الحكومة العراقية تشكل خلية لمعالجة «سدة الفلوجة» وسط اتهامات بتأخير متعمد

تقارير عن «تفجير عسكري» لتسهيل مرور مياه الفرات

TT

بعد يومين من التحذير الذي أطلقه رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي بإمكانية وصول مياه الفيضانات الناجمة عن إغلاق سدة الفلوجة من قبل مسلحي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) إلى مناطق الطمر الصحي في أطراف العاصمة بغداد، شكلت وزارة الموارد المائية خلية أزمة لمواجهة تداعيات الأزمة. وفي وقت أكد فيه أعضاء في البرلمان العراقي ينتمون إلى قضاءي الفلوجة وأبو غريب أن تجاهل الحكومة للفيضان الذي غمر مناطق واسعة من قضاء أبو غريب غرب بغداد كان لأسباب سياسية لمنع سكان المنطقة من المشاركة في الانتخابات، فإن لجنة الأمن والدفاع البرلمانية أكدت من جانبها أن الحكومة، وعلى ما يبدو، لا تملك الإرادة السياسية الكاملة لمعالجة هذا الملف.

وبعد أسابيع من بدء الأزمة، أعلنت وزارة الموارد المائية أمس عن تشكيلها لغرفة عمليات، تضم رؤساء الدوائر البلدية والماء والمجاري لمواجهة الفيضانات في قضاء أبو غريب وأطراف العاصمة بغداد. وقال بيان للوزارة إن «الوزارة سخرت كل الجهد الفني والهندسي التابع لها، وتعمل مع الوزارات الأخرى لمواجهة الفيضانات وحماية بغداد». وأضاف أن «الوزارة تعمل بجهد هندسي بلغ حتى الآن 31 قلابا وعشر جرافات وعدد كبير من المهندسين والفنيين لإنشاء سواتر ترابية لحماية منطقة أبو غريب». وأكد أن «اللجنة في حال انعقاد دائم وفي موقع الأزمة على مدار الساعة».

وفي سياق ذلك وطبقا للمعلومات التي أوردتها مصادر في قيادة عمليات الأنبار فإن «القيادة العامة للقوات المسلحة أجّلت الضربة التفجيرية التي كان من المقرر إنجازها يوم الأحد الماضي، لأسباب لم يعلن عنها». وأضاف المصدر أن «ضباط ومراتب الهندسة العسكرية جاهزون لتنفيذ عملية تفجير السد لتسهيل مرور مياه الفرات وإبعاد خطر الفيضان عن مناطق أبو غريب والفلوجة».

وأكد عضو البرلمان العراقي عن قضاء أبو غريب حميد الزوبعي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الحكومة تأخرت كثيرا في التعامل مع هذا الملف، ومن الواضح أن سبب التأخر كان طوال الأيام الماضية يتعلق بالانتخابات لأن المناطق التي شملها الفيضان وكلها ذات غالبية سنية لم يتمكن الكثير من أبنائها من الذهاب إلى صناديق الاقتراع». وأشار إلى أن «نحو 40 مدرسة غرقت بالكامل ولم تعد الطرق سالكة للتوجه إليها وإلى صناديق الاقتراع، وهو ما أدى إلى حرمان أكثر من 70 ألف ناخب من الإدلاء بأصواتهم، وهو أمر صب في خدمة جهة سياسية معينة».

وأكد الزوبعي أن «الحكومة سواء كانت فاشلة في التعامل مع هذا الملف أو أنها تريد تأخيره لأهداف أخرى فإنها لم تعد تمثل إرادة الجماهير، لا سيما في المناطق التي كانت وما زالت مستهدفة عبر عمليات الاعتقالات العشوائية والمداهمات فضلا عن ممارسات الإقصاء والتهميش». وأوضح أن «سيطرة المسلحين على سدة الفلوجة أمر في غاية الخطورة ولكن استمراره حتى اليوم مع وجود محاولات لتفجير السدة بدلا من طرد المسلحين منها يعني أن الحكومة عاجزة عن القيام بواجباتها حيال الناس». وكان مسلحون من تنظيم «داعش» قد سيطروا بداية الشهر الماضي على سدة النعيمية وأغلقوا بوابات السد، ما تسبب في قطع المياه على مدن الفرات الأوسط، وكذلك فيضان مدينة الفلوجة وقضاء أبو غريب، إلى جانب تهديد المناطق الغربية من العاصمة. وتقع سدة النعيمية على نهر الفرات (خمسة كيلومترا جنوب مدينة الفلوجة) وأُنجزت عام 1985 وتتكون من عشر فتحات لها بوابات هلالية، أبعاد كل منها 16 مترا عرضا و8.50 متر ارتفاعا.