جنوب السودان: 3.1 مليون مواطن «فقط» يواجهون المجاعة.. والـ«فاو» تبالغ

المتحدث باسم كير لـ«الشرق الأوسط»: المفاوضات مع المتمردين تحرز تقدما ملموسا

TT

أقرت دولة جنوب السودان أن 3.1 مليون شخص يواجهون خطر المجاعة، بسبب القتال الدائر بين حكومة الرئيس سلفا كير ميارديت ونائبه السابق رياك مشار، الذي اندلع منذ منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي. ووجهت نداء للمنظمات الدولية للعمل على توصيل مساعدات عاجلة لإنقاذ حياة المتأثرين بالحرب، ووصفت التقديرات التي دفعت بها منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أمس بأن نحو سبعة ملايين شخص يواجهون المجاعة «مبالغ فيه».

وقال السكرتير الصحافي لرئيس جنوب السودان اتينج ويك اتينج لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي من جوبا إن تقديرات حكومته تقول إن نحو 3.1 مليون شخص يواجهون خطر المجاعة بسبب الحرب، وأضاف: «لقد اطلعنا على تقرير منظمة «الفاو»، التي بالغت في التقديرات بالحديث عن أن نحو سبعة ملايين شخص يواجهون المجاعة، لأن سكان جنوب السودان بحسب الإحصاء السكاني في عام 2008 لم يتجاوزوا ثمانية ملايين. لا يمكن أن يكون كل سكان البلاد يواجهون الجوع، ومنظمة «الفاو» تحتاج إلى مراجعة»، مشيرا إلى أن حكومته تقوم بعملية تقييم شاملة وتجري تحوطات مع ظروف الحرب، وتابع أن «الرئيس كير وجه في خريطة الطريق التي أطلقها قبل أشهر نداءا للمنظمات الدولية بتقديم المساعدات الإنسانية للمتأثرين بالحرب».

وقال أتينج إن جوبا ناشدت المجتمع الدولي للتحرك سريعا قبل بدء فصل الخريف لإنقاذ المهددين بخطر الجوع، وأعرب عن أمله أن تعمل المنظمات مع حكومته لتوصيل المساعدات الإنسانية، مؤكدا أن وقف إطلاق النار الشامل بين قوات بلاده والمتمردين سيمكن المنظمات من الوصول إلى المواطنين دون ان يواجه عمال الاغاثة خطر القتال. وأشار إلى أن المفاوضات الحالية في العاصمة الإثيوبية بين وفدي الحكومة والمتمردين أحرزت تقدما، وقال «نعم أحرزنا تقدم كبير في المفاوضات، ولكن لا نريد أن نعلن في الوقت الراهن عن ذلك عبر الإعلام».

من جانبها، قالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في بيان لها، إن نحو سبعة ملايين شخص في دولة جنوب السودان يواجهون خطر الجوع، بينهم قرابة مليون شخص فروا من منازلهم بسبب القتال. وأكدت أنها ستزيد مساعدتها الطارئة، وأن الحكومة البريطانية قدمت منحة تبلغ قيمتها 13.7 مليون دولار ستساعد في توصيل الحبوب وغيرها من المساعدات الزراعية الرئيسة للمنازل الريفية الأكثر عرضة للخطر قبل نهاية موسم الزراعة، لكفالة معيشتهم خلال الأشهر المقبلة.

وبحسب وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، هناك حاجة إلى 1.3 مليار دولار للوفاء باحتياجات إغاثة إنسانية طارئة لجنوب السودان، على مدار النصف الأول من عام 2014. وأصدرت «الفاو» مناشدة لجمع 77 مليون دولار.

من جهتها، أكدت منظمة «أطباء بلا حدود» أنها تسابق الزمن من أجل تقديم المساعدات إلى اللاجئين الفارين من أعمال العنف في جنوب السودان نحو إثيوبيا. وذكرت المنظمة في بيان أصدرته أول من أمس أن أكثر من 75 ألف لاجئ وصلوا إلى منطقة قمبيلا الإثيوبية منذ منتصف شهر ديسمبر الماضي.

في غضون ذلك، أكد وزير الشؤون الخارجية التنزاني برنارد ميمبي مجددا أن بلاده على استعداد لإرسال قوات للمساعدة على حفظ السلام وتحقيق الاستقرار في جنوب السودان، ويتوقع وصول 1283 جنديا تنزانيا إلى الدولة الوليدة.

وذكرت وزارة الشؤون الخارجية الإثيوبية في بيان أن الوزير التنزاني أوضح أن «الأداء والتفاني الذي أظهرته القوات التنزانية العام الماضي في الكونغو الديمقراطية شجع الأمم المتحدة على أن تطلب من الحكومة التنزانية المشاركة في قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بجنوب السودان».

وقال وزير الشؤون الخارجية التنزاني إن قوات تنزانية كانت شاركت في عمليات لحفظ السلام في الكونغو وإقليم دارفور ولبنان، وإن حجم القوة التي سيجري إرسالها إلى جنوب السودان سيكون مماثلا لحجم القوة التي أرسلت إلى الكونغو، ويبلغ قوامها 1283 جنديا.