«حماس» تعارض إفتاء علماء مسلمين بإباحة زيارة المسجد الأقصى

أمين لجنة شؤون القدس أكد أن زيارة المدينة المقدسة «واجبة»

TT

حذرت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة من خطورة فتوى رفع الحظر عن زيارة المسجد الأقصى، وعدتها في سياق «حرب تهويدية» مسعورة يقودها الاحتلال. وأعربت الحركة في بيان لها أمس، معارضتها لصدور فتوى من علماء مسلمين بأنه لا حرمة لزيارة المسجد الأقصى في مدينة القدس، ورأت أن «الدفع باتجاه زيارة الأقصى في هذا الوقت تحديدا خدمة مجانية للاحتلال، ومسلكا يقود إلى التطبيع مع العدو الصهيوني ومكافأته على جرائمه وانتهاكاته».

وكان مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين أصدر فتوى، ودعا المسلمين من جميع أنحاء العالم بزيارة القدس نصرة للمسجد الأقصى وإخوانهم المقدسيين. وقالت حماس إن الفتوى المذكورة تعد خرقا لإجماع علماء الأمة القائم على تحريم زيارة المسجد الأقصى في ظل الاحتلال وصدرت في ظل غياب إجماع العلماء وغياب آخرين مشهود لهم بالعلم والفقه، وهي لا تلزم الأمة في شيء ولن تلقى أي صدى.

وأوردت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، أن الفتوى تضمنت ترك باب الاجتهاد مفتوحا بخصوص حق باقي مسلمي العالم في زيارة المسجد الأقصى لتكثير سواد المسلمين فيه، والدفاع عن الأقصى والمرابطين فيه. ورحب محمود الهباش وزير الأوقاف والشؤون الدينية في السلطة الفلسطينية بالفتوى، ورأى أنها «تمثل خطوة مهمة وكسرا لفتاوى التحريم التي ساهمت في عزلة القدس والمسجد الأقصى».

وكان المشاركون في مؤتمر الطريق إلى القدس الذي اختتم أعماله أول من أمس، أجمعوا على عدم تحريم زيارة المسجد الأقصى المبارك تحت الاحتلال لفئتين من المسلمين في العالم، وهم (الفلسطينيون أينما كانوا ومهما كانت جنسياتهم.. والمسلمون الذين يحملون جنسيات دول بلدان خارج العالم الإسلامي وعددهم نحو 450 مليون مسلم) فيما ترك باب الاجتهاد مفتوحا بخصوص حق باقي مسلمي العالم.

ورأى العلماء المشاركون في ختام المؤتمر، أنه لا حرج في زيارة المسجد للفلسطينيين أينما كانوا ومهما كانت جنسياتهم، وللمسلمين من حملة جنسيات بلدان خارج العالم الإسلامي.

ووفقا للفتوى، فإنه يجب مراعاة الضوابط التالية: ألا يترتب عليها تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وأن تحقق الزيارة الدعم والعون للفلسطينيين دون المحتلين، بحيث أن يكون البيع والشراء والتعامل والمبيت والتنقل لصالح الفلسطينيين دون غيرهم، إضافة إلى أن يدخل الزائر ضمن الأفواج السياحية الفلسطينية أو الأردنية بعيدا عن برامج المحتل.

كما شملت الضوابط، أن تكون مسار رحلة الأقصى ضمن رحلات العمرة والحج قدر الإمكان وبشكل جماعي مؤثر يحقق المصلحة الشرعية المعتبرة ويدعم الاقتصاد الفلسطيني تحديدا وسياسيا، بهدف حماية الأقصى والمقدسات.

إلى ذلك، أكد عبد الله كنعان الأمين العام للجنة الملكية لشؤون القدس، أن زيارة المدينة المقدسة واجبة على كل من يريد أن تبقى صامدة مع أهلها في وجه العدوان الإسرائيلي البغيض بغض النظر عن طريق الوصول إليها.

وقال كنعان لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة القدس لا تعني اعترافا بالاحتلال الإسرائيلي، ولا تطبيعا معه على الإطلاق، بل هي شكل من أشكال المقاومة له حيث إنه يريدها عاصمة أبدية له فارغة من العرب المسلمين والمسيحيين. وأضاف: «الذين يحرمون زيارة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية لا يدركون مع الأسف الشديد الضرر الكبير الذي يقع على صمود المدينة وأهلها، فهم بحسن النية يحققون الهدف الإسرائيلي الذي يريدها من دون سكانها العرب والمسلمين».

وأشار الأمين العام للجنة الملكية لشؤون القدس إلى أن دخول الآلاف من الزائرين للقدس يعد دعما لصمود أهلها من جهة، ورسالة إلى إسرائيل وإلى كل المتطرفين فيها بأن المدينة ومقدساتها لا يمكن أن يستغنى عنها رغم وجود الاحتلال. وتابع: «إذا ما منعت إسرائيل زيارة القدس ومقدساتها، فسيكون الإعلام الدولي لها بالمرصاد ليفضح سياستها وعنصريتها واعتداءاتها على أبسط حقوق الإنسان، بزيارة مقدساتها الإسلامية والمسيحية».

ويعد مؤيدو هذه الزيارات، وفي مقدمتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن من شأنها تقديم دعم سياسي ومالي لمدينة القدس هي في أشد الحاجة له، بغرض مساندتها في مواجهة المخططات الإسرائيلية والتخفيف من حدة عزلتها.