عشرات القتلى في صفوف «القاعدة» في شبوة جنوب اليمن

تدمير سيارات وآليات عسكرية تابعة للتنظيم.. والسلطات تعلن جنسيات المقاتلين

جنود يمنيون خلال عملية إطلاق صواريخ على مواقع «القاعدة» في شبوة امس (أ.ف.ب)
TT

قالت مصادر عسكرية يمنية لـ«الشرق الأوسط» إن العشرات من عناصر تنظيم «القاعدة» لقوا مصرعهم خلال الحملة العسكرية التي تنفذها السلطات اليمنية منذ نحو أسبوع في جنوب البلاد، في حين أكد مصدر عسكري آخر أن انتحاريا يقود سيارة ملغومة قتل ستة جنود بجوار موقعهم في شبوة وهي إحدى محافظتين يمنيتين يحارب فيهما الجيش «القاعدة» وحلفاءها.

وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن نحو 37 مسلحا قتلوا في المعارك يوم أمس، إضافة إلى تدمير عدد من السيارات والآليات العسكرية التي كانت بحوزة عناصر التنظيم الذين تؤكد المصادر أن معظمهم يحملون جنسيات أجنبية. وقال مصدر لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن «غالبية تلك العناصر الإرهابية من جنسيات (سعودية، أفغانية، صومالية، وشيشانية ودول أخرى). وقتل أكثر من ستين مسلحا من عناصر «القاعدة» في المواجهات المسلحة التي تجري في محافظتي شبوة وأبين منذ نحو أسبوع. ويخوض الجيش اليمني الصراع المسلح ضد عناصر التنظيم على أكثر من جبهة في كل محافظة، حيث هناك جبهة المعجلة وجبهة المحفد في محافظة أبين التي ينتمي إليها الرئيس عبد ربه منصور هادي وهناك جبهات عزان وميفعة، بالإضافة إلى جبهة قتال جديدة فتحت أمس بمنطقة ذي ناعم بمحافظة البيضاء بوسط البلاد والتي يتمركز فيها مسلحو «أنصار الشريعة» التابعين لتنظيم القاعدة.

ودعا المصدر العسكري المواطنين في مديرية ميفعة وعزان، تجنب إيواء أي عناصر إرهابية أو السماح لهم بالدخول إلى منازلهم أو قراهم. وشكر المواطنين الذين قاموا «بالتصدي للإرهابيين». في السياق ذاته، دعا وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر أحمد «أبناء محافظتي أبين وشبوة بشكل خاص وكل أبناء الوطن بشكل عام إلى الاصطفاف الوطني والتلاحم الشعبي إلى جانب المقاتلين من منتسبي القوات المسلحة والأمن لتطهير أرض الوطن من شرور الإرهابيين الذين قدم معظمهم من خارج الوطن لتنفيذ أجندة ومخططات عدائية ضد أبناء الشعب».

وقال مصادر في شبوة إن «الوحدات العسكرية المرابطة في محور عتق والتابعة للمنطقة العسكرية الثالثة قامت بتطهير كل من مناطق مفرق الصعيد وحصاة اللبن والكريف والنقبة وقرن السواء ومنطقة الضلعة المطلة على مديرية حبان محافظة شبوة». ونقل موقع وزارة الدفاع عن مصدر عسكري قوله إن «الوحدات العسكرية سيطرت على الطريق الرئيسي الرابط بين حضرموت وشبوة وأبين». وأشار المصدر إلى «سقوط عدد من الإرهابيين بين قتلى وجرحى»، ونقل الموقع عن قائد محور عتق تأكيده استمرار الحملة العسكرية وتوجهها نحو منطقة حبان. ودعا قائد المحور المواطنين إلى «التعاون حتى يتم الانتهاء من تطهير وتمشيط كافة المناطق والقرى والجبال ودك كل المعاقل التي يتحصن فيها الإرهابيون وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار والسكينة العامة في أوساط المواطنين».

في غضون ذلك قال مصدر عسكري لـ«رويترز» بأن انتحاريا يقود سيارة ملغومة قتل ستة جنود بجوار موقعهم في شبوة وهي إحدى محافظتين يمنيتين يحارب فيهما الجيش «القاعدة» وحلفاءها. وقال المصدر من جبهة القتال بأن الهجوم أسفر أيضا عن إصابة 20 جنديا. وتصاعدت الهجمات على الجيش وقوات الأمن بجنوب اليمن كثيرا منذ أن أطلق الجيش اليمني عمليته الأسبوع الماضي بهدف القضاء على «القاعدة». وتخشى دول غربية من أن يؤدي تفاقم انعدام الاستقرار في اليمن إلى إعطاء تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ذراع «القاعدة» في المنطقة فرصة لشن هجمات على أهداف خارج اليمن.

وتشن واشنطن منذ سنوات هجمات بطائرات من دون طيار لقتل أفراد وقيادات في التنظيم. ووقعت سلسلة هجمات يعتقد أنها لطائرات من دون طيار في محافظات بوسط وجنوب اليمن الشهر الماضي وقالت السلطات اليمنية أنها أسفرت عن مقتل نحو 65 من مقاتلي «القاعدة».

وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قال في كلمة الأسبوع الماضي بأن 70 في المائة من مقاتلي «القاعدة» في اليمن أجانب لكن التنظيم نفى الأمر في وقت لاحق. وذكر مسؤول محلي أن مهاجمين يشتبه بأنهم متشددون ألقوا قنابل يدوية على مبنى تابع للبنك المركزي في شبوة في وقت متأخر من مساء أول من أمس، مما أسفر عن إصابة جنديين.