إردوغان أنهى مشاوراته بشأن ترشحه لرئاسة الجمهورية.. والقرار هذا الأسبوع

رئيس الحكومة ينسحب من احتفال رسمي رفضا لـ«تلقي محاضرات»

رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان لدى مغادرته مقر الاحتفال بذكرى تأسيس المحكمة الإدارية العليا في أنقرة أمس (أ.ب)
TT

انسحب رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان من اجتماع احتفال بمناسبة مرور 146 عاما على تأسيس مجلس الدولة، أعلى محكمة إدارية في تركيا، وتضامن معه الرئيس التركي عبد الله غل احتجاجا على تعرض نقيب المحامين الأتراك متين فايز أوغلو لأداء الحكومة في مجال الحريات العامة والتعاطي مع تداعيات زلزال مدينة فان قبل سنوات.

وقال مصدر رسمي تركي لـ«الشرق الأوسط» إن الانسحاب جاء لوضع حد لمحاولات البعض التعامل مع مسؤولي الدولة بصفتهم تلاميذ يلقون عليهم المحاضرات، في إشارة غير مباشرة إلى حادثة أخرى كان بطلها رئيس مجلس القضاء الأعلى التركي قبل أسابيع.

وقال المصدر إن نقيب المحامين كان يفترض به أن يلقي كلمة مدتها 20 دقيقة، لكنه تجاوزها إلى 55 دقيقة قبل أن يقاطعه إردوغان. وأشار المصدر إلى أنه من غير الجائز بروتوكوليا تجاوز كل هذا الوقت في حضرة رئيس الدولة، بالإضافة إلى الكلام السياسي الذي صدر عن فايز أوغلو. وبدا الغضب واضحا على إردوغان الذي كان يجلس في الصف الأمامي وترك مقعده في شكل مفاجئ منددا بـ«وقاحة» نقيب المحامين الذي وجه سلسلة انتقادات شديدة إلى إردوغان وأسلوب حكمه في الاحتفال الذي نقله التلفزيون مباشرة على الهواء. وقال إردوغان مخاطبا نقيب المحامين بصوت عالٍ قبل أن يغادر القاعة مع مساعديه: «أنت وقح وغير مهذب. هذا خطاب سياسي بالكامل مليء بالأكاذيب».

وعقد هذا الاجتماع إحياءً لذكرى تأسيس مجلس الدولة، وكان حاضرا فيه الرئيس التركي عبد الله غل الذي لم يخفِ صدمته بما حصل. في المقابل، حافظ فايز أوغلو، المحامي الشاب المعروف بانتقاده اللاذع لحزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم، على هدوئه مكتفيا بالقول إنه ألقى «خطابا بنّاء ودستوريا» لا ينطوي على «أي إهانة»، وذلك على وقع تصفيق قسم من الحاضرين. وغادر إردوغان غاضبا قاعة الاحتفال بالذكرى السنوية الـ145 على تأسيس المحكمة الإدارية العليا (الاستئناف)، ظهر أمس، في حضور رئيس الجمهورية عبد الله غل، ورئيسة المحكمة الإدارية العليا زرين جونجور، ورئيس هيئة الأركان العامة نجدت أوزال، وزعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو، وعدد كبير من مسؤولي الدولة، في أثناء إلقاء كلمة رئيس نقابة المحامين الأتراك.

وتساءل إردوغان، أمام رئيس الجمهورية ورئيسة المحكمة الإدارية داخل القاعة، وأمام الحضور، عن كيفية السماح لفايز أوغلو بالتحدث بهذا الأسلوب، والإطالة في الكلام.

وقال المصدر إن الرئيس غل حاول تهدئة إردوغان، قبل أن يغادر معه، ويغادر خلفه البروتوكول وقسم كبير من الحاضرين. وفي وقت لاحق أصدر محافظ مدينة فان بيانا كذب فيه ما قاله نقيب المحامين عن أداء مؤسسات الدولة أعقاب الزلزال.

وأشار مصدر مقرب من إردوغان لـ«الشرق الأوسط» إلى أن رئيس الحكومة كان مضطرا أساسا إلى المغادرة لارتباطه باجتماع هام جدا لحزب العدالة والتنمية، وهو آخر الاجتماعات التشاورية التي يعقدها إردوغان قبل اتخاذ قراره النهائي بما يتعلق بالترشيح لرئاسة الجمهورية. وقال إردوغان في الاجتماع إن على نقيب المحامين أن يترك منصبه إذا أراد العمل بالسياسة.. وعندها فليقل ما يشاء.

وأوضح المصدر الرسمي التركي أن إردوغان سوف يجتمع قريبا جدا مع الرئيس غل لاتخاذ القرار بشأن الترشيح، مرجحا أن يحسم أمر ترشيحه للانتخابات بعد «التشاور مع غل»، مؤكدا أن غل لن ينافس إردوغان إذا ما قرر الترشح، فهما «صديقان ورفيقا درب». ورجح المصدر أن يتقدم إردوغان للمنصب، موضحا أن خيار غل سيكون عندها أخذ قسط من الراحة، لأنه لا يريد تولي رئاسة الحكومة والحزب، وهو خيار يؤيده إردوغان على ما يبدو.