وزير الأمن الإسرائيلي يتوعد جماعات «تدفيع الثمن» اليهودية بإعلانها «إرهابية»

خرجت من الضفة وظلت من دون ملاحقة فعلية حتى بدأت تضرب في إسرائيل

TT

قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، يتسحاق أهارونوفيتش، إنه سيواصل العمل داخل الحكومة من أجل إعلان المجموعات اليهودية التي تمارس العنصرية في إسرائيل «مجموعات إرهابية»، في إشارة إلى مجموعات «تدفيع الثمن» التي تهاجم بين الحين والآخر دور عبادة لمسلمين ومسيحيين في الضفة الغربية وإسرائيل.

وتصاعد الغضب الرسمي في إسرائيل على هذه المجموعات بعدما بدأت تضرب داخل إسرائيل نفسها قبل نحو عام ونصف، بعد أعوام طويلة من العمل في مناطق الضفة الغربية. ودقت حادثة محاولة إحراق مسجد في الفريديس في إسرائيل الثلاثاء الماضي، وخط شعارات عنصرية على جدرانه وبداخله، ناقوس الخطر لدى المسؤولين الإسرائيليين الذين سارعوا لزيارة المسجد محذرين من محاولة إشعال النار على خلفية دينية.

والفريديس، هي إحدى القرى القليلة في إسرائيل التي تعيش فيها نسبة عالية جدّا من المسلمين، ويصوّت فيها السكّان لأحزاب يهودية بحتة، مثل الليكود، والعمل، وميرتس.

وخرج أمس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليعلن بنفسه: «نعمل من أجل إلقاء القبض على المسؤولين. قمتُ بتكثيف القدرات لهذا الغرض، ونحن نستخدم وسائل الشاباك (الأمن العام). هذا هدف مركزيّ، لأنّ الأمر يناقض ماهيّتنا وقيَمنا». وقال أهارونوفيتش إن هناك تقدما في التحقيقات التي تجريها الشرطة في جرائم الكراهية المعروفة باسم «تدفيع الثمن»، وتعهد بمزيد من الاعتقالات خلال الأيام القليلة المقبلة، وتقديم لوائح اتهام للمتورطين. وأضاف يقول: «من الواضح للشرطة أن عناصر يمينية متطرفة من مستوطنات نابلس تقف وراء هذه الممارسات».

وجماعة تدفيع الثمن هي جماعة يهودية خرجت من مستوطنات الضفة الغربية، تحديدا في شمال الضفة، قبل نحو سبع سنوات، وراحت تستهدف الأماكن الدينية للعرب، وهاجمت من قبل منازل وأراضي وسيارات في قرى الضفة. وظل التعامل الرسمي الإسرائيلي مع هذه الجماعات غير واضح وغير محدد.

وقالت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية - على مدار سنوات - إنها تتعامل مع أفراد غير معروفين، ثم قالت: إنهم «منظمون» و«سريون»، من دون أن تعتقل أيا منهم. لكن تغيرت طريقة تعاطي المؤسسة الأمنية في إسرائيل مع هذه الجماعات، بعدما بدأت في شن هجمات داخل إسرائيل ضد أهداف إسلامية ومسيحية، وتجندت هذه المؤسسة في محاربتهم بعد حادثة الفريديس الأخيرة.

وزار وزراء ومسؤولون إسرائيليون مسجد الفريديس الواحد تلو الآخر، وقال وزير المالية يائير لابيد من هناك: «هذا عمل جبان، إنهم حفنة من المجرمين الجبناء، حيث يأتون في الليل ويقومون بأعمال التخريب والعنف. ليسوا وطنيين، وليسوا صهاينة، وإنّما هم مجرّد مجرمين». كما قال وزير التربية والتعليم شاي بيرون: «هذه الجرائم التي تتسم بالكراهية مدانة من الجميع»، مؤكدا أن الجهاز التعليمي سيخصص المزيد من الموارد المالية للقاءات المشتركة بين طلاب يهود وعرب ولمكافحة هذه الآفة.

وفي غضون ذلك، مددت محكمة الصلح في القدس فترة اعتقال أحد سكان مستوطنة «يتسهار» قرب نابلس وزوجته، ثلاثة أيام، وذلك نظرا للاشتباه في ضلوعه بممارسة «تدفيع الثمن» في منطقة «أم الفحم» قبل أسبوعين، وتبحث الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عن آخرين.