حبس وزير وبرلماني سابقين عامين لإخفائهما قيادي إخواني

جنايات القاهرة استمعت لشهادة ضابط عن تعذيبه في اعتصام رابعة العدوية

TT

في وقت قضت فيه محكمة مصرية أمس بالحبس عامين بحق وزير وبرلماني سابقين، ينتميان لجماعة الإخوان المسلمين، بتهمة إخفاء القيادي الإخواني محمد البلتاجي عن العدالة، وقف الأخير أمام محكمة أخرى لمحاكمته في اتهامات بتعذيب شرطيين خلال اعتصام أنصار الجماعة في ميدان رابعة العدوية الصيف الماضي.

وأصدرت محكمة جنح مركز الجيزة، المنعقدة بأكاديمية الشرطة (شرق القاهرة) أمس، حكمها بحق خالد الأزهري، وزير القوى العاملة الأسبق (إبان حكم الرئيس السابق محمد مرسي)، وجمال العشري، عضو مجلس الشعب السابق (الغرفة الأولى للبرلمان المنحل). وأدانت المحكمة القياديين الإخوانيين بـ«إخفاء القيادي بالجماعة البلتاجي عن العدالة»، حيث كان مطلوبا للجهات القضائية لاتهامه في عدة قضايا تتعلق بـ«العنف والتحريض على القتل».

وقالت المحكمة إنه «بعد جلسات ومداولات ثبت خلالها علم المتهمين بصدور عدة قرارات ضبط وإحضار ضد البلتاجي، رغم ذلك فقد قاما بإخفائه عن أعين العدالة». كما قضت المحكمة نفسها ببراءة إبراهيم محمد علي فرحات، مالك المنزل الذي ألقي القبض على البلتاجي بداخله.

وألقي القبض على البلتاجي نهاية أغسطس (آب) الماضي، عقب نحو أسبوعين من فض اعتصامين لمؤيدي الرئيس السابق محمد مرسي. وعزل مرسي في الثالث من يوليو (تموز) الماضي إثر مظاهرات حاشده ضد حكمه.

وفي غضون ذلك، استمعت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة في معهد أمناء الشرطة، بمجمع سجون طرة (جنوب القاهرة) والمتهم فيها البلتاجي والقيادي الإخواني صفوت حجازي إلى شهادة أحد الشرطيين المجني عليهما في قضية التعذيب. كان محمد الدماطي الموكل للدفاع عن البلتاجي وحجازي، طالب خلال جلسة محاكمتهما السابقة، بالاستماع إلى شهادتي المجني عليهما؛ (ضابط، وأمين شرطة) في جلستين منفصلتين، «لكي لا يترتب على ذلك تسريب شهادة أحدهما للآخر» بحسب محامي القياديين الإخوانيين. وفور دخولهم إلى قاعة المحاكمة ردد المتهمون هتافات «يسقط حكم العسكر»، و«ثوار أحرار هنكمل المشوار»، ورفعوا شعار رابعة العدوية (كف طويت إبهامها).

وأدلى الضابط الذي يزعم أنه تعرض للتعذيب على يد قادة الإخوان بشهادة تفصيلية أمام المحكمة أمس، قائلا إنه كلف وأمين شرطة يعاونه بمتابعة مسيرة لأنصار الرئيس السابق مرسي من دون سلاح، كانت قادمة من ميدان رابعة العدوية (شرق القاهرة) باتجاه حي مصر الجديدة القريب منه. وأشار الضابط إلى أنه شاهد في مسيرة الإخوان أسلحة بيضاء، لافتا إلى أنه سمع إطلاق رصاص من جهة المتظاهرين، الذين اعتدوا على منشآت وممتلكات خاصة وعامة، بحسب الضابط.

وتابع قائلا إنه توقف بتقاطع شارع صلاح سالم (طريق رئيس شرق القاهرة)، قبل أن يستوقفه متظاهرو جماعة الإخوان ويطالبوه بإبراز تحقيق الشخصية، ويصطحبوه إلى ميدان رابعة العدوية حيث مقر الاعتصام. وأضاف قائلا إنه احتجز «داخل المستشفى الميداني داخل الاعتصام قبل أن يطلب البلتاجي منهم إحضاري إلى المنصة للتحقيق معي»، مشيرا إلى أنه تعرض خلال فترة احتجازه إلى الضرب والتعذيب، والتهديد بالقتل. ولا تزال الجلسة منعقدة حتى كتابة هذا التقرير.