مصدر خليجي لـ («الشرق الأوسط»): هيغل يبحث مع نظرائه الخليجيين سياسات الدفاع الإلكتروني

ملفات إيران وسوريا ومصر واليمن على أجندة وزير الدفاع الأميركي في جدة

TT

-كشف مصدر خليجي لـ«الشرق الأوسط» أن وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل سيناقش خلال زيارته إلى السعودية، الملف الإيراني والحالة السورية، والأوضاع السياسية التي تعيشها مصر خلال الوقت الحالي، وملفات مكافحة الإرهاب وتطورات الأمور الأمنية في اليمن، وذلك خلال مشاركته في اجتماع وزراء الدفاع الخليجيين الذي يعقد اليوم في جدة، مشيرا إلى أن مسودة قرارات البيان الختامي للاجتماع تتضمن تشكيل لجنة من خبراء الأمن البحري لزيادة التمارين التدريبية.

وكان هيغل وصل إلى جدة ظهر أمس، وكان في استقباله في مطار الملك عبد العزيز الدولي الأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع السعودي، وعادل الجبير سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة، واللواء الطيار الركن سعد القرني قائد المنطقة الغربية، والدكتور جوزيف ويستغول سفير الولايات المتحدة لدى السعودية، ومحمد العايش المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي.

وأوضح المصدر الخليجي في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن وزير الدفاع الأميركي سيهدف خلال اجتماعه مع وزراء الدفاع الخليجيين إلى نشر رسائل تطمينية لدول المجلس، وذلك بعد أن أقدمت أميركا على التفاوض مع إيران على برنامجها النووي، وتشكيل لجنة من خبراء الأمن البحري لزيادة التمارين التدريبية والتعاون العملياتي.

وقال المصدر إن «هيغل خلال زيارته إلى السعودية التي تعد المحطة الأولى في جولة تقوده إلى الأردن وإسرائيل، سيتناول موضوعات روعي فيها أهميتها لدول الخليج، مثل الملف الإيراني، والأزمة السورية التي تعيشها الآن، والأوضاع السياسية في مصر، وملفات مكافحة الإرهاب، وتطورات الأمور الأمنية في اليمن».

وأشار المصدر إلى أن مقررات المسودة التي يحملها وزير الدفاع الأميركي، تتضمن موضوع سياسة الدفاع الإلكترونيCyber Defense، اتساقا مع النهج الذي تتبعه الولايات المتحدة أخيرا، إذ جرى طرح هذا الموضوع في مؤتمر الاتصالات الخاص بالمنطقة الوسطى الذي عقد أخيرا في واشنطن.

وأضاف «يتطلع الجانب الأميركي إلى تبادل المعلومات، وتقييم قدرات دول المجلس، وإعداد الخبراء في هذا المجال، على أن يتطلع دول الخليج وضع سياساتCyber Defense حسب الطريقة التي تناسب مصالح الدول الست فقط، دون مراعاة الأمور المتعلقة بالأمن القومي للدول الأخرى».

من جهة أخرى، قال الدكتور عبد العزيز بن صقر رئيس مركز الخليج للدراسات الأمنية والاستراتيجية بأن هناك رغبة لدى الطرفين في تقييم المخاطر من ناحية إيران والوضع في سوريا، مشيرا إلى أن السعودية ما زالت تدفع الولايات المتحدة لتوفير أسلحة نوعية «صواريخ مضادة للطائرات» للمعارضة السورية.

وشدد الخبير الخليجي على أن لدى دول مجلس التعاون قلقا من التهديدات الإيرانية وأن اللقاء بين وزير الدفاع الأميركي ونظرائه الخليجيين يأتي في إطار طمأنة الولايات المتحدة لحلفائها في الخليج حول الالتزام بأمن المنطقة.

وأوضح ابن صقر لـ«الشرق الأوسط» أن القلق الخليجي ينطلق من ثلاثة مستويات، الأول، توجه إيران لتطوير سلاح كل شهر، والثاني، تطوير إيران للصواريخ البالستية، والثالث، النشاط البحري الإيراني والتمارين التي يجريها الحرس الثوري الإيراني وبكثافة وبعضها على منشآت نفطية، مشيرا إلى أن ذلك يعطي رسائل إلى دول المجلس بشأن مرافقها النفطية، كما أشار إلى التوجه الإيراني لبناء قاعدة للطائرات دون طيار على مضيق هرمز. وتابع صقر أن «لدى دول المجلس قلقا من التسلح غير المنضبط لدى إيران فهي تنتج السلاح وتستخدمه كما تشاء وتوفره لمن تشاء دون ضوابط».

