قوات أوكرانيا في حالة استنفار لصد أي هجوم روسي محتمل

بوتين يعتزم زيارة القرم.. والبنتاغون يبحث تدابير إضافية لدعم دول البلطيق

ناشطون من قوات الدفاع الذاتي في «ميدان» يشتبكون مع قوات تابعة للشرطة كانت تحرس اجتماعا حكوميا في كييف أمس ولم تعرف على الفور أسباب الشجار (أ.ف.ب)
TT

أعلن الرئيس الأوكراني الانتقالي أولكسندر تورتشينوف أمس أن القوات المسلحة التابعة لبلاده باتت «في حالة استنفار شامل» من أجل صد أي غزو يحتمل أن تقدم عليه القوات الروسية المحتشدة عند الحدود.

وأضاف خلال لقاء مع حكام المناطق «هدفنا الأول هو منع اتساع رقعة الإرهاب إلى دونيتسك ولوغانسك ومناطق أخرى. هناك محاولات لزعزعة استقرار الوضع في خاركيف (شرق) وأوديسا (جنوب) ودنيبروبيتروفسك (شرق) وزابوريجيا (جنوب شرق) وخرسون وميكولاييف (جنوب)».

وتشكل هذه البلدات الثماني مجتمعة هلالا واسعا قريبا من القرم ومنطقة ترانسدينستريا (منطقة انفصالية في مولدافيا) التي تسيطر عليها روسيا عمليا. وأعرب تورتشينوف عن مخاوف من «أعمال تخريب» تقدم عليها روسيا بمناسبة الاحتفالات في مايو (أيار) الحالي.

وأكدت أجهزة الأمن الأوكرانية أمس أنها «عثرت» على مجموعة مخربين كانوا يخططون لتنفيذ اعتداء بمناسبة عيد النصر على النازية في 9 مايو 1945 الذي يحتفل به في روسيا وأوكرانيا. وذكرت أجهزة الأمن أن «المجرمين كانوا يعدون لارتكاب اعتداء بالمتفجرات أثناء قيام المحاربين القدامى بوضع إكليل من الزهر أمام نصب الحرب العالمية الثانية» في ميكولاييف.

وسيزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف شبه جزيرة القرم بعد العرض العسكري التقليدي في موسكو، حسبما أوردت وسائل الإعلام الروسية.

وواصل الناشطون الموالون لروسيا في الأيام الماضية السيطرة على عدد من المدن في شرق أوكرانيا، وباتوا يحتلون مواقع استراتيجية (البلدية ومقر الشرطة والأجهزة الأمنية) في أكثر من 12 مدينة.

وصباح أمس، احتل عسكريون موالون لروسيا مقري البلدية والشرطة في كورليفكا. وكان آخرون استولوا أول من أمس على معظم المباني الرسمية في لوغانسك التي تعد نصف مليون نسمة. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن الناشطين المدعومين بنحو ثلاثين عنصرا يحملون بنادق كلاشنكوف وقاذفات صواريخ أرغموا قائد الشرطة في لوغانسك على الاستقالة بعد أن حاصروا المبنى مساء أول من أمس. وجرى أمس تنظيم تجمع دفاعا عن وحدة أوكرانيا في دونيتسك كبرى مدن شرق البلاد. وكانت مظاهرة مماثلة الاثنين تعرضت لهجوم من قبل ناشطين موالين لروسيا أسفرت عن إصابة 12 شخصا. ويسود الهدوء كييف لكن مواجهات وقعت مساء أول من أمس بين مجموعتي ناشطين في ساحة «ميدان»، ولا يزال مصير مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الذين يحتجزهم متمردون موالون لروسيا منذ يوم الجمعة الماضي في سلافيانسك معقل المتمردين في شرق أوكرانيا، مجهولا.

وكان متمردو سلافيانسك سلموا في الأيام الماضية كييف قائمة بأسماء خمسة أو ستة أشخاص تحتجزهم السلطات الأوكرانية يريدون مقايضتهم مع المراقبين. وكان الأمين العام للمنظمة لامبيرتو زانييه التقى أول من أمس في كييف السلطات الأوكرانية. وأعرب بوتين مساء أول من أمس عن الأمل في الإفراج قريبا عن بعثة المراقبين التي تضم سبعة أجانب وأربعة أوكرانيين.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها تعتزم اتخاذ تدابير إضافية لدعم الحلفاء في شرق أوروبا في الحلف الأطلسي خصوصا من خلال تعزيز التدريبات العسكرية المقررة في دول البلطيق في يونيو (حزيران) المقبل. واتهم بوتين واشنطن بالوقوف وراء أحداث أوكرانيا، مؤكدا أنه «ليس هناك أي مدربين روس ولا وحدات خاصة ولا قوات» روسية في البلاد.

وأفاد مسؤول في صندوق النقد الدولي أمس، بأن الصندوق يرى أن روسيا دخلت في مرحلة انكماش حيث يعاني اقتصادها من تبعات الأزمة الأوكرانية. ومن جانبه، قال رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي أمس إن الاتحاد الأوروبي مستعد لتقديم مساعدات اقتصادية إلى أوكرانيا بالتعاون مع صندوق النقد الدولي.