ولي العهد دشن المبادرة المرورية «الله يعطيك خيرها» ويكرم القائمين عليها

التقى رئيس وأمناء مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة

ولي العهد السعودي في صورة تذكارية مع رئيس وأعضاء مجلس أمناء مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة أمس (واس)
TT

دشن الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي في مكتبه بجدة أمس، المبادرة الوطنية للسلامة المرورية «الله يعطيك خيرها» وهي تأتي بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي يولي اهتماما بالغا بكل ما يهم المواطن والوطن وما يوليه من حرص كبير بحياة المواطن السعودي وخاصة الناحية الإنسانية، لا سيما أن جمعية الأطفال المعوقين بالسعودية منحته جائزة الجمعية للخدمة الإنسانية تقديرا وعرفانا له.

وكان ولي العهد، استقبل أمس الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين، والأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة والوزراء والأعضاء العاملين والمتطوعين في الحملة، وجاء حفل التدشين للمبادرة الوطنية التي تتبناها جمعية الأطفال المعوقين بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور.

من جهته ألقى الأمير سلطان بن سلمان أمام ولي العهد والحضور، كلمة أكد فيها أن كل ما يجري من عمل في بلاده من مؤسسات سواء حكومية أو خيرية «يجب أن يكون له الجانب الإنساني ويجب أن يكون المواطن هو المستفيد الأول»، وقال بأن هذه المبادرة «انطلقت من جمعية الأطفال المعوقين التي أشرفتم منذ أكثر من 25 عاما بتأسيسها وإطلاقها في مدينة الرياض وهي اليوم جمعية تدير أكثر من أحد عشر مركزا في أنحاء المملكة ولديها مبادرات رائدة في العمل الخيري والإنساني من أهمها هذه المبادرة»، مبينا أنها مبادرة «تخاطب قضية حساسة وقضية خطيرة ناتجة عن تعدد وكثرة حوادث السيارات وما يسببه ذلك من الإعاقة والوفاة بشكل يومي»، وقدم شكره لولي العهد «على إتاحة هذه الفرصة اليوم في وقتكم الضيق»، ولشركاء المبادرة وزارات الداخلية والثقافة والإعلام، والشركاء الممولين، شركة أرامكو وشركات السيارات المتعددة.

وقال «ننطلق اليوم حتى نتعاون جميعا في حماية المواطنين وحماية الأطفال والأسر مما يحدث اليوم من هذه الإعاقات المتسبب فيها الذين يتهورون في سرعة السيارات والذين يغامرون بحياة الناس الآخرين، ولذلك نحن أطلقنا هذه المبادرة لصد نوع من الأعمال الإجرامية التي تأتي من الأشخاص الذين يعتقدون أن فقط السرعة بحد ذاتها تكفي كسرعة ولكن حقيقة يعتبر عملا يرهب الآخرين ويسبب مآسي كبيرة جدا من خلال التهاون بأنظمة المرور، وهي حملة لأول مرة بهذا الحجم في المملكة العربية السعودية».

كما كرم الأمير سلمان الجهات الراعية والداعمة للحملة «شركة أرامكو السعودية وشركة توكيلات الجزيرة للسيارات فورد، وشركة الجميح للسيارات، وشركة موبايلي، وشركة الوعلان للسيارات هيونداي، وشركة بن سمار للتجارة والمقاولات، ورابطة دوري المحترفين السعودي لكرة القدم، وصحيفة (سبق) الإلكترونية، وهيئة الإذاعة والتلفزيون السعودي، ووكالة الأنباء السعودية التي تسلمها الدكتور عبد العزيز خوجه وزير الثقافة والإعلام».

وتأتي الحملة التي انطلقت خلال الثلاثة الأشهر الماضية على مستوى منطقة الرياض فيما بينت إحصائيات رسمية أن السعودية تفقد يوميا قرابة العشرين شخصا بسبب الحوادث المرورية، 70 في المائة من فئة الشباب وقرابة 35 إعاقة جديدة يوميا بسبب الحوادث، و30 في المائة من أسرة المستشفيات مشغولة بمصابي حوادث المرور، و80 في المائة من الإعاقات الحركية المسجلة في المملكة بسبب حوادث مرورية، نتجت عن 1400 حادث بشكل يومي، خاصة أن عدد المركبات في المملكة قرابة 9 ملايين و600 ألف مركبة، وتدخل في الخدمة 600 ألف سيارة كل عام بحسب إدارة السلامة المرورية في الإدارة العامة للمرور.

وكان الأمير سلمان بن عبد العزيز وجه في وقت سابق، بإضافة لفظ الجلالة لتتحول من «يعطيك خيرها»، إلى «الله يعطيك خيرها»، كمبادرة وطنية تنشر الوعي وتزيد من رفع مستوى المسؤولية لدى السائقين خاصة أن 85 في المائة من الحوادث المرورية تقع بأسباب العامل البشري.

من جانب آخر، استقبل ولي العهد السعودي بجدة أمس، الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس أمناء مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة وأعضاء مجلس الأمناء المعنيين ببرنامج الوصول الشامل، واستمع ولي العهد خلال الاستقبال إلى إيجاز من الأمير سلطان بن سلمان عن المركز وما تحقق من أهداف خلال الفترة الماضية وكذلك برامجه المستقبلية، وبين أن برنامج الوصول الشامل يأتي تجسيدا لما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين من رعاية واهتمام لفئة الأشخاص ذوي الإعاقة ولبقية فئات المجتمع المنتفعين من هذا البرنامج الوطني العام، مشيرا إلى أن البرنامج يحظى بتقدير واعتزاز المواطنين وفئة الأشخاص ذوي الإعاقة بصفة خاصة.

الجدير بالذكر أن برنامج الوصول الشامل الذي يعد أحد أهم إنجازات مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة بالتضامن مع عدد من الجهات ذات العلاقة، هو جزء مهم من نظام رعاية المعوقين المقر من الدولة عام 1421هـ حيث نصت المادة «الثالثة» من هذا النظام على أن يحدد المجلس الأعلى لرعاية المعوقين بالتنسيق مع الجهات المختصة الشروط والمواصفات الهندسية والمعمارية باحتياجات المعوقين في أماكن التأهيل والتدريب والتعليم والرعاية والعلاج وفي الأماكن العامة وغيرها من الأماكن التي قد تستعمل لتحقيق أغراض هذا النظام على أن تقوم كل جهة مختصة بإصدار القرارات اللازمة لذلك.