روحاني: الشعب الإيراني تعرض لظلم كبير بسبب العقوبات الدولية

انتقد بشدة معارضي سياسات حكومته من المتشددين المقربين لخامنئي

TT

قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الشعب الإيراني تعرض لظلم كبير بسبب العقوبات الدولية، بيد أنه أشار إلى أن أفرادا حققوا أرباحا هائلة جراء العقوبات، وجرى الكشف عن هوية عدد منهم، والإعلان عن أسمائهم. وسيجري الإعلان عن آخرين متورطين في هذه القضية. وأضاف روحاني، الذي كان يتحدث الليلة قبل الماضية في حوار تلفزيوني مباشر مع المواطنين «نعلم جمعا أن أحدهم متورط في قضية فساد مالي بقيمة ملياري وسبعمائة ملون دولار. ونحن لا نعلم شيئا عن موعد دفع هذا المبلغ للبنك. نعم لقد جرى كل هذا ونحن نتعرض للعقوبات الدولية». وذكر روحاني أن «رفع العقوبات يدخل البهجة إلى قلوب الناس، ولكن هناك أقلية لا تحبذ رفع العقوبات لأنهم سيتكبدون خسائر. نظرا لأنهم استغلوا العقوبات لصالحهم، الأمر الذي يجعلهم يشنون هجوما على الحكومة». وزاد قائلا «هناك بعض الجهات قد لا تعجبهم سياسات الحكومة، لكن محاولات تشويه سمعتها تهدف لإلهاء الحكومة عن قضاياها الأساسية، وعدم السماح لها بمواصلة سياساتها. وأخذ بعض الناس يبثون الأكاذيب وتوجيه الاتهامات، والبلطجة السياسية، وتشويه سمعة الحكومة. ولكننا لم نبلغ بعد المرحلة التي تستدعي أن نشرح للشعب ما يحصل. سنتجاوز الأمر». وقال روحاني «إذا أرادت مجموعة ما أن تتجاهل التصويت الشعبي لصالح الحكومة في الانتخابات، وتهدد مصالح الشعب، ومسار الحكومة فعند ذلك ستشهد الساحات حضور الجماهير الإيرانية. إن الحكومة ستشرح للشعب ما يجري إذا استدعت الضرورة. ولكنني لا أرى الحاجة لذلك بعد».

وكشف الرئيس الإيراني أنه تلقى الكثير من الرسائل القصيرة والاتصالات الهاتفية خلال هذه الفترة «يطلب الناس من خلالها أن أرد على الإشاعات. ولكنني أقول لهم إن الوقت لم يحن بعد لذلك».

وأضاف روحاني «تعتقد جهات بأننا سنحارب العالم للأبد، ولن تتمكن إيران من تطبيع علاقاتها مع العالم. ولكنني أعارض هذه الفكرة، وما زلت غير مقتنع بها. إن الاستعجال يفسد الأمور. أنا لم أنس شيئا، وأتمتع بذاكرة جيدة، وأتذكر الوعود التي قطعتها للشعب، وأعلم ماذا يجب أن أفعل». وتأتي تصريحات الرئيس الإيراني في إشارة إلى الانتقادات التي وجهها إليه عدد من مؤيديه بشأن استمرار السلطات في فرض الإقامة الجبرية التي يخضع لها ميرحسين موسوي، ومهدي كروبي وهما الزعيمان المعارضان لحكومة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، كما تشير إلى تعامل الحكومة مع ملف السجناء السياسيين.

يذكر أن روحاني قال خلال حملته الانتخابات الرئاسية «سأعمل على الإفراج عن السجناء السياسيين». وردا على مطالب شعبية للإفراج عن موسوي وكروبي، قال روحاني آنذاك بأنه «يجب تمهيد الأرضية للإفراج عن كافة الذين جرى اعتقالهم خلال الأحداث التي تلت الانتخابات الرئاسية في عام 2009». وقامت الحكومة الإيرانية بقيادة روحاني بإجراءات مناسبة بهدف تحسين العلاقات بين إيران والدول الأخرى خاصة الدول الغربية، وأحرزت إيران تقدما في المفاوضات النووية مع القوى الست الكبرى. ويتوقع أن يؤدي الوصول إلى اتفاق نووي خلال المفاوضات إلى رفع الكثير من العقوبات المفروضة على إيران.

وفي سياق ذلك، أشار روحاني في الحوار التلفزيوني إلى ضرورة «اعتماد البراغماتية في عالم السياسة»، وقال «ليعلم الشعب أنه لا يمكن حلحلة الأمور بين ليلة وضحاها، وقد يستغرق إصلاح بعض الأمور فترة زمنية طويلة».

وأضاف «أن الحكومة تضع احتواء التضخم الذي لا يطاق والبالغ نسبته 43 في المائة على رأس أولوياتها». وقال «لقد انخفض معدل التضخم في نهاية العام الإيراني (انتهى في 21 مارس/آذار) إلى أقل من 35 في المائة».