«القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» تتبنى هجوما قتل فيه 11 جنديا جزائريا

بلمختار يؤكد ولاءه للظواهري

TT

تبنى تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» هجوما بمنطقة القبائل في 19 أبريل (نيسان) الماضي، أسفر بحسب حصيلة رسمية عن مقتل 11 جنديا جزائريا، وذلك في بيان نشر أمس على منتديات جهادية.

وأكد التنظيم في البيان «في ليلة السبت 19 جمادى الآخرة 1435 هـ، (19 أبريل) نصب المجاهدون كمينا لقافلة عسكرية، في منطقة إيبودرارن، دائرة واسيف في ولاية تيزي ووز»، حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وتابع: «كانت الحصيلة بحمد الله ثقيلة، تمثلت، حسب بعض المصادر، في قرابة الثلاثين عسكريا بين قتيل وجريح جروحا بليغة».

وشن الاعتداء بعد يومين على إجراء الانتخابات الرئاسية في 17 أبريل الماضي، ضد جنود كانت مهمتهم ضمان أمن عملية الاقتراع في بلاد عانت من حربا أهلية طويلة في عقد التسعينات من القرن الماضي.

وحسب الحصيلة الرسمية، فإن الهجوم أسفر عن مقتل 11 جنديا وجرح خمسة آخرين فضلا عن سقوط ثلاثة قتلى في صفوف المعتدين.

وهذا هو الهجوم الأول بعد اعتداء جرى في عام 2011 نسب إلى إسلاميين بمنطقة القبائل، وأسفر عن مقتل 11 جنديا في عزازقة في ولاية تيزي ووزو.

وأقر تنظيم القاعدة في بيان بمقتل أحد مقاتليه في الهجوم، والملقب «أبو أنس»، مشيرا إلى أن «أسود التوحيد والجهاد» قاموا بـ«الثأر لإخواننا الذين استشهدوا غدرا وخيانة». وأضاف البيان: «ليعلم المرتدون أننا لن ننسى دماء شهدائنا الأبرار، وسنثأر لكل قتلانا، من المرتدين الأشرار، وسنمضي في دروب العزة ثابتين نناجز الصليبيين وأبناء فرنسا من بني جلدتنا، دفاعا عن أمتنا وديننا ومقدساتنا».

وبعد الهجوم، قالت وزارة الدفاع الجزائرية إن «مثل هذه الأعمال الإجرامية ليس من شأنها سوى زيادة تصميم عناصر الجيش الشعبي الوطني للقضاء على بقايا المجموعات الإرهابية وتطهير التراب الوطني من أفعالهم البائسة».

ولا تزال مجموعات مسلحة تابعة لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» تنشط في المناطق الجبلية شرق الجزائر، خاصة في منطقة القبائل، إلا أن نشاطها الأكبر يتركز في جنوب البلاد على الحدود مع مالي والنيجر.

وأكدت الوزارة مقتل 21 «إرهابيا» في «محور تيزي ووزو – بومرداس - البويرة» بمنطقة القبائل خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2014.

من جهة أخرى، جدد القيادي الإسلامي الجزائري المتطرف مختار بلمختار، الذي احتل تنظيمه شمال مالي عام 2012 طوال أشهر، تأكيد ولائه لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وذلك في بيان نشر أول من أمس على مواقع إسلامية.

وقال بلمختار، وهو قيادي سابق في تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» ويتزعم حاليا حركة «الموقعون بالدم»: «نؤكد ثقتنا وولاءنا لنهج أميرنا الشيخ أيمن الظواهري.. لأننا مقتنعون بصوابية نهجه».

وأفادت مصادر أمنية قبل أسبوعين أن بلمختار انتقل إلى ليبيا حيث يطمح إلى أن يسيطر من هناك على منطقة الساحل.

وفي 2 مارس (آذار) 2013، أعلن مقتل بلمختار بيد الجيش التشادي في مالي، الأمر الذي نفته «القاعدة» لاحقا.

وبعد مشاركته في القتال في أفغانستان ضد القوات السوفياتية، عاد بلمختار إلى الجزائر ليلتحق بصفوف الإسلاميين، وليصبح من بعدها زعيم تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي».

وفي 2012 انفصل بلمختار عن «القاعدة» لينشئ حركته الخاصة «الموقعون بالدم»، ونفذ بعد ذلك عملية احتجاز الرهائن الشهيرة في منشأة نفطية في عين أميناس في الجزائر بداية عام 2013، وهي العملية التي أثارت ردود فعل واسعة نتيجة وجود رهائن أجانب قتل منهم 37.