين والأنصار» المعارض واستهدف من خلاله الحافلة التي كانوا يستقلونها في حي الراشدين، غرب مدينة حلب، الذي يعد خطا عسكريا ساخنا في المعارك بين كتائب المعارضة وقوات النظام السوري.

وفي تطورات جبهة ريف اللاذقية، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بقصف نظامي بالبراميل المتفجرة بالتزامن مع قصف القوات النظامية مناطق في بلدة كسب وتلة الصخرة ونبع المر وأحراش قرية السمرا ومحيط جبل النسر.

وأشار المرصد أيضا إلى قصف نظامي طال مناطق في محيط كسب، بالتزامن مع قصف من الطيران المروحي على محيط تلة الصخرة، وسط اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية، مدعمة بقوات الدفاع الوطني و(المقاومة السورية لتحرير لواء إسكندرون) المواليتين لها، من جهة، ومقاتلي (جبهة النصرة) وعدة كتائب إسلامية مقاتلة، من جهة أخرى، في محيط بلدة كسب و(المرصد 45) ومحيط بلدة النبعين».

كما استهدفت الكتائب الإسلامية المقاتلة بريف اللاذقية قريتي قسطل معاف والبلوليو، ذات الغالبية العلوية، بقذائف الهاون.

في غضون ذلك، أفاد المرصد السوري بوقوع انفجار بعد منتصف ليل السبت - الأحد، في بلدة العشارة بريف دير الزور، ناجم عن تفجير عبوة ناسفة أمام مقر للواء إسلامي مقاتل، في حين تعرضت مناطق في المدينة لقصف من القوات النظامية، وسط اشتباكات بين مقاتلي الكتائب المقاتلة من طرف، والقوات النظامية من طرف آخر، اندلعت في حيي العمال والرصافة بمدينة دير الزور.

من جهة أخرى، أعلنت صحيفة «إل موندو» الإسبانية إطلاق سراح اثنين من صحافييها بعد احتجازهما لأكثر من ستة أشهر في سوريا.

وذكرت وزارة الدفاع الإسبانية أنه «جرى تسليم المراسل خافيير إسبينوزا والمصور ريكاردو غارسيا فيلانوفا للجيش التركي، ومن المقرر أن ينقلا بطائرة تابعة لسلاح الجو الإسباني إلى بلدهما».

وكان الصحافيان خطفا في 16 سبتمبر (أيلول) الماضي على يد مجموعة قالت الصحيفة التي يعملان لصالحها إنها تنتمي لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)». وكان الصحافيان في طريقهما لعبور الحدود إلى تركيا من محافظة الرقة بعد إرسال تقارير إلى الصحيفة على مدار أسبوعين.