رئيس الوزراء المصري: القاهرة تعود بقوة إلى قلب أفريقيا

محلب يزور غينيا الاستوائية لبحث شؤون الاتحاد القاري

رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب لدى استقباله أمس في عاصمة غينيا الاستوائية (موقع الحكومة المصرية)
TT

بدأ المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء المصري، أمس، جولة أفريقية جديدة في جمهورية غينيا الاستوائية، تستمر ثلاثة أيام حتى غد السبت، في ثاني زيارة خارجية له منذ تقلده مهام منصبه في مارس (آذار) الماضي، وسبق أن زار محلب تشاد وتنزانيا في أبريل (نيسان) الماضي. فيما قال مصدر مطلع بمجلس الوزراء، إن «محلب سيوضح خلال زيارته موقف مصر من استكمال (خريطة الطريق) والاستعدادات لإجراء الانتخابات الرئاسية، وأهمية عودتها لعضوية الاتحاد الأفريقي كونها أحد مؤسسيه». وأضاف المصدر المطلع، أن «رئيس الوزراء سينقل خلال الزيارة رسالة من الرئيس المصري عدلي منصور إلى الرئيس تيودور أوبيانج نجويما رئيس غينيا الاستوائية، تتعلق بتطورات الأوضاع الإقليمية والأفريقية والعلاقات بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها».

وقال مجلس الوزراء إن «الجولة تأتي في إطار حرص مصر على تطوير أواصر التعاون والصداقة مع الأشقاء الأفارقة وتعزيز الدور المصري على الساحة الأفريقية، حيث يتضمن جدول أعمال محلب لقاءات مع كبار المسؤولين في غينيا الاستوائية، فضلا عن توقيع عدد من البروتوكولات بين البلدين».

وجمد الاتحاد الأفريقي عضوية مصر عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي من الحكم مطلع يوليو (تموز) الماضي، بعد احتجاجات شعبية عارمة ضده. وتسعى مصر حاليا لاستعادة عضويتها عبر تأكيد أن ما حدث جاء استجابة لإرادة شعبية وأنها ماضية في خطوات استعادة المسار الديمقراطي.

ووصل محلب العاصمة الغينية مالابو أمس، على رأس وفد يضم كلا من وزراء الخارجية والزراعة والإسكان والري والبترول والصحة، وكان في استقباله أجناسيو ميلامب، النائب الأول لرئيس جمهورية غينيا الاستوائية وأعضاء الحكومة وعدد من الدبلوماسيين. وتستغرق زيارته ثلاثة أيام، يجري خلالها مباحثات مع كبار المسؤولين تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها في مختلف المجالات.

وأجريت مراسم استقبال رسمية لرئيس الوزراء المصري، وعزفت الموسيقات العسكرية السلامين الوطنيين لمصر وغينيا الاستوائية، فيما قرر رئيس غينيا الاستوائية أن تكون إقامة محلب في مالابو خلال الزيارة في فيلا رئاسية يرفع عليها علم مصر.

ومن المقرر أن يستقبل الرئيس الغيني، محلب، حيث ينقل إليه رسالة من الرئيس المصري تتعلق بتطورات الأوضاع بالمنطقة والعلاقات الثنائية المصرية - الغينية وسبل دعمها وتطويرها في كل المجالات، خاصة في مجال الطاقة والبترول والزراعة، كما سيحضر رئيس الوزراء المصري حفل العشاء الذي يقيمه رئيس جمهورية غينيا له وللوفد المصري.

وأكد محلب، عقب وصوله مطار مالابو بغينيا الاستوائية، أن «مصر تعود بقوة إلى وضعها الطبيعي، وتعود بقوة إلى قلب أفريقيا، وهذا بمثابة عودة الروح للجسد»، مضيفا: «مصر كبيرة ودورها كبير». وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى أنه يصطحب معه وزير الخارجية، لأهمية دوره الدبلوماسي في الزيارة، كما أن وزراء «الزراعة والبترول والصحة» يحملون ملفات تعاون مشترك مع غينيا، بينما يوقع وزير الإسكان خلال الزيارة بروتوكول تعاون مع نظيره الغيني، بهدف إنشاء فرع لمركز بحوث الإسكان والبناء في غينيا، يتولى وضع أكواد البناء، وإجراء الاختبارات المطلوبة.

وأكد محلب، أن علاقات مصر وجمهورية غينيا الاستوائية التي ستستضيف القمة الأفريقية المقبلة طيبة، مضيفا: «القمة القادمة تنتظر عودة مصر للاتحاد الأفريقي، وإذا كانت هناك سحابة ستمر، لتعود العلاقات المصرية الأفريقية أفضل مما كانت».

من جانبه، أكد النائب الأول لرئيس جمهورية غينيا الاستوائية، أجناسيو ميلامب، أن علاقات البلدين قوية، وغينيا ستكون داعمة لمصر في كافة مواقفها، مضيفا: «هذا التوجه يؤكد عليه رئيس الدولة، ونتمنى أن تحظى العلاقات دائما بقوة حاليا ومستقبلا».

ويرى مراقبون أن «زيارة محلب لها أبعاد اقتصادية وسياسية، حيث تتضمن الزيارة مباحثات على جانب كبير من الأهمية بشأن استئناف مصر نشاطها داخل الاتحاد الأفريقي، وبما يصل للصالح العام للجميع وليس مصر وحدها، خصوصا وأن غينيا الاستوائية من الدول الداعمة بقوة لعودة مصر للاتحاد الأفريقي». ويشار إلى أن غينيا الاستوائية سوف تستضيف مؤتمر القمة الأفريقي في الفترة من 20 إلى 27 يوليو (تموز) المقبل.