سيارتان مفخختان تقتلان 11 طفلا وسبعة آخرين في حماه

هيومان رايتس ووتش تشير إلى ضلوع جماعات مسلحة «غير حكومية» في استهداف مدنيين

سوريون يتفحصون آثار الدمار الذي خلفه إسقاط براميل متفجرة على بلدة اللطامنة في محافظة حماه أول من أمس (رويترز)
TT

انفجرت أمس سيارتان ملغومتان في محافظة حماه بوسط سوريا، ما أدى إلى مقتل 18 شخصا على الأقل، بينهم 11 طفلا، إلى جانب إصابة 50 آخرين. في وقت وجهت فيه منظمة هيومان رايتس ووتش الحقوقية الدولية أصابع الاتهام نحو إحدى الجماعات المسلحة غير الحكومية، قائلة إنها «تستهدف المدنيين؛ فيما يبدو» بالسيارات المفخخة وقذائف الهاون.

وقال التلفزيون السوري الحكومي إن «تفجيرات إرهابية» وقعت في بلدتي الحميري وجبرين، اللتين تبعدان بضعة كيلومترات إلى الشمال الشرقي من مدينة حماه. تأتي هذه التفجيرات بعد ثلاثة أيام من هجمات على مناطق في حمص ودمشق تسيطر عليها الحكومة قتل فيها أكثر من 100 شخص، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويأتي التفجير في وقت أشارت فيه منظمة هيومان رايتس ووتش، في بيان مطول لها صدر مساء أول من أمس، إلى أن واقعة «سيارات مفخخة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة من حمص يوم 29 أبريل (نيسان) الماضي، بدت وكأنها تستهدف المدنيين. وقد تسببت في قتل العشرات، بينما تساقطت قذائف الهاون عشوائيا ودون تمييز في دمشق على أعيان مدنية فقتلت مدنيين».

وقالت المنظمة إنها أجرت مقابلات مع أشخاص في حمص ودمشق كانت لديهم معلومات عن السيارات المفخخة وهجمات الهاون. وبينما تبنت «جبهة النصرة» المسؤولية عن سيارتي حمص، لم يجرِ التوصل إلى هوية مرتكبي هجمات الهاون في دمشق، لكن أحد الشهود قال للمنظمة إن «قذائف الهاون جاءت من جهة أراض تسيطر عليها جماعات مسلحة غير حكومية».

وأصدرت هيومان رايتس ووتش إدانات متكررة لأساليب الحكومة في الحصار، بما في ذلك مدينة حمص القديمة، إلا أنها أكدت أن «تلك الأساليب لا تمثل بأي حال من الأحوال عذرا أو مبررا لاستهداف المدنيين عمدا»، مشددة على أن «الاستهداف العمدي للمدنيين يعد جريمة حرب، وإذا جرى على نطاق واسع أو ممنهج فإنه يرقى إلى مصاف الجرائم ضد الإنسانية، وهي جرائم تتسم بعالمية الاختصاص، بمعنى أنه من الممكن ملاحقة المسؤولين عنها، بمن فيهم الذين تواطأوا فيها، في أي مكان من العالم».

في غضون ذلك، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطيران الحربي النظامي نفذ غارة جوية على مناطق في مدينة زملكا بريف دمشق، لم يعرف حجم خسائرها أمس. فيما سيطرت «جبهة النصرة» واتحاد أجناد الشام والجبهة الإسلامية، على مناطق واسعة من الأطراف الشمالية من مدينة جرمانا، في محاولة لعزل المدينة عن العاصمة دمشق. في وقت دارت فيه اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية في محيط مدينة عدرا العمالية، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية.

كما أوضح المرصد قيام الطيران بغارة على مناطق في مطار الجراح العسكري الذي تسيطر عليه «داعش» في حلب، وكذلك محيط مطار كويرس العسكري المحاصر، وقصف الطيران المروحي فجرا مناطق في بلدة حريتان، دون أنباء عن إصابات.

وأكد المرصد ارتفاع عدد ضحايا القصف الجوي على مناطق في سوق بحي الهلك أول من أمس إلى 38 مواطنا، بينهم ما لا يقل عن سبعة أطفال وأربع نساء، في حصيلة مرشحة للزيادة بسبب وجود بعض الجرحى بحالة خطرة. كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة ليلا مناطق في حي مساكن هنانو وفتح الطيران الحربي بعد منتصف الليل نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق في السكن الشبابي بحي الأشرفية، مما أدى لمقتل رجل وسقوط جرحى.