بان كي مون: كير ومشار وافقا على اللقاء نهاية الأسبوع في أديس أبابا

مصادر أميركية تتحدث عن عقوبات خلال أيام

TT

أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن زعيم التمرد في جنوب السودان رياك مشار سيلتقي الرئيس سلفا كير ميارديت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا يوم الجمعة المقبل للتوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة في البلاد، واصفا الأوضاع الإنسانية بـ«السيئة».

وتأتي زيارة كي مون بعد الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى جوبا لممارسة الضغوط على الأطراف المتحاربة، في وقت أشارت فيه مصادر دبلوماسية أميركية إلى أنه من المتوقع أن تفرض الولايات المتحدة عقوبات على أفراد في طرفي الصراع في الأيام القادمة.

وقال كي مون الذي وصل إلى جوبا أمس في مؤتمر صحافي، بعد أن أجرى لقاء مع كير وعدد من المسؤولين، إن مشار أبلغه أنه سيذهب إلى أديس أبابا للمشاركة في المحادثات مع كير بنهاية الأسبوع. وكانت دعوة مشار لزيارة إثيوبيا ولقاء كير بحسب المقترح الذي قدمه كيري الجمعة الماضية.

وأشار الأمين العام إلى أن مشار، الذي تحدث معه هاتفيا من مكان اختبائه في جنوب السودان، أكد أنه سيبذل كل جهوده للذهاب إلى أديس أبابا من أجل تحقيق السلام، وأن مشار أبلغه أن موقعه النائي قد يصعب من وصوله في التاسع من مايو (أيار) الحالي، وتوقع أن يقوم رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريام ديسالين بتسهيل الحوار بين كير ومشار. وغادر كي مون جوبا بعد أن أنهى لقاءاته مع المسؤولين في الدولة المضطربة وزار مقر بعثة الأمم المتحدة في عاصمة جنوب السودان، كما التقى بعدد من النازحين في معسكر داخل مقر البعثة الدولية.

من جانبه، وصف وزير الخارجية في جنوب السودان الدكتور برنابا مريال بنجامين زيارة كي مون بالناجحة، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنها «زيارة مهمة للأمين العام ليرى بنفسه الأوضاع على الأرض»، مؤكدا أن لقاء كير ومشار قائم في موعده، وأن «كير سيصل إلى أديس أبابا وسيعمل من أجل السلام».

وكانت مصادر دبلوماسية أميركية كشفت عن اتجاه الولايات المتحدة لفرض عقوبات على أفراد في طرفي الصراع في الأيام القادمة. وقالت المصادر، التي طلبت حجب أسمائها، إن العقوبات سوف تتضمن حظرا على السفر إلى الولايات المتحدة وتجميد أي أموال تخضع للاختصاص القضائي الأميركي. وأضافت المصادر لوكالة «رويترز» أن أفرادا من جانبي المتمردين والحكومة سوف تشملهم العقوبات، دون تحديد أسماء.

وقال مسؤول أميركي عن التوقيت المتوقع لهذه الخطوة: «في الأيام القادمة». وأكدت مصادر أخرى أن الولايات المتحدة اتخذت بالفعل قرارا بمعاقبة عدة أفراد. ورفضت المصادر أن تفصح عن هوية من سيفرض عليهم عقوبات خشية أن يسارعوا إلى تحويل أموالهم بعيدا عن متناول السلطات الأميركية. وجاءت أنباء هذا التحرك الأميركي الوشيك في حين هدد كيري بفرض عقوبات على مشار إذا رفض مفاوضات السلام.

من جهة أخرى، أعلن المتمردون سيطرتهم على مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة النفطية، بعد أن كانت القوات الحكومية أعلنت السبت الماضي سيطرتها عليها، وتبادلت القوات الحكومية والمتمردون السيطرة على المدينة عدة مرات منذ بدء الحرب في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وكان الطرفان وقعا أول من أمس اتفاقيتين تتعلقان بالقضايا الإنسانية وهدنة بين الطرفين مدتها شهر، غير أن الطرفين لم يحترما اتفاق وقف الأعمال العدائية في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث اشتد القتال بينهما رغم تحذيرات دولية من احتمال حدوث عمليات إبادة جماعية.