عشرة قتلى في أفغانستان مع إطلاق حركة طالبان «هجوم الربيع»

هجوم صاروخي على مطار كابل وقاعدة باغرام العسكرية

TT

بدأت حركة طالبان أمس «هجوم الربيع» السنوي، وشنت هجمات على أنحاء عدة من البلاد، أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن عشرة قتلى وإلحاق الضرر بعتاد في قاعدة باغرام الأميركية وفق مسؤولين محليين. وعادة ما يبدأ «هجوم الربيع» في أفغانستان مع ذوبان الثلوج التي تعرقل حركة تنقل المقاتلين وتنتهي مع فصل الخريف، ويتمثل في تكثيف هجمات المقاتلين الإسلاميين على حكومة كابل وقوات حلف شمال الأطلسي الذي يساندها.

وتمكنت مجموعة انتحارية صباح أمس من اقتحام وزارة العدل في مقر الحكومة المحلية في مدينة جلال آباد (شرق) الكبيرة، وتبادل الرصاص مع قوات الأمن لعدة ساعات قبل قتل أفرادها. وفضلا عن المهاجمين الثلاثة قتل سبعة أشخاص آخرون بينهم ثلاثة من الموظفين في الوزارة وشرطيان وشاب في الـ15 من العمر، وفق ما أعلن قائد الشرطة المحلية عبد الرؤوف أوروزقاني في مؤتمر صحافي.

وفي غزنة (وسط) قتل ثلاثة أشخاص على الأقل وأصيب ثمانية آخرون في سلسلة هجمات شنها مقاتلون إسلاميون، كما أعلن نائب حاكم الولاية محمد علي أحمدي. واستهدف المقاتلون مراكز أمنية للشرطة وأطلقوا قذائف أيضا على مكاتب الإدارة المحلية. وفي العاصمة كابل «أطلقت قذيفتان على الأقل على شمال المطار الدولي»، وفق ما صرح الناطق باسم وزارة الداخلية صديق صديقي لوكالة الصحافة الفرنسية، مؤكدا أن الهجوم لم يخلف ضحايا. كذلك استهدفت قذائف مطار قاعدة باغرام العملاقة، وهي مجمع عسكري وضع تحت سيطرة أميركية شمال كابل، وفق ما أعلنت القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن (إيساف) التابعة للأطلسي. وأضاف ناطق باسم «إيساف» أن «بناية خالية وبعض العتاد تضرر لكن لا ضحايا». وفي هلمند (جنوب) قتل «ثلاثة شرطيين أفغان» قبل شن هجوم الربيع مساء أول من أمس في اعتداء استهدف خلاله مقاتلو طالبان مركزا أمنيا وفق ما أعلن حاكم الولاية عمر زواق.

وأعلن قادة طالبان الأسبوع الماضي أن الهجوم الذي سيكون الأخير قبل انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي من أفغانستان سيؤدي إلى «تطهير البلاد من الكفار والمفسدين»، وحذروا من أن المترجمين الأفغان والمسؤولين الحكوميين والسياسيين والقضاة سيكونون أيضا أهدافا. وتبنت طالبان مسؤولية الهجمات عبر شبكة «تويتر»، وقالت إن ضربات أخرى نفذت في أنحاء أخرى في البلاد. ويتزامن هجوم الربيع الذي أطلق عليه اسم «غزوة خيبر» مع الدورة الثانية من الانتخابات الشهر المقبل لاختيار خلف للرئيس حميد كرزاي الذي حكم البلاد منذ سقوط نظام طالبان في 2001.

ومن المقرر أن ينسحب نحو 51 ألف عنصر من القوة الدولية لا يزالون في أفغانستان، بحلول ديسمبر (كانون الأول)، مع انتهاء مهمتها القتالية التي كانت طويلة ومكلفة ضد المتمردين. وتعتزم القوات الأميركية إبقاء آلاف الجنود في أفغانستان بعد الانسحاب الدولي في 2014 لتدريب الجيش الأفغاني وشن عمليات لمكافحة الإرهاب، لكن ذلك يبقى رهنا بتوقيع اتفاقية أمنية ثنائية بين البلدين.

وفي بيانها الأسبوع الماضي، الذي أعلنت فيه عن بدء الهجوم، أكدت طالبان أنها «تصر على الانسحاب غير المشروط لكل القوات المحتلة، وترى أن مواصلة جهادها المسلح أمر ضروري لتحقيق هذه الأهداف». وأضاف بيان طالبان «إذا ظن الغزاة وأتباعهم الداخليون أن خفض عدد القوات الأجنبية سيؤدي إلى تراجع قوة جهادنا، فإنهم مخطئون».

وتشن حركة طالبان التي أطاح بها من الحكم تحالف عسكري دولي بقيادة الولايات المتحدة عام 2001 تمردا لم تتمكن القوات الدولية من وقفه منذ ذلك الحين.