«بركات» الجزائرية تطالب «المجلس الدستوري» بتفعيل إجراءات عزل بوتفليقة بسبب «المانع الصحي»

مدلسي رفض استقبال وفد عن التنظيم بحجة أنه غير مرخص له

TT

طالب تنظيم جزائري يضم نشطاء سياسيين وحقوقيين وصحافيين، من رئيس «المجلس الدستوري» تفعيل مادة في الدستور تتحدث عن عزل رئيس الجمهورية بسبب مرض يمنعه من أداء مهامه.

وجاء هذا الطلب بناء على صعوبة واجهها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أول من أمس في قراءة خطاب تنصيبه رئيسا لولاية رابعة.

وقالت حركة «بركات» في رسالة، حاول وفد عنها تسليمها أمس لرئيس المجلس الدستوري مراد مدلسي، إن الرئيس «يعاني من حالة صحية صعبة أصبحت واضحة في المدة الأخيرة خاصة يوم 17 أبريل (نيسان)، حيث ظهر عجزه التام عن أداء واجبه الانتخابي وجرت الاستعانة بشخص آخر لتمكينه من ذلك»، في إشارة إلى استعانة بوتفليقة بأحد حراسه الشخصيين لوضع ورقة التصويت في الصندوق، داخل مكتب للانتخاب بالعاصمة، وهو مشهد أثار جدلا كبيرا.

ورفض مدلسي استقبال الوفد، وأبلغهم بواسطة أحد مساعديه أنهم تنظيم غير مرخص، وطلب منهم إرسال وثيقتهم عبر البريد. وبرزت «بركات» في خضم انتخابات الرئاسة، بتنظيم مظاهرات في عدة مدن طالبت بوتفليقة بالرحيل عن الحكم.

وجاء في رسالة التنظيم المعارض لاستمرار بوتفليقة في الحكم، التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، أن «الشعب الجزائري والعالم أجمع شاهد حالة الرئيس أثناء أدائه اليمين الدستورية، إذ لم يتمكن من قراءة الخطاب كاملا واكتفى بفقرة واحدة من بين 29 فقرة منه، وهو الدليل القاطع على أن الرئيس غير قادر على أداء مهامه».

وحاول الرئيس قراءة خطاب وزع على الصحافة، يتكون من 1250 كلمة، لكنه واجه صعوبة في ذلك، مما جعله يكتفي ببضع كلمات وشكر مئات الحاضرين الذين جاءوا لمتابعة القسم الدستوري، الذي قرأ نصه بعد أن بذل مجهودا مضنيا. يشار إلى أن بوتفليقة أصيب منذ عام بجلطة في الدماغ أفقدته التحكم في وظائفه الحسية.

وأضاف أصحاب الرسالة: «نظرا لما يتطلبه منصب رئيس الجمهورية من القدرة الصحية والبدنية لأداء المهام الموكلة له، والتي تستوجب ساعات عمل شاقة واجتماعات وسفرا شاقا، داخل وخارج الوطن. ونظرا لما تعيشه الجزائر من أوضاع واضطرابات داخلية وعلى الحدود، تتطلب متابعة دقيقة من طرف المسؤول الأول في الدول.

ونظرا لغياب الرئيس عن المحافل الدولية في المدة الأخيرة، وعدم قدرته على الحضور في المستقبل وما ينجر عنه من أثر سلبي على العلاقات الدولية والقرارات التي ستتخذ في غياب تمثيل عالي المستوى للجزائر، ونظرا لكون الجزائر دولة كبيرة بحجمها وتاريخها وموقعها وأهميتها، لا يعقل أن تغيب عن المحافل الدولية والإقليمية وينزل تمثيلها إلى الدرجة الثانية».

وتوجه نشطاء «بركات» إلى مدلسي، بهذا الطلب «إننا نراسلكم بصفتكم رئسيا للهيئة المخولة قانونا للسهر على تطبيق القوانين، ومطابقتها مع أحكام الدستور وندعوكم إلى تطبيق المادة 88 من الدستور». وتقول المادة المذكورة «إذا استحال على رئيس الجمهورية أن يمارس مهامه بسبب مرض خطير ومزمن، يجتمع المجلس الدستوري وجوبا، وبعد أن يتثبت من حقيقة هذا المانع بكل الوسائل الملائمة، يقترح بالإجماع على البرلمان التصريح بثبوت المانع».

وحملت «بركات» مدلسي «المسؤولية التاريخية أمام الله والشعب والأجيال القادمة، وتطلب من سيادتكم السهر على التطبيق الفعلي لهذه المادة».

ويثير موضوع «المادة 88» من الدستور جدلا منذ عام. فالمعارضة ترى أن بوتفليقة لم يعد قادرا على أداء مهامه. وازداد ضغطها على الرئيس بسبب غيابه عن حملة انتخابات الرئاسة التي قام بها بدلا عنه رئيس وزرائه عبد المالك سلال. فيما يقول الموالون للرئيس إنه «يسير الدولة برأسه وليس برجليه»، بمعنى أنه يعطي التوجيهات للحكومة رغم أنه مقعد على كرسي متحرك.