أمين عام جبهة التحرير الجزائرية: أتعرض لمؤامرة في فرنسا يقف وراءها جزائريون

بن فليس يصف وعود بوتفليقة بالإصلاح الدستوري بأنها «عملية تمويه»

TT

قال زعيم حزب الأغلبية بالجزائر (جبهة التحرير الوطني) عمار سعداني، إنه يتعرض لمؤامرة في فرنسا لن يسكت عليها، في إشارة إلى كتابات صحافية بفرنسا تناولت امتلاكه عقارات بباريس بـ«طريقة مشبوهة».

في غضون ذلك، انتقد علي بن فليس، رئيس الحكومة الأسبق، وعود السلطة بـ«الإصلاح الدستوري»، وعدها «تمويها». وذكر سعداني في اتصال مع «الشرق الأوسط» أنه يعتزم رفع دعوى قضائية في فرنسا ضد وسائل إعلام، قال إنها «نشرت معلومات كاذبة عني». وأوضح أن «هذه المعلومات الكاذبة وجدت من ينقلها في الجزائر وبطريقة ماكرة، مما يجعلني أؤكد أنها مؤامرة أعرف من يقف وراءها.. من يقفون وراءها يوجدون بالجزائر». وتحفظ سعداني عن ذكر الشخص أو الأشخاص أو الجهة التي يتهمها بـ«التآمر عليه». غير أن قياديين في الحزب يقولون إنه يقصد جهاز المخابرات العسكرية الذي هدد، في تسريبات للصحافة قبل شهور، أنه «سيؤدب» سعداني بسبب هجومه غير المسبوق على قائد الجهاز الفريق محمد مدين، الشهير بـ«الجنرال توفيق». واتهم سعداني الضابط العسكري النافذ، الذي لا يظهر في العلن أبدا، بـ«الفشل في أداء مهامه الأمنية». وساق أمثلة على ذلك بملفات ثقيلة، أهمها اغتيال الرئيس محمد بوضياف (صيف 1992)، وحادثة الهجوم على مصنع الغاز في عين أميناس بجنوب البلاد (مطلع 2013) وحادثة اغتيال رهبان فرنسيين (عام 1996). واتهمه بالفشل في الحؤول دون عملية اغتيال تعرض لها الرئيس بوتفليقة في 2007، وعد هذا الهجوم «مدبرا من رئاسة الجمهورية»، التي يعد سعداني أحد المقربين منها.

ونشر الموقع الإلكتروني الفرنسي المهتم بشؤون المسؤولين في بلدان أفريقية «موند أفريك» (عالم أفريقيا)، الأسبوع الماضي، معلومات تضمنها مقال بعنوان «حياة سعداني بوجهين: في فرنسا والجزائر»، جاء فيها أنه نقل 300 مليون يورو على دفعات، من حساباته البنكية بالجزائر إلى حسابات ببنوك فرنسية. وتحدث أيضا عن امتلاكه شققا في أفخم أحياء العاصمة بباريس، وأنه نقل أملاكا عقارية تابعة له من فرنسا إلى بلدان أوروبية أخرى، حيث يقيم أقارب له. وذكرت الصحيفة الإلكترونية أمس أنها تلقت اتصالا من محامي سعداني بفرنسا، يطلب منها سحب الموضوع المنشور عن موكله بحجة أنه «كاذب ولا يستند إلى أي أساس».

وأعلنت الصحيفة الإلكترونية أنها ترفض طلب أمين عام «الجبهة»، وأنها على استعداد لنشر الوثائق «التي تثبت صحة الأخبار التي نشرناها». ووجدت الأخبار عن سعداني، المنشورة في فرنسا، صدى واسعا في الجزائر، مما أثار قلق المعني الذي قال أثناء لقاء جمعه بصحافيين الثلاثاء الماضي، إن «كل المشاكل التي أتعرض لها سببها أنني دعوت إلى بناء دولة مدنية وإنهاء حكم العسكر».