حداد ينافس العنصر على الأمانة العامة للحركة الشعبية المغربية

وزير السياحة يعدُ بتحرير الحزب من «الانتفاعية والانتظارية»

TT

يرتقب أن يعرف المؤتمر العام لحزب الحركة الشعبية المغربي المشارك في الحكومة والمقرر عقده يومي 21 و22 يونيو (حزيران) المقبل، منافسة حادة بين محند العنصر، الأمين العام الحالي للحزب، ولحسن حداد وزير السياحة، وذلك بعد أن أعلن كل منهما ترشحه بشكل رسمي لمنصب الأمانة العامة.

وكان العنصر، وزير الداخلية السابق في النسخة الأولى من حكومة عبد الإله ابن كيران، ووزير التعمير وإعداد التراب الوطني حاليا، الذي يشغل هذا المنصب منذ 1986 قد أعلن عن نيته الترشح من جديد للقيادة الحزب خلال اجتماع للمكتب السياسي عقده الليلة قبل الماضية.

وقال مصدر في الحزب لـ«الشرق الأوسط» إن حداد لم يحضر اجتماع المكتب السياسي بسبب وجوده خارج المغرب لحضور سوق السياحة العربي الذي اختتم فعالياته أمس في دبي، وبمجرد عودته سارع إلى إصدار البيان الذي أعلن من خلاله ترشحه، لمنصب الأمين العام، وشرح فيه أيضا دوافع هذا الترشح.

وحسب المصدر ذاته فإن وزراء الحزب الآخرين الذي حضروا الاجتماع وعددهم أربعة ساندوا العنصر من أجل استمراره في قيادة الحزب في المرحلة المقبلة. وهو ما قد يصعب الأمور على حداد الذي وإن كان له مؤيدوه، إلا أن العنصر ما زال يحتفظ بشعبيته بين «الحركيين».

وكان حداد قد أبدى في الأيام القليلة الماضية رغبة في ترشحه لمنافسة العنصر من خلال تصريحات صحافية بدت خجولة في البداية، وكأنها جس نبض لا أكثر، إلا أن اللغة التي كتب بها بيان الترشح جاءت مليئة بالتحدي، وأبانت عن إصرار في الظفر بالمنصب.

وقال حداد، في بيانه إنه قرر الترشح لمنصب الأمين العام للحركة الشعبية من أجل المساهمة في بناء حركة قوية ومتماسكة، تتسع للجميع، ولديها «برنامج نضع جميعا محاوره الأساسية، ونوفر له آليات التنفيذ ونهيئ له ظروف النجاح، ونعمل على تحصينه من كل انزلاق أو انحراف، من خلال تنظيم محكم محليا وإقليميا وجهويا ووطنيا بهياكل منتخبة ديمقراطيا وفي احترام تام للرأي والرأي الآخر».

وأوضح حداد أن موقعه كعضو في المكتب السياسي للحركة الشعبية، يجعله في وضع مريح إذا ما غلبت الأنانية عن هموم الحركيات والحركيين، الذين يتحسرون اليوم على الأدوار التاريخية للحركة ومواقفها الشجاعة، ويتساءلون بإلحاح عن مستقبلها الذي توضح كل المؤشرات أنه يسير نحو الأسوأ.

ووجه حداد انتقادات لاذعة للحركة الشعبية، وقال إنها «أصبحت اليوم عاجزة عن إنتاج أفكار جديدة وجلب كفاءات عالية، بفعل سياسة الإقصاء، وخلق النعرات القبلية والعرقية وتهميش الطاقات والكفاءات ومحاولة فرض الوصاية على الشباب وتهميش الدور الحقيقي للنساء والأطر وغيرهم».

وأضاف أن محطة المؤتمر الوطني المقبل للحزب «تعد بحق فرصة لا تعوض للانتفاضة الخلاقة بكل الوسائل التي يضمنها الدستور الجديد والقوانين الجاري بها العمل، لتحرير الحركة من قبضة الانتفاعية والانتظارية لتصبح حركة لكل الحركيين، لا فرق بين هذا وذاك إلا بالنضال والكفاءة والقدرة على خدمة الصالح العام، حركة تتكافأ فيها الفرص لتحمل المسؤولية لا حركة توزع فيها الغنائم وفق مقياس الولاء».

وخاطب حداد أعضاء الحزب قائلا إن «انشغالنا بصراعات بالوكالة فوت علينا الاشتغال لتقديم تصورات واضحة في ملفات تكتسي أهمية بالغة بالنسبة للحركة وبالنسبة للشعب المغربي قاطبة، مثل الأمازيغية، والجهوية، والتشغيل، والسكن، والصحة، والقضاء، والحريات العامة».

ووعد حداد بتقديم برنامج ينبني على مبادئ «الديمقراطية الحقة والحكامة الجيدة والمقاربة التشاركية للمساهمة في التغيير من أجل الكرامة من أجل حركة لكل الحركيين لا حركة الخضوع والخنوع».

يذكر أن محمد أوزين وزير الشباب والرياضة، كان أحد المتطلعين لخلافة العنصر على رأس الحزب، بيد أنه تراجع، وقال في تصريحات تلفزيونية إنه لا يمكنه الترشح أمام معلمه الذي تعلم على يده السياسة، ويقصد العنصر.

وكان عدد من أعضاء الحزب قد أصدروا عريضة تطالب العنصر بالترشح لمنصب الأمين العام، لولاية رابعة، لأنه الرجل الأنسب، من وجهة نظرهم، لقيادة الحزب في المرحلة المقبلة، وعبروا عن خشيتهم من أن يلقى حزب الحركة الشعبية مصير حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، اللذين انتخبا قيادات جديدة، وكاد أن يؤدي التنافس على منصب الأمانة العامة إلى حدوث انشقاق فيهما بسبب بروز تيارين داخلهما تابعين للمرشحين المتنافسين.