البيت الأبيض: محادثات مستشارة الأمن القومي في إسرائيل مثمرة

رايس تتعهد بمنع إيران من امتلاك «النووي»

TT

وصف البيت الأبيض لقاءات مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي يوسي كوهين، بالمثمرة، موضحا أن المحادثات «كانت بناءة للغاية، وتطرقت إلى مجموعة من القضايا الأمنية الثنائية والإقليمية». في وقت خرجت فيه تصريحات لنتنياهو عقب اللقاء توضح أن الرؤى غير متطابقة.

وقال البيت الأبيض، في بيان، إن الوفد الأميركي برئاسة رايس شارك أمس في اجتماعات الفريق الاستشاري للولايات المتحدة وإسرائيل في القدس، وناقش عددا من القضايا، أبرزها إيران، حيث أكد الوفد الأميركي التزام واشنطن بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي. وأوضح الوفد الأميركي للجانب الإسرائيلي تفاصيل الجهود الدبلوماسية الجارية بين مجموعة «5+1» وإيران، من أجل التوصل إلى حل شامل لتهدئة مخاوف المجتمع الدولي من البرنامج النووي الإيراني.

وأوضحت رايس اعتقادها أن الدبلوماسية هي أفضل وسيلة لحل القضية النووية الإيرانية خلال اجتماعها الذي استمر لمدة ساعتين مساء أول من أمس مع نتنياهو. وأشار البيت الأبيض إلى أن الوفدين عقدا مشاورات مستفيضة حول جميع جوانب التحديات التي تشكلها إيران، وتعهدا بمواصلة التنسيق «غير المسبوق» بين الولايات المتحدة وإسرائيل، مع استمرار المفاوضات.

وعلى الجانب المقابل، قال نتنياهو، في كلمة له في مراسم لإحياء يوم النصر على «ألمانيا النازية»، إنه سيعمل على منع إيران من امتلاك أسلحة فتاكة، بما في ذلك أسلحة نووية، لأن ذلك من واجب إسرائيل. وأضاف «الشيء الأهم هو أن إيران لن تمتلك القدرة على تصنيع الأسلحة النووية، وهذا ينبغي أن يكون الهدف الأعلى والأهم، في الجهود التي تبذل حاليا في المحادثات مع إيران»، متسائلا «لماذا تحتاج إيران إلى آلاف أجهزة الطرد المركزي وأطنان من اليورانيوم المخصب؟ من أجل تصنيع الأسلحة النووية فقط ولا غير. ويجب منع إيران من امتلاك هذه القدرة، وهذا يجب أن يكون الهدف من المحادثات. هذا هو الموقف الإسرائيلي، ونحن نرى أن اتفاقا سيئا مع إيران سيمكّنها من الاحتفاظ بهذه القدرات».

وفي لقاء لاحق مع جمعية «أصدقاء الجيش الإسرائيلي» في الولايات المتحدة، قال نتنياهو «إيران تريد إبادة الدولة الإسرائيلية، وهي تصنع قنابل نووية لهذا الهدف. أريد التأكيد على موقف إسرائيل، إنني منزعج من أننا قد نواجه صفقة سيئة تستطيع إيران بموجبها الاحتفاظ بقدرتها على تطوير الأسلحة النووية. وأنا أقول إن عدم التوصل إلى اتفاق أفضل من التوصل إلى اتفاق سيئ».

ويشير حديث نتنياهو إلى عدم تطابق الرؤى بين إسرائيل والولايات المتحدة في هذا الشأن. وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس، إن اجتماع رايس مع نتنياهو في القدس كشف عن عمق الخلاف بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن قضية البرنامج النووي الإيراني. وقالت رايس لنتنياهو إن الإدارة الأميركية تعتقد أن المفاوضات الدبلوماسية هي «السبيل الأفضل لوقف البرنامج النووي الإيراني»، لكن نتنياهو رفض تلك الفكرة وحذر من نهاية سيئة للمفاوضات بين الدول الغربية الكبرى وإيران.

وكثيرا ما سرب مسؤولون إسرائيليون أنهم غير راضين عن طريقة تعامل الولايات المتحدة مع الملف الإيراني. ويتوجه وزير الشؤون الاستراتيجية يوفال شتاينتس إلى واشنطن، الأحد المقبل، لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، حول الصفقة الآخذة في التبلور بين الدول العظمى وإيران.

ويقول نتنياهو إن إيران قريبة من صنع قنبلة نووية، وإن الأمر متعلق فقط بقرار سياسي. لكن أحد أهم المسؤولين الإسرائيليين المنخرطين في العمل النووي، فند حديث نتنياهو أمس وانتقده بشدة، متهما إياه باستغلال «التهديد النووي» لأهداف سياسية داخلية. وقال البروفيسور عوزي عيلام، المدير العام السابق للجنة الطاقة النووية الإسرائيلية، إن إيران تحتاج عشر سنوات أخرى من العمل المتواصل من أجل الوصول إلى مرحلة إنتاج قنبلة نووية.

وأضاف عيلام في حديث مطول مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» ينشر اليوم الجمعة، أن «المشروع النووي الإيراني لن يكون عملانيا قبل عشر سنوات من الآن». وعد عيلام، الذي رأس أرفع لجنة نووية في إسرائيل لنحو عشرة أعوام، أن مهاجمة إيران هي «إثارة غير مجدية»، منتقدا إدخال الجمهور الإسرائيلي في حالة من الفزع، خشية من حرب نووية غير موجودة.

لكن عيلام حذر من أن شن أي ضربة على إيران لن يعني نهاية المشروع النووي الإيراني كما حدث مع العراق وسوريا، لأن إيران تأخذ احتياطات عالية وتدفن منشآتها تحت الأرض. ويعتقد عيلام أن مهاجمة إيران سيكون لها أثر عكسي وستقود إلى حرب مفتوحة. كما دعا رئيس وزرائه إلى منح الجهود الدبلوماسية الأميركية فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق مع إيران، باعتبار ذلك الحل الأمثل، ومن دون أن تبقى إسرائيل في رأس الجبهة التي تعمل ضد إيران علانية.