اشتباكات بعد إغلاق الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى وسط مخاوف فلسطينية من تقسيمه مكانيا وزمانيا

مدير أوقاف القدس قال لـ«الشرق الأوسط» إن على «عقلاء إسرائيل كبح جماح المتطرفين»

TT

أغلقت السلطات الإسرائيلية بوابات المسجد الأقصى في مدينة القدس، أمس، أمام المصلين المسلمين وسمحت لجماعات يهودية متطرفة باقتحام باحاته، في خطوة فسرها الفلسطينيون بأنها بداية تنفيذ مخطط تقسيم المسجد، زمانيا ومكانيا.

ومنعت الشرطة الإسرائيلية المصلين من دخول المسجد منذ ساعات الصباح الباكر، فيما سمحت لنحو 70 مستوطنا، بإقامة جولات في المكان، بمناسبة الذكرى الـ66 لتأسيس إسرائيل.

وقال عزام الخطيب، مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس وشؤون المسجد الأقصى، إن «هذه الاقتحامات تحدث يوميا، لكن هذه المرة كان العدد أكبر. (أول من) أمس (الاثنين) اقتحم 13 مستوطنا ساحات المسجد، واليوم (أمس) نحو 76 شخصا اقتحموا المكان».

وحذر الخطيب في حديث مع «الشرق الأوسط» من مغبة مضي إسرائيل قدما في مخطط «تقسيم المسجد» قائلا إن «السلطات الإسرائيلية تنتهج خطة إفراغ المسجد من المصلين في فترة الصباح والسماح للمستوطنين باقتحامه». وشدد على أن هذه المحاولات في نهاية الأمر لن تنجح، لأن «للمسجد من يحميه». وأضاف: «في النهاية لن ينجحوا، هذا مستحيل. لكني أقول إنه يجب أن يكون هناك عقلاء في إسرائيل كي يكبحوا جماح المتطرفين الذين يثيرون مشاعر المسلمين، وقد يجرون المنطقة إلى أمور لا تحمد عقباها ولا نؤيدها ولا نريد أن نصل لها».

وأدى إغلاق الأقصى إلى مواجهات بين شبان غاضبين والشرطة الإسرائيلية في شوارع البلدة القديمة في القدس وقرب بوابات المسجد من الخارج. وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها اعتقلت فلسطينيين رشقوا قواتها بالحجارة.

وزاد من التوتر في القدس إصابة شاب فلسطيني (20 سنة) بجراح متوسطة في مدينة القدس بعد تعرضه للطعن بالسكين على يد شاب يهودي، وفقا لما نشره موقع الشرطة الإسرائيلية، التي باشرت بالتحقيق في الحادث وسط شكوك بأن عملية الطعن جرت إثر نشوب شجار في شارع «برزاني» في مدينة القدس.

وكان مئات من الفلسطينيين احتشدوا في محيط الأقصى، أمس، تلبية لدعوات نفير أطلقها مسؤولون وناشطون ورجال دين للتصدي إلى حملة أعلنت عنها منظمات «الهيكل» لاقتحام الأقصى في «عيد الاستقلال».

وقالت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» في بيان: «إن الاحتلال حاصر المسجد الأقصى منذ ساعات الصباح الباكر، وكثف من وجوده عند البوابات وفي أزقة القدس، استمرارا لحصاره»، الذي بدأ مساء أول من أمس. وأضافت: «في هذه الأجواء الاحتلالية والتفريغ شبه الكامل للمسجد الأقصى، اقتحم نحو 60 مستوطنا المسجد الأقصى ودنسوه من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من قوات الاحتلال».

وحذرت «مؤسسة الأقصى» من هذا «التصعيد الاحتلالي الخطير»، وطالبت «الأمة الإسلامية بتحرك عاجل وجاد وحقيقي لإنقاذ المسجد الأقصى، والتصدي للمخاطر التي تواجه المسجد».

وعادة ما يستغل غلاة اليهود الأعياد في كل عام من أجل تنفيذ اقتحامات للمسجد الأقصى الذي يضم إلى جانب المسجد، قبة الصخرة وحائط البراق (المبكى)، الذي يعده اليهود مقدسا لأنه يؤوي، بحسب عقيدتهم، «الهيكل».

ومنذ فترة طويلة حذر الفلسطينيون من وجود نوايا إسرائيلية لتقسيم المسجد الأقصى مكانيا وزمانيا، على غرار ما حدث في الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل الذي يصلي فيه مسلمون ويهود كل في منطقة محددة له.

وخلال الشهرين الماضيين، بدا أن الإسرائيليين ماضون في هذا المخطط، خصوصا أن نواب كنيست دعوا إلى مناقشة مشروع جديد بهذا الصدد. وقال مركز معلومات وادي حلوة في القدس إن «التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق في المسجد الأقصى المبارك بلغ ذروته في أبريل (نيسان) الماضي، إذ تعددت وتنوعت أساليب الانتهاكات في المسجد، على الصعيد الحكومي وقوات الاحتلال وقطعان المستوطنين».

ومن جهته، دعا وزير الأوقاف والشؤون الدينية في السلطة الفلسطينية، محمود الهباش، إلى «زحف إسلامي عربي إلى المسجد الأقصى لممارسة الحقوق الدينية ولدعم صمود ونضال القدس في ظل المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير الواقع الجغرافي والديموغرافي في المدينة المقدسة». وأكد في بيان «ضرورة إيقاظ الشعور الديني لدى المسلمين تجاه القدس، وإلى إعادة إحياء التواصل بين المسلمين والقدس، وتشجيع تكثيف الزيارات الدينية لها، من قبل مسلمي العالم الإسلامي لها ولمساجدها التي تحاصر بشكل يومي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي».