السيسي يصف خادم الحرمين «بحكيم العرب وكبيرهم» ويشيد بالدعم السعودي ـ الإماراتي ـ الكويتي

قدم رؤيته لحل المشاكل الاقتصادية في مصر وتعهد بإقصاء «الإخوان» .. وكشف عن تعرضه لمحاولتي اغتيال

المشير عبد الفتاح السيسي قائد الجيش المصري السابق خلال حواره التلفزيوني ليلة أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

وصف المشير عبد الفتاح السيسي المرشح الرئاسي في مصر، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بحكيم العرب وكبير العرب، وقدم كل الشكر والاحترام إليه وللسعودية على ما قدم لمصر من دعم ومساندة. كما أشاد بدولة الإمارات قائلا إن الشيخ زايد لم يمت، وقدّم الشكر لكل من الشيخ خليفة بن زايد والشيخ محمد بن زايد، وكل قيادات دولة الإمارات. وقال لأهل الإمارات «حافظوا على بلادكم، حتى لا يصلكم الشر».

وقال إن ما قدم لمصر من الأشقاء العرب في السعودية والكويت والإمارات كثير، مشيرا إلى أنه تجاوز العشرين مليار دولار، وأن الدعم المقبل أهم. وأشاد السيسي بدعم دولة الكويت، مضيفا أن مصر في محنة، وأن الكويت سبق وأن مرت بتجربة المحنة، وإن اختلف المضمون. وقال السيسي في الجزء الثاني من حواره مع الفضائيات المصرية، إنه يراهن على دعم الأشقاء العرب والمصرين في الخارج ورجال الأعمال المصرين، وترشيد الإنفاق وتدوير الموارد، كما تحدث عن خطط عاجلة لإنقاذ الفقراء، وعدم تركهم للانتظار.

كما تحدث السيسي عن برنامجه الانتخابي والمدد الزمنية لتنفيذ عدد من المشاريع، وحل مشاكل الطاقة، وتخفيض الأسعار بما في ذلك إعطاء المحافظات، مساحات جديدة في الصحراء للتوسع.

ورفض السيسي، إجراء أي مصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدا في أول حوار إعلامي له بعد ترشحه، أنه «لن يكون هناك وجود للجماعة إذا ما شغل المنصب». وقال مراقبون لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «ذلك ينذر باستمرار الصراع ونقص الاستقرار في البلاد لفترة أطول؛ في ظل إصرار الجماعة على لعب دور في الحياة السياسية».

وقاد السيسي، عندما كان وزيرا للدفاع، عملية عزل الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو (تموز) الماضي، بعد احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه. وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي أعلنت الحكومة الإخوان رسميا جماعة «إرهابية». وتجري الانتخابات الرئاسية يومي 26 و27 من الشهر الحالي، وتقتصر المنافسة بين السيسي وزعيم التيار الشعبي حمدين صباحي، الذي واصل جولاته الميدانية أمس لعرض برنامجه الانتخابي.

وقال السيسي في الحوار الذي أذيعت حلقته الأولى مساء أول من أمس إن «المصريين يرفضون فيما يبدو المصالحة مع جماعة الإخوان»، مؤكدا أنه كذلك سيرفض وجود جماعة الإخوان في الحياة السياسية المصرية. وأوضح أن «المصريين قالوا في 30 يونيو (حزيران) لا للإخوان والآن يقولون لا»، مشيرا إلى أن «إرادة المصريين هي التي أنهت حكم الإخوان»، ودعته للترشح للرئاسة.

وأكد السيسي أنه لم يخطط لتولي حكم مصر لأن فكرة الخطة تعني قلة احترام الشعب، مضيفا أن «بيان الثالث من يوليو الذي ألقاه (عقب عزل مرسي) كان واضحا عندما أكد أن إرادة المصريين أكبر من البحث عن أي سلطة»، وأشار إلى أن «أي وطني مسؤول كان سيشعر بمسؤولية بلده التي تدفعه للتقدم وتجنب ترك مصر لتواجه التحديات والتهديدات داخلها وخارجها».

وأفاد السيسي أنه حسم أمره للترشح لرئاسة الجمهورية يوم 27 فبراير (شباط) الماضي بعد إحساسه بالظهير الشعبي واستدعاء البسطاء له، وتابع أن «المصريين عندما تجتمع إرادتهم على شيء يفعلونه، وأن نزول المصريين بالملايين في الاستفتاء على الدستور كان تكليفا بضرورة الترشح للرئاسة». كما لفت إلى أن مصر لن تدار بعقلية رجل المخابرات، في حال فوزه برئاسة الجمهورية، مشيرا إلى أن القائد العسكري يتعلم الإدارة في المناصب المتنوعة التي يتولاها، وأضاف أنه درس خارج مصر في إنجلترا والولايات المتحدة، مشيرا إلى أن تلك الدراسات تضاف إلى رصيد ثقافته.

وكشف المشير عن تعرضه لمحاولات اغتيال، قائلا إنه «جرى رصد محاولتين لاغتيالي»، لكنه أكد أنه «يؤمن بالله ولا يخاف إلا منه. ويعلم جيدا أن عمره محسوب بالنفس». وعن ترشحه للرئاسة قال إن ثقافة القوات المسلحة تحمل إنسانيات عالية جدا وليست مجرد صرامة فقط، وأشار إلى أن إخطاره للقوات المسلحة بالترشح كان أمرًا ضروريًا لوجود ترتيبات وتغييرات تبنى على هذا القرار؛ وأوضح أنه استشار أسرته قبل اتخاذ قرار الترشح للرئاسة، وكان رد زوجته أنه «ليس لديك خيار».

وحول إذاعة بيان ترشحه للرئاسة بالزي العسكري، أوضح أن الزى العسكري بالنسبة له يمثل قيمة عظيمة، منوها إلى أنه أراد من ذلك أن يوجه كلمة شكر إلى كل زملائه في القوات المسلحة. ونفى السيسي، أن يكون مرشح المؤسسة العسكرية لرئاسة الجمهورية، مؤكدًا أن الجيش لن يتدخل في حكم البلاد.

ودافع السيسي عن قانون التظاهر الذي صدر قبل أشهر ويطالب سياسيون بإلغائه، مؤكدا أن القانون كان من أهم أدوات ضبط حالة العنف والفوضى التي تمر بها مصر، لافتا إلى أن الأمور والتحديات التي تواجهها البلاد كانت تتطلب إصدار القانون وتفعيله، وأنه كان مطلبا جماعيا من كل أعضاء الوزارة وليس الداخلية والدفاع فقط.

من جانبه، قال الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية بالقاهرة، لـ«الشرق الأوسط» أمس إن حوار المشير تجاهل قضايا البرنامج الانتخابي، واسترسل في شخصيته وخلفيته الأسرية، وكيف اتخذ قراره بالترشح في الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أن «المشير بدا خلال الحوار أنه شخصية حازمة وحاسمة، خاصة في رغبته في تغييب أي دور لجماعة الإخوان المسلمين خلال فترة رئاسته ونفيه لأي تصالح معهم».

ورأى السيد أن «انتهاء الإخوان تماما مسألة مستحيلة»، مؤكدا «أنهم - وبصرف النظر من موقفهم أو آرائهم والأعمال التي يقومون بها - فإنهم قطاع مهم من المصريين، ومنهم أساتذة جامعات ومهندسون وأطباء. وهم مصرون على أن يكون لهم دور في الحياة السياسية أيا كان شكله، ولذلك فإن هذا لا ينذر بأن تعود مصر إلى الاستقرار السياسي من خلال تلك السياسات».

وحول لجوء المشير السيسي إلى عقد لقاءات إعلامية مغلقة، مقابل اتجاه منافسه صباحي للمؤتمرات الجماهيرية في المحافظات، أكد السيد أن «الشعب المصري يفضل أن تكون هناك لقاءات مباشرة مع المرشحين لمنصب الرئيس حتى يتمكن من أن يتعرف عليهم عن قرب، لكن المخاوف الأمنية لدى السيسي تحول بينه وبين ذلك.. لكن يظل قطاع كبير من المصريين يؤيد السيسي دون أي تحفظ، ومن ثم فربما لن يؤثر ذلك في فرص فوزه بالانتخابات، لكن على الأقل ربما لن تمكنه من زيادة شعبيته من الناخبين المصريين». وشدد أستاذ العلوم السياسية على أن «السيسي ما زال يتمتع بمزايا لم تتوافر لصباحي قد تزيد من فرص فوزه، لكن يجب الانتظار لمعرفة تأثير الحملات الانتخابية على المصريين وما إذا كان صباحي سيتمكن من الاستفادة من الميزة النسبية التي يتمتع بها، وهي فرصته في التجول بالشارع ولقاء المواطنين».

في المقابل، قال صباحي خلال مؤتمره بالمحلة إن «أهم الأهداف التي يسعى لتحقيقها حال وصوله للرئاسة هي العدالة الاجتماعية، وهو لا يعني توزيع الفقر، إنما الزيادة الهائلة في الإنتاج والعدالة في التوزيع». وأكد صباحي على إلغاء قانون التظاهر والإفراج عن معتقلي الرأي. وأعلن أمس حزب «مصر الحرية»، الذي يرأسه السياسي البارز عمرو حمزاوي، تأييده ودعمه لصباحي.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط (الرسمية) عن مصدر مطلع أن لقاء جرى أمس بين مسؤولين في بعثة الاتحاد الأفريقي بالقاهرة ولجنة انتخابات الرئاسة للاتفاق على الإجراءات الخاصة بطلب الاتحاد للمشاركة في متابعة انتخابات الرئاسة من خلال بعثة قوامها خمسون شخصا. وقال المصدر إنه «جرى الاتفاق خلال اللقاء على طلب المشاركة».

وكان الاتحاد الأفريقي قرر تعليق أنشطة مصر عقب عزل مرسي. وقال المصدر إن تطور موقف الاتحاد يأتي ليمثل اعترافا واضحا بخارطة الطريق التي التزمت الحكومة المصرية بتنفيذها وبالانتخابات الرئاسية المقبلة، ويعكس الجهود المكثفة التي قام بها جهاز الدبلوماسية المصرية ونشاط وزير الخارجية نبيل فهمي غير المسبوق في أفريقيا. وقال المستشار الدكتور عبد العزيز سالمان، الأمين العام للجنة الانتخابات الرئاسية، في تصريح له أمس إن البعثة الأفريقية أكدت للجنة الانتخابات الرئاسية، أنهم في غير حاجة لتوقيع بروتوكول تعاون، وأنهم مطمئنون تمام الاطمئنان إلى أن العملية الانتخابية ستسير على خير ما يرام دون معوقات أو عراقيل.