تونس تجدد دعوتها لاستضافة القمة المغاربية في أكتوبر

وزير خارجية المغرب: كل منظمة لا تساير سياقها التاريخي مصيرها الجمود ثم الموت

المنجي الحامدي وزير الخارجية التونسي وصلاح الدين مزوار وزير الخارجية المغربي والحبيب بن يحيى الأمين العام لاتحاد المغرب العربي خلال افتتاح الدورة 32 لمجلس وزراء خارجية الاتحاد في الرباط أمس (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

جددت أمس تونس على لسان وزير خارجيتها الدعوة إلى احتضان قمة مغاربية في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك خلال اجتماع مجلس وزراء خارجية اتحاد المغرب العربي الذي عقد أمس في الرباط.

ورحب وزراء خارجية الدول المغاربية بالاقتراح التونسي الذي كان قد طرحه الرئيس التونسي المؤقت المنصف المرزوقي قبل أكثر من عامين، وعلقوا عليه آمالا كبيرة من أجل إخراج الاتحاد من وضعية الجمود التي يعرفها.

وفي سياق ذلك، قال وزير خارجية ليبيا الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد، بأن طرابلس ترحب بالدعوة التي تقدمت بها تونس من أجل استضافة قمة قادة الدول المغاربية لأنها كانت سباقة إلى ذلك، وذلك في رد ضمني على اقتراح مماثل كان المغرب قد عبر عنه خلال الاجتماع التشاوري لوزراء خارجية الدول المغاربية الذي عقد في طرابلس في فبراير (شباط) الماضي.

وفي غضون ذلك، وحول ما إذا كان المغرب قد سحب دعوته لاستضافة القمة، قال صلاح الدين مزوار وزير الخارجية المغربي لـ«الشرق الأوسط» بأنه «لم تكن هناك أي مشكلة في أننا دعونا إلى عقد هذه القمة، وما دام إخواننا في تونس قاموا بهذه المبادرة فالمغرب يدعمها لأن هدفنا كان هو أن تعقد القمة وتعطي انطلاقة جديدة للاتحاد، وتساهم في انفراج عمل آلياته، حتى يقوم بدوره ويتجاوز الصعوبات التي يعاني منها»، وأضاف مزوار أن بلاده تحيي المبادرة وتدعمها، وجرى التعبير عن ذلك بشكل صريح «لأن هدفنا ليس أن تعقد القمة عندنا، بل استغلال ذكرى مرور 25 عاما على إقامة الاتحاد لعقدها، وسنصل إلى ذلك عبر مقترح إخواننا التونسيين».

وقال مزوار، خلال الجلسة الافتتاحية للمجلس، بأن جعل الاتحاد عنصرا فاعلا في الساحة الدولية والإقليمية لن يتحقق من دون تبني رؤية جديدة لمؤسساته وآليات عمله، تأخذ بعين الاعتبار التحولات الاجتماعية والفكرية والسياسية التي تعرفها شعوب ودول الاتحاد، وكذا القطع مع المنطق الماضوي الذي طبع تعامله مع مختلف الأزمات، بشكل جعل الاتحاد متخلفا عن مواكبة تحولات محيطة ما دام غير قادر على استيعابها، لا سيما أن كل منظمة لا تساير سياقها التاريخي مصيرها الجمود ثم الموت.

وأشار مزوار إلى أن تأسيس تنظيم إقليمي جديد يواكب روح العصر وتطلعات الشعوب لن يتحقق من دون «امتلاك الرغبة القوية من أجل البناء واستشراف المستقبل، وتجاوز الخلافات والصراعات الهامشية التي تعرقل كل جهود بناء الصرح المغاربي وتسمم أجواء الثقة فيما بيننا».

وكان مزوار قد أشار في بداية الجلسة الافتتاحية إلى غياب مباركة بوعيدة الوزيرة في وزارة الخارجية التي كان يفترض أن تجلس بجانبه خلال الاجتماع، وكشف أن سبب غيابها هو أنها ذهبت للولادة، وعد الحدث بادرة خير، وتمنى أن يشكل ذلك ولادة جديدة للاتحاد المغرب العربي، وتمنى لها أن تضع مولودها الأول في أحسن الظروف.

تجدر الإشارة إلى أن بوعيدة (39 عاما) هي أول وزيرة مغربية تحمل وتلد خلال فترة توليها منصبها الوزاري.

من جانبه، قال عبد الحميد السنوسي بريكسي الأمين العام (وكيل) لوزارة الخارجية الجزائرية أن بلاده تأمل بأن يشكل انعقاد القمة المغاربية السابعة في تونس انطلاقة جديدة للاتحاد، وأن تضفي الطابع التنفيذي على كافة القرارات التي اتخذت من قبل. وأضاف أن رصيد التجربة والخبرة التي راكمها الاتحاد تتطلب تصويب منهجية عمله لمواكبة التطورات السياسية الحاصلة في بلدانه الخمسة وفي محيطها، والتي تزامنت مع أزمات اقتصادية طرحت تحديات غير مسبوقة تتجاوز إمكانيات كل بلد على حدة. وأجمع وزراء خارجية الدول المغاربية على أهمية وضع استراتيجية أمنية من أجل درء الأخطار التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة ومحاربة التطرف والجريمة المنظمة.