ترقب عملية عسكرية موسعة في الفلوجة

شيوخ من الأنبار يشككون في إمكانية نجاح «مبادرة العشائر»

TT

في وقت أعلن فيه رئيس مجلس محافظة بغداد، رياض العضاض، انخفاض مناسيب المياه في مناطق أبو غريب جراء غلق «سدة الفلوجة» من قبل مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) - بدأ الجيش العراقي تحركا باتجاه مدينة الفلوجة التي يسيطر عليها منذ نحو أربعة أشهر مقاتلو «داعش» الذين أعلنوا دولة إسلامية فيها. وقال مصدر عسكري عراقي أمس إن «اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات الجيش، مدعومة بالدبابات والمدرعات، وعناصر مسلحة تابعة لتنظيم (داعش)، خلال عملية اقتحام مناطق الفلاحات والحلابسة والبوعلوان، (20 كيلومترا غرب الفلوجة)، ومنطقة البوهوة وسط ناحية العامرية، (18 كيلومترا جنوب الفلوجة)، مما أسفر عن مقتل عشرة من المسلحين»، مبينا أن «الاقتحامات تجري بدعم من طيران الجيش». وأضاف المصدر أن «القوات العسكرية عملت على التمركز في تلك المناطق ونشر وحدات قنص لمعالجة تحركات مسلحي التنظيم»، مشيرا إلى أن «المروحيات تمكنت من تدمير شاحنة محملة بالأسلحة والصواريخ، وأربع أو خمس عجلات أخرى». وأوضح المصدر أن «قوات الجيش تعمل على تطهير تلك المناطق استعدادا لاقتحام الفلوجة خلال الأيام القليلة المقبلة». في سياق ذلك، أكد رئيس مجلس محافظة بغداد، أمس، أن مناسيب المياه التي تتدفق من نهر الفرات بعد غلق سدة الفلوجة من قبل مسلحي «داعش» قد انخفضت، وذلك بعد تحويلها إلى «القناة الموحدة». فيما أكد الشيخ حميد الكرطاني، وهو أحد شيوخ الفلوجة، لـ«الشرق الأوسط»، أن «مسلحي (داعش) ما زالوا يسيطرون على سدة الفلوجة ويتحكمون فيها». وردا على سؤال بشأن ما إذا كان انخفاض مناسيب المياه التي تهدد مساحات واسعة من مناطق حزام بغداد بالغرق بسبب فتح السدة، قال الكرطاني إن «الجيش لم يتمكن بعد من إحكام سيطرته على السدة، ومن ثم هي بيد المسلحين، ولكن الجهات الحكومية في بغداد عملت على تحويل المياه باتجاه المصب العام على أمل أن تجري السيطرة على السدة، لا سيما أن هناك أنباء لا يزال تداولها جاريا بشأن تفجير السدة بالصواريخ». وكان رئيس مجلس محافظة بغداد، العضاض، أشار إلى أن «تدفق المياه من مناطق أبو غريب كان بشكل كبير باتجاه مناطق أخرى من القضاء حتى كاد يصل إلى منطقة الشعلة، لكن فتح قوات الجيش القناة الموحدة باتجاه الفرات حسر المياه وجعلها تنخفض بصورة كبيرة في مناطق أبو غريب». ولفت العضاض إلى أنه «بحسب معلوماتنا، فإن قوات الجيش تشتبك الآن مع التنظيمات المسلحة للسيطرة على سدة النعيمية في مدينة الفلوجة لإعادة السيطرة عليها وفتح أبوابها، وهذا ما يسهم في تقليل فيضان مناطق غرب بغداد»، داعيا «الحكومة إلى حسم هذا الأمر في أسرع وقت، لا سيما بمناطق بغداد لما فيه مصلحة لأهالي العاصمة والعراق بصورة عامة». وأكد العضاض أن «أمر حسم معركة الفلوجة وأطراف بغداد قد يكون له تفسيران؛ إما كونه فوق إمكانية الحكومة الاتحادية وإما تداخل الإرهابيين مع المدنيين، مما يصعب معالجة الأمر».

وفي سياق متصل، أكد الشيخ غسان العيثاوي، أحد رجال الدين وشيوخ العشائر في الرمادي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «مسألة اقتحام الجيش للفلوجة أمر لا يزال بعيدا على ما يبدو، حيث إنه، وطبقا للمعلومات التي لدينا، فإن هناك اشتباكات في مناطق خارج المدينة وبعضها يبعد عدة كيلومترات، مما يجعل أمر الحسم العسكري ليس وشيكا». وفيما بين أنه لا يستطيع الحديث نيابة عن الجيش في مثل هذه الأمور، إلا أنه أشار إلى أن «المسلحين في الفلوجة يتحصنون بشكل جيد ولديهم أسلحة وإمكانات وقد تمكنوا خلال الشهور الماضية من تحصين أنفسهم بشكل كبير، حيث كان المفروض أن تجري عملية تحرير المدينة في وقت مبكر بطريقة تضمن خروج الأهالي قبل أن يتمكن المسلحون من السيطرة على المدينة بمن فيها».

وحول مدينة الرمادي، قال العيثاوي: «اللافت للنظر أن هناك هدوءا تاما منذ أيام في الرمادي وفي أطرافها، حيث لم يحصل أي تعرض لا من قبل الجيش باتجاه المسلحين ولا المسلحين باتجاه القطعات العسكرية».