ولفت الخبير الاستراتيجي، النظر إلى أن التمرين السعودي الضخم للقوات المسلحة السعودية «سيف عبد الله» أعطى رسالة بأن السعودية تتجه إلى الاعتماد أكثر على نفسها، وقال إن «لدى السعودية توجها لبناء قدرات دفاعية ذاتية بشكل أكبر توفر لها أكثر من الاعتماد على الحلفاء». وأشار إلى أن لدى الولايات المتحدة توجها لخفض قواتها في منطقة الخليج في مقابل زيادة وجودها في بحر العرب والمحيط الهندي.

وكان المسؤول الإعلامي في وزارة الدفاع الأميركية، جون كيربي، أعلن الجمعة الماضية في مؤتمر صحافي أن «وزير الدفاع تشاك هيغل سيحضر اجتماع دفاع إقليمي في السعودية في إطار رحلة ستكون الثالثة له إلى الشرق الأوسط منذ توليه منصبه».

وأضاف كيربي: «هذه الجولة تهدف إلى تعزيز الاستراتيجية الأميركية في المنطقة، وتنسيق الجهود مع حلفائنا في المنطقة لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

وأشار إلى أن اللقاء مع دول مجلس التعاون الخليجي سيكون الأول منذ عام 2008، وسيوفر فرصة مهمة في الوقت المناسب بالنسبة للولايات المتحدة لتعزيز التعاون مع دول الخليج، حيث نواجه تحديات أمنية إقليمية مشتركة تتعلق بإيران وسوريا، ومصر، والعراق.

ولفت إلى أن الاجتماع الوزاري يهدف إلى تعزيز التعاون الأمني متعدد الأطراف في المنطقة، وسيركز على تنسيق الدفاعات الجوية والصواريخ والأمن البحري والدفاع الإلكتروني.

ووصف كيربي اللقاء بأنه «فرصة للتشديد على التزامات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وتعزيز سياستها القائمة على منع إيران من حيازة سلاح نووي وزيادة زعزعة الاستقرار في المنطقة».

وفي ذات السياق عد الدكتور أشرف كشك الباحث في مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والموجه الأكاديمي في حلف الناتو لـ«الشرق الأوسط» أن الاجتماع يأتي ضمن النهج الجديد في السياسة الأميركية في التعامل مع دول المجلس ككتلة واحدة، وأكد أن مناورات «سيف عبد الله» التي فاجأت بها السعودية دولا إقليمية كما فاجأت بها الولايات المتحدة الأميركية، أعطت رسالة إلى الولايات المتحدة أن دول المجلس قادرة على صنع مقومات أمنها الذاتي وأنها لن تعول على التحالفات التي تتبدل كثيرا في المستقبل.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة تدرك المخاوف الخليجية من السياسة الدفاعية الأميركية التي تتجه نحو آسيا في مقابل خفض الوجود العسكري في منطقة الشرق الأوسط والخليج، وتريد أن تبلغ حلفائها في الخليج أنها ملتزمة بأمن المنطقة.

وعد الدكتور كشك توقيت الاجتماع في غاية الأهمية حيث يأتي قبل أيام من احتمال توصل الدول الغربية الكبرى مجموعة 5 + 1 لاتفاق نووي دائم مع إيران، قد لا يكون مقتصرا على الملف النووي فقط، فلدى دول المجلس مخاوف من أن يتضمن الاتفاق دورا إقليميا لإيران على حساب دول المنطقة.

كما أشار إلى أن لدى الولايات المتحدة مخاوف من توجه بعض الدول الكبرى مثل روسيا لتعزيز وجودها في الخليج حيث تسعى للحد من هذا التوجه، يقابل ذلك توجه خليجي نحو آسيا لذلك - والكلام للباحث الدكتور كشك - ترغب الولايات المتحدة في طمأنة حلفائها أكثر على التزامها بأمن واستقرار المنطقة. وكانت وكالة الأنباء الكويتية، أعلنت أمس أن نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الكويتي الشيخ خالد الجراح الصباح والوفد العسكري المرافق له توجه في وقت سابق أمس (الثلاثاء) إلى السعودية لحضور اجتماع وزراء الدفاع في دول مجلس التعاون الخليجي في جدة، وقالت إن «الاجتماع سيناقش أهم المواضيع والأفكار التي تستهدف تعزيز التعاون بين القوات الشقيقة على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية».