اتهامات للنظام بالانتقام من حاضنة المعارضة في حلب باستخدام القنابل العنقودية

ناشطون قالوا إنها تسببت في نزوح عشرات الآلاف نحو الريف الشمالي وتركيا

TT

عمدت القوات النظامية في الآونة الأخيرة إلى استخدام سلاح القنابل العنقودية خلال قصفها أحياء المعارضة في مدينة حلب، شمال سوريا، بهدف توسيع رقعة الأضرار البشرية والمادية ضد المدنيين مما أدى إلى تزايد أعداد النازحين باتجاه تركيا ومناطق الريف الآمنة.

ويقول الناشط الميداني غسان يتيم لـ«الشرق الأوسط»، إن ما يقارب 600 ألف شخص نزحوا من أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة، موضحا أن «نحو 200 ألف من هؤلاء دخلوا تركيا، بينما فضل الآخرون التوجه إلى ريف حلب الشمالي الذي يشهد هدوءا نسبيا قياسا ببقية المناطق التي تتعرض لقصف عنيف».

ويستخدم النظام السوري القنابل العنقودية إلى جانب البراميل المتفجرة داخل الأحياء السكنية وليس ضد كتائب المعارضة التي يدعي محاربتها، بحسب ما يؤكد يتيم، لافتا إلى أن «ظاهرة استخدام القنابل العنقودية من قبل سلاح الجو النظامي تصاعدت أواخر فبراير (شباط)، مما أدى إلى إحداث أضرار كبيرة، بشرية ومادية داخل الأحياء السكنية».

وكانت شبكة «حلب نيوز» وثقت سقوط 23 قنبلة عنقودية على مدينة حلب منذ بداية العام الحالي، توزعت بين مناطق المعصرانية وطريق الباب وجب القبة وجبل بدور والصاخور وجسر الحج والجلوم ومساكن هنانو والشيخ فارس وبستان الباشا وبعيدين والشيخ خضر، بالإضافة إلى 12 قنبلة عنقودية ألقاها الطيران الحربي النظامي على محيط سجن حلب المركزي ومخيم «الحندرات» للاجئين الفلسطينيين في 19 مارس (آذار) الحالي.

ويهدف النظام من خلال استخدام هذا السلاح إلى «الانتقام من الحاضنة الشعبية الداعمة للثورة في مدينة حلب»، وفق الناشط يتيم، مؤكدا أن «معاركه ضد المقاتلين المعارضين لا تفضي إلى شيء مما يدفعه إلى تعويض ذلك باستهداف الأبرياء من المدنيين».

وتحتوي القنبلة العنقودية الواحدة على عدد كبير من القنابل الصغيرة يصل إلى المئات في بعض الأحيان، وتلقى من الطيران أو من راجمات الصواريخ المثبتة في الأرض. وفي أغلب الأحيان تفتح عند اصطدامها بالأرض لتقذف قنابلها في الهواء والتي قد تغطي مساحات شاسعة تبلغ عدة ملاعب لكرة القدم، وفقا لتقدير منظمة الحماية من الأسلحة وآثارها.

وما يزيد من خطر هذا السلاح أن عددا كبيرا من القنابل العنقودية لا ينفجر كما هو متوقع له بعد سقوطه بل تبقى كميات كبيرة من تلك القنابل جاهزة للانفجار بأي لحظة، مما يجعل المنطقة المستهدفة أشبه بمنطقة مزروعة بعشرات أو مئات الألغام الأرضية التي تظل خطرا مميتا حتى بعد مرور وقت طويل. ويحذر الخبراء العسكريون من الاقتراب من القنابل العنقودية لتجنب خطر انفجارها، كما ينصحون بتغطيتها بالكثير من الرمال والتراب تمهيدا لتفكيكها بطريقة صحيحة وآمنة.

ولم يقتصر استخدام القوات النظامية القنابل العنقودية على مدينة حلب فحسب بل تعداها إلى تسع مدن سورية، أحدثها تلك التي استهدفت مدينة يبرود في ريف دمشق، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، التي أوضحت في تقرير أن «القوات النظامية تستعيض عن السلاح الكيماوي باستخدام القنابل العنقودية على نطاق واسع».

كما كشف تقرير الشبكة أن «القوات النظامية استهدفت منطقة عقريبات في ريف حماه الشرقي بشكل متكرر، وقبل ذلك كفرزيتا في ريف حماه، حيث لم تتوفر دلائل ملموسة على وجود مقاتلين من المعارضة»، وفق تحقيقات الشبكة.

وكانت منظمة «هيومن رايتس ووتش» اتهمت النظام السوري باستخدام صواريخ جديدة لم يستخدمها من قبل قادرة على حمل ذخائر عنقودية أكبر بكثير مما كان لديه، وحذرت من الآثار الكارثية لذلك على المدنيين.

ويأتي استخدام النظام للقنابل العنقودية في حلب بعد استخدامه البراميل المتفجرة ضد الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة. وتتقاسم كل من كتائب المعارضة والقوات النظامية السيطرة على مدينة حلب، وبينما تحكم المعارضة قبضتها على الأحياء الشرقية، يسيطر النظام على الجزء الغربي.