الإبراهيمي يؤجل استقالته إلى نهاية مايو لإعطاء مجال لاختيار بديل

الترجيحات تنحصر بين أربعة مرشحين أبرزهم التونسي مرجان

الأخضر الإبراهيمي
TT

بدأت بورصة الترجيحات والترشيحات تشتعل بجدية في أروقة الأمم المتحدة للبحث عن بديل لخلافة الأخضر الإبراهيمي في منصب مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا. وبات من شبه المؤكد أن يتقدم الإبراهيمي باستقالته في أعقاب الإحاطة التي يقدمها لمجلس الأمن يوم 13 مايو (أيار) الجاري.

وتوقعت مصادر دبلوماسية بالأمم المتحدة أن يقدم الوسيط الجزائري المخضرم استقالته نهاية مايو. وتولى الإبراهيمي (80 عاما) منصبه الحالي في سبتمبر (أيلول) 2012 بعد استقالة سلفه كوفي أنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة. ولوح الإبراهيمي بالاستقالة عدة مرات خلال عمله بعد عراقيل كثيرة واجهت جهوده ومحادثاته بين أطراف الصراع السوري للتوصل إلى حل سياسي وتنفيذ بنود اتفاقية جنيف للسلام. وأعلن الإبراهيمي في تصريحات علنية وفي مشاوراته مع الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي «إحباطه وشعوره باليأس» من عجزه عن إحراز أي تقدم في الصراع السوري للتوصل إلى حل سياسي. وترأس الإبراهيمي جولتين من محادثات السلام بين الحكومة والمعارضة السورية في جنيف في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) لكنها فشلت في التوصل إلى نتائج ملموسة.

ويبقى على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اتخاذ قرار بشأن قبول استقالة الإبراهيمي وتعيين خليفة له للمنصب، ومن المتوقع أن يجري مشاورات مع الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن إضافة إلى تركيا وألمانيا حول الأسماء المطروحة للمنصب.

واجتمع كي مون مع الإبراهيمي يوم الجمعة الماضي لمناقشة الأوضاع في سوريا، وتشير تسريبات إلى أن الإبراهيمي كان ينوي تقديم استقالته في ذلك الاجتماع لكنه استجاب لطلب الأمين العام للأمم المتحدة تأجيل الاستقالة حتى نهاية الشهر لإعطاء فرصة لتحديد بديل، حتى لا يترك المنصب فارغا في خضم الأزمة المتفاقمة، وفي ظل الانتخابات السورية الرئاسية المزمع إجراؤها في الثالث من يونيو (حزيران) المقبل.

وذكرت مصادر أن هناك خلافات وانقسامات تسود المحادثات بين الأمم المتحدة والجامعة العربية حول من سيخلف الإبراهيمي في المنصب وتشير تقارير صحافية أنه من المرجح أن يعين مبعوث جديد لسوريا يقدم تقاريره إلى الأمم المتحدة فقط بسبب الانقسامات العميقة داخل الجامعة العربية حول سوريا. وتضم لائحة الترجيحات لشغل المنصب عددا من أبرز الدبلوماسيين من بينهم خافيير سولانا السياسي الإسباني الذي شغل منصب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ومنصب الأمين العام للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي.

كما تضم كيفن مايكل راد، البريطاني الأصل الذي شغل منصب رئيس وزراء أستراليا مرتين وشغل منصب وزير الخارجية في حكومة رئيسة الوزراء الأسترالية الحالية جوليا غيلارد حتى استقالته في فبراير 2012. ويعمل حاليا كبير باحثين في كلية جون كيندي للدراسات الحكومية بجامعة هارفارد.

ورفض راد الرد على تلك التكهنات تعيينه مبعوثا لسوريا، وقالت المتحدثة باسمه بأنه «يفتقر إلى المهارات اللغوية المطلوبة لهذا المنصب وهي القدرة على التحدث باللغة العربية»، مؤكدة أنه يترأس حاليا مشروعا بحثيا حول العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.

ومن الأسماء المطروحة البريطاني مايكل ويليامز وهو من قدامى المحاربين البريطانيين لدى الأمم المتحدة. وعمل صحافيا ميدانيا لدى شبكة «بي بي سي» وله خبرة في تغطية الصراعات في كمبوديا ويوغسلافيا السابقة وعمل منسقا لمنظمة الأمم المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وفي لبنان كما عمل مستشارا لمنطقة الشرق الأوسط لرئيس الوزراء البريطاني السابق غوردن براون.

ويعد السياسي الدبلوماسي التونسي كمال مرجان من أبرز الأسماء المطروحة بقوة، وكان شغل منصب وزير الدفاع ومنصب وزير الخارجية في عهد الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي. وهو يرأس حزب المبادرة الذي شكله عام 2011. ويملك مرجان خبرة طولية في العمل الدبلوماسي حيث عمل لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لأكثر من 19 عاما وشغل خلالها منصب مدير جنوب غربي آسيا ومدير شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وعين عام 1996 في منصب الممثل الدائم لتونس في الأمم المتحدة، وفي عام 1999 عينه الأمين العام للأمم المتحدة ممثلا خاصا له في الكونغو وكانت مهمته الأساسية تشكيل بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.